رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بعد استعادة درعا بالكامل.. سورية تعود قريبا

بوابة الوفد الإلكترونية

كتبت- هبة مصطفى:

"سورية قلب العروبة النابض؛ ففيها تتفاعل القومية العربية، ومنها تتصاعد مُثل القومية العربية، قلبها يخفق بالوحدة وتدعيم القومية العربية"، هكذا بدأ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر خطابه عن دمشق الشقيقة.

وتعبيرا عن الاندماج في المجالات كافة والتلاحم الشعبي الذي ضرب بجذوره أمد التاريخ بين الشعبين المصري والسوري، يذكرنا التاريخ بالوحدة التي كانت تُعرف بالجمهورية العربية المتحدة، وبالحب الكامن في القلوب، لدرجة أن الفنانة صباح حينها تغنت بأغنية شهيرة عن أشهر سوقين عربيين معروفين بدرة الأسواق التجارية في العمالم العربي وهما؛ سوق الموسكي بالقاهرة والحمدية بدمشق،..  فكانت أغنيتها.. من الموسكي لسوق الحميدية .. كلها أفراح وليـالي ملاح وحبايب مصر يا سورية ... بأمان وسلام وبشوق وغرام هنغنـي نشيد الحرية.

مرت سورية بسبع سنوات عجاف، أرقت مضاجع العالم العربي بأسره، فسورية كما تعرف نبض العالم العربي وشريان مصر من الشمال، ما جري لدمشق كان كابوسا مؤلما، ومرضا مذمنا عانت منه كثيرا ولكن بقوة حلفائها استطاعت التعافي منه، وفشلت المخططات الاستعمارية الهادمة للنظام السوري والجيش النظامي للدولة وتدميرها؛ وخيبت الآمال الإسرائيلية والتركية وكل الدول المغرضة والطامعة في فرض قبضتها على البلاد لتنفيذ الآعيبهم وأجنداتهم الشيطانية في المنطقة العربية.

توالت انتصارات الجيش السوري من القصير للرستن لبابا عمرو للخالدية فكل حمص.. للقلمون… لحلب ودير الزور لكامل الغوطة الشرقية والآن درعا، وتوجت أفضل ملحمة أسطورية للجيش السوري الباسل الذي صمد لسنوات طويلة مدافعا عن وحدة التراب السوري وشعبه وحكومته وسياديته على كامل أراضيه.

 

صفقة القرن الإسرائيلية في سورية

كانت إسرائيل أول من خرجت لتبارك الاضطرابات السورية والحروب الأهلية التي أهلكتها لسنوات طويلة، أشاد  مسؤولون إسرائيليون -بمن فيهم وزير الدفاع السابق إيهود باراك و رئيس لجنة الخارجية والأمن بالكنيست الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي السابق "شاباك" آفي ديختر، مايقوم به الميليشيات الإرهابية؛ متوقعين سقوط بشار الأسد.

تضاربت الأنباء حول مزاعم الكيان الصهيوني التي انطلقت عبر أبواقهم الإعلامية، بأنه يتعامل بشكل محايد فيما يتعلق بالحرب الأهلية، فهناك من أكدها وآخر نفاها، إلا أن الواقع كان مغايرًا، و في الحقيقة لقد نفذت تل أبيب العشرات من الغارات الجوية على الأراضي السورية وعلى البؤر الداعمة للجيش النظامي السوري.

يقول موسي عبد النور رئيس اتحاد الصحفيين في سورية في تصريحات خاصة لصحيفة الوفد أن المشاريع الصهيونية العدوانية كثيرة وخطيرة وتسعى إسرائيل بشتى الوسائل السياسية والإعلامية والعسكرية والاقتصادية لتمريرها، مسألة ضم الجولان للكيان الصهيوني من ضمن صفقة القرن.

وأكد أن أهل الجولان يواصلون مقاومتهم وتصديهم لمشاريع وقرارات سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تهدف للاستيلاء على أرضه وماله ومقدراته وسنتصدى لتلك المحاولات والوقوف في وجه العدوان الغاشم..

 وأوضح أن مطالبة الإسرائيليين بالعودة لقواعد فك الاشتباك 1979 فهو هزيمة لها لأنها سعت من خلال أدواتها المجموعات الإرهابية لطرد قوات الفصل الأندوف لتحل محل هذه المجموعات لمحاولة تشكيل حزام أمنى معتمدة على مجموعاتها الإرهابية لكي تحمي نفسها من خلالهم ولن تدخر الدولة السورية جهدا في استعادة  الأراضي المحتلة إلى أحضان الوطن. وطالما لم ينجح الكيان الصهيوني في زرع الإرهابيين وتشكيل جيش على غرار سعد حداد في الجنوب اللبناني لن تنجح في فرض إرادتها وشروطها.

 

تركيا وألاعيبها الشيطانية

يقول موسى إنه منذ بداية الأحداث اتجهت للمسار السلبي فهي دولة محتلة شنت عدوانا على شمال سورية، في خطوة اعتدائية على سيادة البلاد، بزعم محاربة جماعات إرهابية ولكنها في الحقيقة تقوم بغرض أهدافها التوسعية، من المعروف أنها دعمت وسهلت ومولت الإرهابين الذين اختروا البلاد عبر أراضيها، هذا ما أكده موسى.

وشدد على أن سورية حذرت من هذا العدوان ووجهت رسائل إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة تحذر ما تقوم به أنقرة من أفعال تؤثر على السلم والأمن الدوليين وسترد سورية وفقا لمواثيق العهد الدولي، الدور التركي هو كان له المساهمة الأساسية لما فيه سورية الآن، الذي يلقى تصدى كبير من قبل الجيش السوري لتلك الاعتداءات التركية على الأراضي السورية.

 

الدور الروسي في سورية     

استطاعت روسيا أن تفرض نفسها بقوة في الأزمة السورية لما قامت به من إحداث تأثيرات وتغييرات ملموسة في أرض المعركة، قلبت كل الموازين السياسية لمصلحة الوطن السوري، أعلنت موسكو تدخلها العسكري في دمشق في 2015، بعد أن مزقتها براثن الإرهاب ودمرتها الصراعات الطائفية من جراء الحروب بالوكالة التي تنفذها إسرائيل وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية، والتي استخدمت النفوس الضعيفة في تقسيم الأوطان وتفكيكها.

دحض موسي كل التقارير المزعومة عن التدخلات الروسية في البلاد، مؤكدا أن الوجود الروسي هو وجود شرعي، جاء بناء على مطالب سورية، فروسيا تعد حليفا استراتيجيا لمحور المقاومة التي تحارب الإرهاب عن دول العالم قاطبة، روسيا تدافع عن الشرعية والقوانين الدولية في سورية، وليس لديها أطماع في البلاد.

وأضاف أن صمود سورية شعبا وقيادة هو من أعطى الفرصة للدور الروسي على الصعيد الدولي للتدخل وإنقاذ الوطن، وتبرز الجهود الروسية للوقوف بجانب الدولة في المحافل الدولية، يتشاور البلدان في الموضوعات كافة التي تتعلق بالشئون الدولية والداخلية، ولا يمكن لروسيا أن تتخذ قرارات لن توافق عليها سورية، البلدين يربطهما علاقات قوية قائمة على الاحترام المتبادل؛ من أجل إعطاء الشرعية الدولية حقها، أمريكا تستخدم الأمم المتحدة من أجل تسويق الحروب على الشعوب السلمية.. اليوم أصبحنا في عالم متعدد الأقطاب بجهود روسيا التي تؤيد الحق والعدل والمرجعيات الدولية.

 

الدور المصري في سورية

كان لمصر دورًا داعمًا وبارزا في حل الأزمة السورية، ظهر جليا في اجتماعاتها مع المعارضة وإقناعهم بتسوية قضاياهم بالطرق السلمية، وبالفعل استجابت المعارضة، وتوصلوا إلى حلول ترضي الأطراف كافة، كان لها مردودًا إيجابيًا على الأزمة، وأسهم بشكل فعال في تحرير معظم الأراضي السورية.

صحيح أن الموقف المصري حيال القضية السورية، تأرجح في عهد الإخوان الذين دعوا لحوض حروب كان من شأنها أن تفضي إلى أمور لن يحمد عقباها، تحرق المنطقة العربية بأكملها من ويلات الحرب التي تهدف إلى تقسيم الوطن العربي تقسيما جديدا وفقا لمخطط المستشرق الأمريكي "برنار لويس" الذي أراد أن ينفذ مشروعه سايكس بيكو الثانية بتفكيك الوطن العربي عن طريق خوض معارك وحروب أهلية تهلك البلاد العربية وتدمر أوطانهم بأنفسهم وتقسيمها وفقا للعرق والمذاهب والطوائف، وكل هذا من المؤكد كان مرفوضا رفضا تاما.

بعد ثورة 30 يونيو 2013، أصبح الموقف المصري حيال الأزمة السورية في اتجاهه الصحيح، الداعم للحريات وإنقاذ الوطن السوري وشعبه من غياهب الإرهاب، وبرز دور القاهرة في الوقوف بجانب الشعب السوري وجيشه؛ حيث كانت ركائز  الرئيس عبد الفتاح السيسي واضحة لحل الأزمة، تمثل في احترام إرادة الشعب السوري، وإيجاد حل سلمي للأزمة، والحفاظ على وحدة آراضيه، ونزع أسلحة الميليشيات والجماعات المتطرفة، وإعادة إعمار البلاد وتفعيل مؤسسات الدولة السورية.

يقول السفير أسامة توفيق مساعد وزير الخارجية الأسبق في تصريحات خاصة للوفد، إن مصر تنادي بوحدة مصر بوحدة وسلامة الأراضي في ليبيا وسورية، وإعلاء مبدأ التفاوض والحوار السلمي السياسي في حل الأزمات بعيدًا عن استخدام القوة أو التهديد بها، ونبذها التدخل في الشئون الداخلية للدول وتمويل الإرهاب

والعصابات ومدها بالأسلحة، كما تفعل بعض الدول، كما تطالب مصر بالحفاظ على الجيوش الوطنية ولا تعترف بالمليشيات والجماعات المتطرفة.

وأكد أن مصر استضافت عدة اجتماعات للمعارضة المعتدلة البعيدة عن استخدام السلاح والعنف والإرهاب، في محاولة للتوصل لإطار سلمي لحل الأزمة وشاركت مصر في كل المؤتمرات الخاصة بأصدقاء سورية وإعادة إعمار دمشق، مشيرا إلى الدور الذي لعبته الجامعة العربية في الدعوة لإعادة إعمار البلاد.

وقال موسى عبد النور رئيس اتحاد الصحفيين السوريين أن مصر تدعم الدولة السورية ومؤسساتها وليس لديها أطماع ومصر بعلاقاتها مؤهلة للعب دورا فاعلا أكبر على الساحة الإقليمية والدولية وهو ما تريده سوريا معربا عن تقديره لموقف الشعب المصري الذي يحفظه التاريخ.

 

تحرير درعا

تمثل محافظة درعا أهمية سياسية واقتصادية؛ بسبب موقعها الجغرافي المتميز والمطل على فلسطين والأردن، مما جعل لها خصوصية سياسية ووزنا سياسيا في الحسابات الدولية المعقدة، هذا الموقع  أضفى أيضا عليها الطابع الاقتصادي لوجود معبر نصيب المتاخم لمعبر جابر الأردني، الذي أسهم في توفير العملات الصعبة لخزينة الدولة، و زيادة الصادرات والواردات فضلا عن تحسين مؤشر الأمن الغذائي.

يقول موسى إن تحرير درعا أثبت عودة الجيش السوري لخط الدفاع الإستراتيجي في وجه الكيان الصهيوني ومن هنا كان القلق الإسرائيلي من عودة سورية إلى الجنوب متزايد؛ لأن إسرائيل فقدت ورقة من أدواتها الإرهابية في الجنوب، مشيرا إلى أن القلق تجسد في هرولة إسرائيل إلى موسكو، بعد كل معركة ناجحة للجيش السوري كان يحققه.

من الناحية الاقتصادية تحرير معبر نصيب باعتباره نقطة انطلاق الاضطرابات في سورية وبوابة البلاد ونقل البضائع بين الدول عبر المعبر، مع هذا الانجاز عودة الاجئين.

 

انتصارات الجيش السوري عززت قدرته القتالية

 أوضح موسى أن سقوط معاقل الإرهاب في المنطقة يفقد قاعدة التنف الأمريكية الموجودة في الجزء الشرقي قيمتها،  وعززت من قدرة الجيش السوري القتالية التي سرّعت من إنجاز التحرير؛ اعتمادا على خبرته العسكرية، التي بدأت من حمص واستطاعه الجيش ضرب مشروع التقسيم في الصميم وحلب حيث الهزيمة الإستراتيجية للإرهابيين ومحاصرة المشروع الأمريكي في دير الزور وريف دمشق.

وأكد موسى أن الجيش السوري تمكن من تدمير المخططات الصهيو-أمريكية وهزيمة أدواته المستخدمة لتنفيذ عمليات الإرهابية، وتحقيق الأمان الذي يعد العنصر الأهم والأبرز في تلك المعارك، كل ذلك أسهم في تزيز ثقة الشعب بدولته وجيشه.

وأضاف أن الانتصارات التي حققتها سورية تجعل الدولة تعود بقوة لملفات المنطقة وخاصة الملف الفلسطيني والصراع العربي الإسرائيلي، مؤكدا أن الأزمة السورية في مراحلها النهائية ولا خطوط حمراء يمكن أن ترسم حول تحركات الجيش لاجتثات الإرهاب، وكل ما مر يمهد الطريق لخوض معارك مزودة بهذه المعنويات وسينجح الجيش السوري في إعادة سورية من جديد.

 

مستقبل سورية    

بعد تفوق الجيش السوري المدعوم من روسيا في اجتثاث جذور الإرهاب من كل بقاع الأرض السورية، تنتظر دمشق مستقبلا حافلا بعودة المهاجرين واللاجئين الذين يشكلون حجر الأساس لإعادة إعمار الوطن وبنائه بسواعدهم وجهودهم المدعومة بحلفائهم الأقوياء.  

يقول  موسى إن مدينة الرقة التي دمرها التحالف الدولي واستخدم فيها أشكال الأسلحة كافة منها المحرمة دوليا توجد فيها قوات سورية الديمقراطية وكذلك إدلب التي تسعى الحكومة السورية من خلال الحوار مع السوريين الأكراد، للتوصل لتفاهمات وحلول لتحريرهما، هناك نتائج إيجابية لفرض سيادتها على تلك المناطق، أما المجموعات الإرهابية الموجودة في إدلب فالضامن لها ما تم الاتفاق عليه في محادثات أستانا،  فقرار الدولة السورية واضح تحرير كل ذرة تراب ولن يختلف الأمر مع الوجود الأمريكي في المناطق حيث يخضع ذلك للتفاهمات دولية، والمصير واضح لكل محتل، وهو طرده من الأرض السورية بأي وسيلة كانت.

وأضاف أن سورية مقبلة على مرحلة تتطلب الكثير من العمل وفي كل المجالات وفي كل مؤسسات الدولة بالتعامل مع الحلفاء من أجل إعادة الإعمار بمشاركة جميع السوريين طلبت وزارة الخارجية السورية من الذين اضطرتهم الظروف لمغادرة البلاد، العودة إلى دمشق من أجل المساهمة في بنائه، مؤكدًا أن البلاد تنتظر  مرحلة مهمة بعد القضاء على الإرهاب، وسيكون لها مستقبل باهر طالما أنها انتصرت على المخطط الإرهابي العالمي وعلى الحرب الكونية التي جندت لها كل الأساليب المعروفة من أجل هزيمة الدولة السورية ولكن في النهاية استطاع الجيش السوري العربي أن يفرض سيادة الدولة في كل بقعة من بقاع الأرض.

وأوضح موسى أن المحطات القادمة للجيش السوري بعد جبهة الجنوب ستكون الرقة أو ما تبقى من  دير الزور بشرق الفرات أو حتى في الشمال السوري لتكون أرض سورية بالكامل قريبًا تحت سيادة الدولة السورية، ولينطلق السوريون إلى مستقبل أفضل وبرغم ما حدث من دمار إلا أننا فخورين بالجيش النظامي السوري لأن المستهدف هو إسقاط الدولة.