رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل يمكن لإيران أن تنسحب من سوريا؟

احد جنود الجيش السوري
احد جنود الجيش السوري - ارشيفية

التقى مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، الأسبوع الماضي في جنيف، بنظيره الروسي نيكولاي باتروشيف، وكان من بين القضايا التي تم مناقشتها هو أن تقنع روسيا إيران بالانسحاب من سوريا.

وبالرغم من أن باتروشيف قد اتفق مع بولتون على ضرورة القيام بذلك، إلا أنه أوضح أن روسيا لا تملك القدرة على إجبار إيران على مغادرة سوريا.

ويعد الطلب الأمريكي ليس بجديد، حيث طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في خطاب ألقاه في الثامن من مايو الماضي، والذي أعلن خلاله الانسحاب من الاتفاق النووي، بأن يتضمن الاتفاق الذي تم إعادة التفاوض بشأنه قبول إيران بقبود دائمة لبرنامج تخصيب اليورانيوم والموافقة على وقف برنامج تطوير الصواريخ، بالإضافة إلى "وقف إيران سلوكها الخبيث في منطقة الشرق الأوسط"، وهو ما يعني الانسحاب من سوريا.

وبحسب موقع ناشيونال انترست، فإن انسحاب الولايات المتحدة الأحادي من الاتفاق النووي، وإعادة فرض عقوبات صارمة على إيران التي تعيق بشكل كبير قدرتها على المشاركة في السوق الدولية، وما نتج عنه الحد من قدرة إيران على بيع النفط، وخنق الاستثمارات الأجنبية الحالية والمحتملة لم يكن له التأثير المطلوب على طهران حتى الآن لكي تقرر الانسحاب من سوريا.

وأكد الموقع على ضرورة استيعاب بأن المصالح الإيرانية والروسية في سوريا ليست متطابقة، وأن طهران وموسكو تشكان في نوايا كل منهما، إلا أنها (هذه المصالح) تسير موازية لبعضها البعض مع الالتزام ببقاء نظام بشار الأسد.

وأوضح الموقع أن التزام إيران ببقاء النظام يختلف - إلى حد ما - عن التزام روسيا، مشيرة إلى أنه وقبل عامين، بدت موسكو مستعدة لاعتزال الرئيس بشار الأسد من أجل التوصل إلى تسوية بين النظام وقوى المعارضة.

وأشار الموقع إلى أن هناك العديد من المعطيات التي حددت موقف إيران، حيث شملت دعم السعودية وحلفاؤها في دول الخليج إلى الفصائل المتمردة في سوريا، إلى جانب تصميم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الإسراع في تغيير النظام في دمشق.

والآن، وبعد أن تمكن نظام الأسد من بسط نفوذه وسيطرته على جزء كبير من سوريا، فإن إيران ترغب في جني ثمار مساعدتها للنظام في

أسوأ أوقاتها، حيث أنها غير راغبة في التخلي عن موطئ قدمها الإستراتيجي في سوريا، والذي سيكمل وجودها السياسي في العراق ومن خلال حزب الله في لبنان.

وقال الموقع إن إيران ترغب في المساعدة على استقرار الأنظمة الصديقة لها في العراق وسوريا ولبنان، لذا فإن قيام إيران بالانسحاب من سوريا لا يعدو كونه أمراً مزعجاً لها. وبالنسبة للأسد، فإنه أكثر من مرتاح للوجود العسكري الإيراني في البلاد لأنه يخدم غرضه المباشر من صيانة النظام، رغبة منه في عدم الاعتماد المفرط على روسيا، حيث أنه (الأسد) يعتقد بأن موسكو قد تقرر سحب دعمها للنظام في أي وقت، وهذا ما بدا واضحاً عام 2016.

وكانت إيران قد وقعت مع سوريا اتفاقاً جديداً للتعاون العسكري، خلال اجتماع عُقد في الـ 27 من أغسطس الماضي، بين وزيري الدفاع للبلدين في دمشق، وهو ما عزّز روابطهما الدفاعية. وصرح الملحق العسكري الإيراني في دمشق، أبو القاسم علي نجاد، أن "استمرار وجود المستشارين الإيرانيين العسكريين في سوريا كان جزءاً من اتفاقية التعاون العسكري بين طهران ودمشق".

وفي ظل هذه الظروف والمعطيات المتضاربة، تبدو الجهود الأمريكية التي تهدف إلى دفع روسيا لاقناع إيران بمغادرة سوريا غير مجدية، كما أنها ليست في وضع يمكنها من إجبار إيران على مغادرة سوريا أو حتى الحد من وجودها العسكري والسياسي هناك، وهو ما على واشنطن أن تتعلم كيفية التعامل معه.