رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مبادرات جديدة لسلطنة عمان لتفعيل العلاقات التاريخية مع دول وشعوب القارة الإفريقية

المؤتمر الدولى علاقات
المؤتمر الدولى علاقات عمان بدول القرن الإفريقى

فى إفريقيا تتواصل مبادرات سلطنة عمان لتفعيل الصلات التاريخية مع دول وشعوب القارة. فى هذا الإطار تنظم السلطنة معرضا للمنتجات العمانية فى نيروبى. ويؤكد المحللون أن تلك الخطوات ستمكن السلطنة من الإسهام فى تطوير العلاقات العربية – الإفريقية. وتاريخيا تأسست فى إفريقيا إمبراطورية عمانية كبرى، ما زال الأشقاء الأفارقة يعتزون بإسهاماتها الحضارية.

تأتـى هذه المبادرات تأكيدا على اهتمام السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان بدعم العلاقات المشتركة الوثيقة التى تعود إلى عقود بعيدة، وكذلك فى إطار الحراك الدبلوماسى العُمانى النشط، والذى يواكب فترة استعداد السلطنة للاحتفال بالعيد الوطنى.

عمرها أكثر من 500 سنة

من جانبه أعرب الجانب الكينى عن الترحيب بتفعيل العلاقات الثنائية. وأكد كبيرونو كيتونى رئيس غرفة التجارة والصناعة الوطنية الكينية اهتمام بلاده بالسوق العمانية. وأشار بعد اختتامه زيارة للسلطنة إلى أنها شريك تجارى رئيسى ومهم، مبديا ترحيبه بإقامة معرض المنتجات العمانية «أوبكس» خلال الفترة من 29 أكتوبر إلى 1 نوفمبر المقبل، حيث يتزامن مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطنى الثامن والأربعين.

وأوضح أنه يعد فرصة كبيرة أمام رجال الأعمال لإقامة شراكات اقتصادية واستثمارية لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وقد بحث الجانبان خلال زيارته التنسيق لمشاركة أصحاب وصاحبات الأعمال من العمانيين فى المعرض.

أضاف رئيس غرفة التجارة أن العلاقات التاريخية تمتد لأكثر من 500 سنة، ويصل حجم التبادل التجارى فى الفترة الحالية إلى 65 مليون دولار منها 50 مليون دولار حجم صادرات عمان إلى كينيا، التى تصدّر من جانبها منتجات تصل قيمتها إلى 15 مليون دولار.

وتصدّر السلطنة بشكل رئيسى إلى كينيا منتجات النفط، والألمنيوم والزجاج، فى حين أن صادرات كينيا تشمل الخشب التقليدى، والشاى، والقهوة، ويوجد الآن نقل جوى مباشر بين مسقط ونيروبى.

ولفت إلى أن أهم الفرص المتاحة لمعرض أوبكس فى كينيا تتمثل فى تقنية المعلومات، والنفط والغاز، والموارد البشرية، وكذلك حصول رجال الأعمال العمانيين على فرص استثمار فى كينيا لتأسيس المصانع.

سفارة فى إثيوبيا

وعلاقات دبلوماسية مع توجو

حفلت الأشهر القليلة الماضية بالعديد من المستجدات والفعاليات التى تعكس الحرص المتبادل على تطوير العلاقات مع إفريقيا.

فقد أصدر السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان مرسوماً سلطانياً فى العام الماضى 2017 بإنشاء سفارة للسلطنة فى إثيوبيا.

كما وقعت السلطنة على بيان مشترك حول إقامة العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية توجو انطلاقًا من علاقات التعاون والصداقة القائمة بين البلدين.

تقع توجو فى غرب إفريقيا وتحدها من الغرب غانا وبنين من الشرق وبوركينا فاسو من الشمال. وتمتد جنوبًا إلى خليج غينيا حيث تقع العاصمة لومى. ويمثل الإسلام فى توجو ما بين 12 إلى 20% من السكان، ووصل إلى توجو مثل بلدان غرب إفريقيا عن طريق البلاد الإسلامية الواقعة فى شمالها.

منارة عمانية فى زنجبار لنشر

مبادئ الإخاء الإنسانى

ووسطية الإسلام

وسماحته واعتداله دون تطرف أو غلو

تم أيضاً افتتاح منارة إسلامية شيدتها سلطنة عمان فى زنجبار بجمهورية تنزانيا، حيث تم تحت رعاية الدكتور محمد على شينى رئيس زنجبار الاحتفال بافتتاح جامع كبير ليكون مركز إشعاع حضارى يجسد معانى المحبة والسلام والوئام وعمق الروابط والتاريخ المشترك بين السلطنة والشعوب الإفريقية، وهو ما عكسته صورة الحضور من جميع أطياف الشعب الزنجبارى. أقيم الجامع تنفيذاً لتوجيهات السلطان قابوس، وعلى نفقته لمواصلة الإسهام العمانى فى نشر مبادئ الإخاء الإنسانى ووسطية الإسلام وسماحته واعتداله دون تطرف أو غلو.

منذ افتتاحه يواصل الصرح الإسلامى فى زنجبار الدور الحضارى للسلطنة من قلب إفريقيا فقد أصبح مركزًا للندوات والمؤتمرات العلمية التى تبحث فى مختلف المعارف الإنسانية والثقافية والدينية، مع التركيز على الروابط التى تجمعها مع إفريقيا.

تحدث هذه المبادرات ردود فعل طيبة لدى مختلف الشعوب، حيث تعد المساجد والمؤسسات الإسلامية العمانية، وفى مقدمتها جامع السلطان قابوس الأكبر منارات تنشر إشعاعات حضارية تنطلق من السلطنة إلى مختلف أنحاء العالم، ومن أبرزها معرض رسالة الإسلام من عُمان الذى يزور العواصم لنشر قيم المحبة والسلام جنبًا إلى جنب مع الثقافة والعلوم.

المعرض المتحفى

الدائم فى قلعة ممباسا

كما شهدت كينيا احتفالية ثقافية عمانية فممثلة لسلطنة عمان نفذت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالتعاون مع وزارة الثقافة والفنون الكينية، مشروع المعرض المتحفى الدائم فى قلعة ممباسا وذلك بعد تحسينه وترميمه، وتم افتتاحه تحت رعاية الدكتور حسن واريو وزير والثقافة والفنون بجمهورية كينيا، وبحضور عدد من الوزراء والسفراء والشخصيات العمانية فى ممباسا ولامو وماليندى.

 أصبح المتحف أحد المعالم التى تقوم بأدوار ثقافية متنوعة، تهدف إلى تأكيد الدور العمانى فى إفريقيا إلى جانب إبراز مدى عمق الصلات التاريخية، وتجسيد القيم النبيلة لعمان وتراثها وثقافتها.

كما يهدف للحفاظ على الشواهد والمقتنيات الأثرية وإبراز الأبعاد المتعددة للإسهامات الحضارية العمانية.

بمشاركة مصر

مؤتمر دولى عن العلاقات

مع بلاد القرن الإفريقى

أما فى مورونى عاصمة جمهورية القمر المتحدة فقد تم بمشاركة مصر، عقد المؤتمر الدولى «علاقات عمان بدول القرن الإفريقى»، فى ديسمبر 2016. كما أقيم المعرض الوثائقى المصاحب للمؤتمر.

فى ختامه أوصت الوفود بضرورة السعى لتطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية بين الجانبين، مع تعزيز دراسة اللغة العربية، والاهتمام بالبحث العلمى المشترك. كما أوصى بالعمل على إبراز العلاقة التاريخية الاستثنائية بين اللغة العربية واللغة السواحيلية لتقوية الروابط بين الجانبين، وتوثيق دور التجار العمانيين فى نشر الإسلام والحضارة والتراث الإسلامى. وشدد المؤتمر على أهمية إقامة مثل هذه الندوات العلمية واستمراريتها وتوسيع آفاقها من خلال دراسة علاقات عُمان مع دول المنطقة كالصومال، ومدغشقر، وإثيوبيا وجزيرة موريشيوس بهدف تعميق المعارف التاريخية والحضارية والعمل على ترجمة المراجع الفرنسية والإنجليزية إلى اللغة العربية، وطباعة ونشر الكتب والدراسات العلمية المختلفة. ومن بين التوصيات التى خرج بها المؤتمر أهمية تضمين موضوعات التاريخ المشترك بين عُمان وإفريقيا فى المناهج الدراسية بغرض الاطلاع على القواسم المشتركة فى الجوانب الحضارية، وتعزيز التعاون فى الجانب العلمى وتطوير المدارس القرآنية، وتبادل الخبرات فى الدراسات الإسلامية.

وأوصى المؤتمر بتشجيع الباحثين لدراسة الوثائق والمخطوطات لما تحويه من كنوز معرفية فى المجالات التى لم يتم الاطلاع عليها بعد، وتبادل الخبرات بين الجامعات، وإقامة الفعاليات الثقافية والعلمية فى السلطنة ودول القرن الإفريقى. وأكد المؤتمر الدولى الخامس على أهمية توثيق علاقات التعاون والشراكة بين هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالسلطنة، والمراكز الإفريقية فى مجال الوثائق والمكتبات، وإصدار دوريات علمية محكمة سنوية تختص بنشر الدراسات والبحوث التى تتناول التاريخ المشترك. اختتم المؤتمر بعد ثلاثة أيام من المناقشات التى كشفت جوانب مهمة، وقدمت خلاله 46 ورقة عمل لباحثين من 11 دولة فى مقدمتها مصر، والسلطنة، وجمهورية القمر، وتنزانيا، والصومال، وكينيا، وتونس، والجزائر، واليمن، وبريطانيا، وبلجيكا، وروسيا والولايات المتحدة. نظمت المؤتمر هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية العمانية بالتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولى بجمهورية القمر.