رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسيحيو مصر بين مطرقة الكنيسة وسندان زيارة القدس

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

من المألوف في كنيسة القيامة في البلدة القديمة بالقدس وفي كنيسة المهد ببيت لحم أن تشاهد الأشخاص ذوي الملامح الأوروبية والأعين الزرقاء، ولكن اللافت خلال الأيام الماضية، هو أن ترى وجوها أكسبتها شمس وادي النيل سمارا مميزا يشتهر به المصريون، قدم أصحابها إلى القدس ليؤدوا مراسم الحج المسيحي لكي يحظوا بلقب "مقدس".

واتسم عيد القيامة المجيد في القدس هذا العام بكثرة المسيحيين المصريين الذين جاءوا للاحتفال بالعيد وزيارة المقدسات المسيحية، رغم إدراكهم أن مجرد زيارة القدس قد تعرضهم لعقوبات كنسية، لكونهم انتهكوا قرار البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية الذي توفي الشهر الماضي بعدم سفر المسيحيين الأرثوذكس إلى القدس للحج وزيارة المقدسات المسيحية حتى يزول الاحتلال الإسرائيلي، وكان يقول "لن يدخل المسيحيون القدس إلا في يد إخوتهم المسلمين"، وهو الموقف الذي لاقى تقديرا كبيرا من القيادة الفلسطينية.

ويبدو الحجاج المسيحيون المصريون واضحين للعيان تعرفهم بمجرد رؤيتهم فكلهم يرتدون قبعات كتب عليها اسم شركة السياحة المنظمة لرحلتهم باللغة العربية، وبعضهم يرتدي الجلباب المصري الشهير، بالإضافة الى اللهجة المصرية المعروفة التي تبدو مميزة وسط عشرات اللغات الأجنبية التي يتحدث بها زوار المقدسات المسيحية.

المقدسيون من سكان وتجار البلدة القديمة استقبلوا المسيحيين المصريين بحفاوة بالغة وحرصوا على مبادلتهم الحديث باللهجة المصرية التي يعشقها كل الفلسطينيين وبعضهم يجيدها بشكل قوى، بفضل القنوات الفضائية المصرية، ومنحوهم خصما جيدا على ما اشتروه من هدايا تذكارية.

وقال جورج أنور أحد منظمي الرحلة :"فكرنا في تنظيم الرحلة قبل أكثر من شهرين أي قبل وفاة البابا شنودة الثالث".وأشار إلى أن شروط الرحلة أن

يكون عمر الشخص أكثر من 50 عاما فقط، وأن توافق كنيسته لو كان من طائفة أخرى غير الأرثوذكس، موضحا أنهم حصلوا على تصاريح سفر من
ضابط الاتصال بمصلحة الجوازات المصرية حسبما تقتضي التعليمات.

وقال أنور إن الفوج الذي نظمه ضم 29 شخصا أغلبهم من محافظات الصعيد، موضحا أنهم سيعودون يوم الاثنين القادم (شم النسيم) إلى القاهرة، بعد قضاء أسبوع في الحج.

ويقول كمال جرجس، موظف على المعاش من محافظة الشرقية، "جئنا لنطلب البركة لمصر وشعبها الأصيل لنتجاوز المحنة الحالية، ونأمل أن يستجيب الرب لنا".

وأضاف "نحن نقيم في فنادق عربية في القدس، ونشترى من تجار عرب ومقدسيين، والمرشد السياحي الذي يشرح لنا المزارات عربي ..أليس كل هذا دعما للعرب الفلسطينيين والمقدسيين؟".

ويضيف جرجس، الذي جاء عن طريق البر إلى طابا ومنها عبر الحدود المصرية الإسرائيلية إلى إيلات ثم حمله أوتوبيس إلى القدس "أدعو الكنيسة إلى مراجعة قرار منع المسيحيين من زيارة القدس، هذه الأماكن الجميلة لا يجب أن تبقى محرمة بالنسبة لنا، وبالطبع إن فرحة لقب (المقدس) لا تضاهيها فرحة أخرى".