رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدء إعادة هيكلة الجيش اليمني المنقسم

بوابة الوفد الإلكترونية

 شهدت اليمن تغييرات مهمة وجريئة في عدد من القيادات العسكرية، كخطوة أولية في طريق إعادة هيكلة الجيش المنقسم بناء على المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية.

    وعاشت المؤسسة العسكرية اليمنية انقساما منذ إعلان عدد من الوحدات العسكرية العام الماضي انشقاقها عن الجيش النظامي نتيجة قمع السلطات الأمنية للاحتجاجات التي اندلعت مطلع فبراير 2011.

    وتقدمت دول الخليج بمبادرة لحل الأزمة اليمنية وتم التوقيع عليها من قبل الأطراف اليمنية في 23 نوفمبر 2011 بالرياض، وتضمنت أهم نصوص المبادرة إعادة هيكلة الجيش اليمني وفقا للمعايير الوطنية.

    وشهدت الفترة الأخيرة احتجاجات واسعة وضغوطات شعبية مطالبة بإعادة هيكلة الجيش اليمني.

    ويخرج منذ أشهر مئات الآلاف من المحتجين في صنعاء ومدن يمنية أخرى إلى الساحات والميادين للمطالبة بتوحيد الجيش اليمني المنقسم.

    وأصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مساء أمس الجمعة قرارات جمهورية اطاحت بعدد من القيادات العسكرية، والتي تمثل عامل توتر بالبلاد، في حين رفضت عدد من تلك القيادات الانصياع للقرارات الجمهورية.

    وتمثلت أهم التغيرات الجديدة التي أصدرها الرئيس هادي، بتغيير عدد من القيادات المقربة والموالية من النظام السابق، حيث تمت اقالة قائد القوات الجوية محمد صالح الأحمر، الاخ غير الشقيق للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، وابن اخية قائد القوات الخاصة طارق محمد عبدالله صالح، وابنه خالد علي عبدالله صالح من قيادة اللواء الثالث مشاة، بالإضافة إلى عدد من القيادات العسكرية التي اعلنت انشقاقها عن النظام السابق العام الماضي كقائد المنطقة الشرقية والمنطقة الوسطى.

    ورفض قائد سلاح الجو اليمني اللواء محمد صالح الاحمر الانصياع للقرار الجمهوري.

    وعلمت وكالة أنباء ((شينخوا)) من مصادر في القاعدة الجوية أن اللواء الأحمر رفض قرار اقالته من منصبه ووجه انصاره بتنفيذ احتجاجات دخل قيادة القوات الجوية، وكذا اغلاق مطار صنعاء الدولي، بالإضافة إلى نشر مسلحين قبليين من انصاره ومحاصرة مطار صنعاء الدولي المتآخم لمقر قيادة الجوية اليمنية.

     وتوقفت اليوم كافة الرحلات الجوية من مطار صنعاء الدولي، على خلفية قرار جمهوري صدر الجمعة بإقالة  الأحمر.

    وأوضح مصدر عسكرى لـ((شينخوا)) أن عددا من الضابط الموالين للواء الأحمر هددوا صباح اليوم بقصف اي طائرة مدنية تقلع أو تهبط بمطار صنعاء الدولي على خلفية استيائهم من القرار الجمهوري الذي قضى بتعيين قائد جديد للقوات الجوية بدلا عن الاحمر.

     وفي السياق ذاته، أكد مصدر ملاحي في مطار صنعاء لـ((شينخوا)) توقف كافة الرحلات الجوية بسبب تهديدات من قيادات تعمل في المطار الحربي المتآخم لمطار صنعاء، والتي قضت بقصف اي طائرة تتحرك في مدرج المطار.

     وقال شهود عيان إن مسلحين قبليين موالين للواء الاحمر فرضوا منذ ساعات الصباح الباكر اليوم، حصارا على مطار صنعاء الدولي من جميع الاتجاهات وأغلقوا كافة المداخل المؤدية إلى مطار صنعاء ومنطقة مقر القيادة الجوية بالعاصمة صنعاء، مؤكدين أن اطلاق نار تعرض له برج المطار من قبل المسلحين.

    وتعد هذه التغيرات بداية لإعادة هيكلة الجيش المنقسم في اليمن، على الرغم من الاعتراضات التي تواجهها.

    وقال الناطق الرسمي باسم اللجنة العسكرية لتحقيق الامن والاستقرار في اليمن اللواء علي سعيد عبيد إن قرارات الجمهورية التي صدرت بشأن تغيير قيادات عسكرية تأتي في اطار التوجهات لإعادة هيكلة الجيش .

     وأوضح عبيد لـ((شينخوا)) أن قرارات الجمهورية التي صدرت أمس بتغيير عدد من قيادات المناطق العسكرية وقيادات الالوية وغيرها من القرارات تأتي في اطار التوجهات الجديدة للنظام، بتفعيل نظام التدوير الوظيفي، وهي بداية لتسهيل مهمة اعادة هيكلة الجيش اليمني المنقسم.

    وتابع " هذه القرارات من المؤكد بأنها ستهيئ الاجواء المناسبة لإعادة هيكلة الجيش والأمن".

    وأضاف إن اللجنة العسكرية تعمل حاليا في اتجاه الشروع بإعادة هيكلة الجيش كما هو منصوص عليه في المبادرة الخليجية الموقعة من قبل الاطراف اليمنية، وهذه القرارات الأخيرة، ستسهل من مهمة اللجنة لإعادة هيكلة الجيش والأمن بالكامل.

     وقلل ناطق اللجنة العسكرية من اي رفض لبعض القيادات العسكرية من الانصياع لقرارات الجمهورية، مشيرا إلى أن هناك تفهما من قبل تلك القيادات وانه سيتم حل اي اشكالية تستجد في هذا الاتجاه.

     ويرى شباب الثورة المرابطين في الساحات أن قرار اقالة عدد من القيادات المقربة والموالية للنظام السابق خطوة في الاتجاه الصحيح لتطهير المؤسسة العسكرية وفي

طريق اعادة هيكلة الجيش المنقسم.

     وقال زياد الجابري، مدير تحرير الشبكة الإعلامية للثورة اليمنية لـ((شينخوا)) إن القرارات الاخيرة بإقالة عدد من القيادات العسكرية المتورطة مع النظام السابق بقضايا متعددة هي خطوة في الاتجاه الصحيح لتطهير المؤسسة العسكرية اليمنية.

    وأوضح الجابري، بأنهم كشباب ثورة مرابطين في الساحات منذ عام يرون بأن القرارات الجمهورية الأخيرة بدأت تشق طريقا للتغيير في الاتجاه الصحيح وتطهير مؤسسات الجيش من المتورطين في قضايا فساد مالي وعمليات قتل راح ضحيتها أكثر من 2000 من شباب الثورة.

    وأضاف أن هذه القرارات إجمالا أعادت الرئيس هادي الى دائرة الثقة بعد أن كان بعض الشباب بدأ يفقد ثقته بهادي وأكدت على أن خطوات الرئيس في الاستجابة لمطالب شباب الساحات سوف تتواصل وان ما يحتاجه الأخير هو المزيد من الصمود في الساحات ومواصلة التصعيد والعمل الثوري كدافع لاتخاذ المزيد من القرارات الشجاعة لإقالة بقايا العائلة من كافة المواقع.

    واعتبر الجابري أن إعادة توزيع هذه الشخصيات كعماله فائضة في وظائف استشارية ليس فيه من خطأ كون مرحلة التوافق تقتضي جانبا من اللين ثم ما العيب في تحويل شخص كان يدير مؤسسة عسكرية ويتحكم في مصائر الناس إلى مجرد موظف خلف مكتب وبحافظة دوام.

    وتابع "هذه القرارات أعادت الأمل بوصول دماء جديدة وغير معروفه الى مراكز كانت حكرا على أسر بعينها ".

    ونوه الجابري بأن قرارات الأمس وما ستليها ن قرارات تأتي في إطار تلبية مطالب شباب الثورة وتحقيق أهداف الثورة والوفاء لدماء الشهداء.

    بدوره، قال الصحفي اليمني فؤاد النهاري إن التغييرات الجديدة "مهمة" وتأتي في اطار اعادة هيكلة الجيش المنقسم في البلاد.

    وأوضح النهاري لـ((شينخوا)) أن هذه القرارات الجريئة يجب ان يعقبها قرارات اهم حتي نستطيع القول إن الرئيس الجديد هادي احدث تغييرا جذريا في اعادة هيكلة الجيش.

    وأضاف أن اعادة هيكلة الجيش يجب ان تتم وفق أسس علمية ومهنية بحتة بعيدا عن "التكتلات والمناطقيات والعصبيات والحزبيات والتقاسم والمراضاة"، وهذا على ما يبدو يقوم به الرئيس هادي حاليا، على حد قوله.

    ونوه النهاري بأن اليمن، ينتظر من الرئيس هادي المزيد من القرارات الجريئة والقوية من اجل تحقيق استقرار سياسي واقتصادي، خاصة وان هذه القرارات اعطت ارتياحا واسعا لدى شريحة واسعة من ابناء الشعب، وهو ما يعني ان الناس متلهفة لقرارات اكبر.

    وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أكد الثلاثاء الماضي، أهمية وضع خطة وإستراتيجية لتعزيز وحدة القوات المسلحة من اجل العمل على ترسيخ الأمن والاستقرار في البلاد.

    وأوضح هادي أن مؤسسة القوات المسلحة ستظل دائما وأبدا الحامي والحارس الأمين لمكتسبات الوطن وحماية مصالحه، مشيرا إلى أن المؤسسة العسكرية تمثل العنصر الأهم والمؤسسة الأولى التي تنطلق منها الوحدة الوطنية، وهي معنية باستعادة هيبة الدولة ومكانتها في المجتمع.