رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإمارات وروسيا توقعان اتفاقية لإرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى الفضاء

رائد فضاء - أرشيف
رائد فضاء - أرشيف

 أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، ورئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، إرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى الفضاء، يعد خطوة تاريخية تؤذن ببداية مرحلة جديدة، تكتمل فيها رؤية الإمارات للفضاء، وذلك استكمالًا للجهود الكبيرة التي قامت بها الدولة استعدادًا لتبوء مكانة متقدمة في هذا المضمار، خلال السنوات القليلة المقبلة في إطار الرؤية الشاملة لمستقبل مسيرة التطوير والتنمية، وفق أرقى المعايير العالمية، وبما يلبي تطلعاتنا وطموحاتنا للمستقبل.

 

 جاء ذلك بمناسبة توقيع دولة الإمارات العربية المتحدة، مُمثَّلةً في مركز محمد بن راشد للفضاء، ودولة روسيا الاتحادية، مُمثَّلةً في وكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس"، اتفاقية تعاون لإرسال أول رائد فضاء إماراتي للمشاركة في الأبحاث العلمية ضمن بعثة فضاء روسية إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبة "سويوز إم إس" الفضائية.

 

 قال "ابن راشد": "وقّعت دولة الإمارات، اليوم، اتفاقية تاريخية لإرسال أول رائد فضاء إماراتي خلال الأشهر المقبلة لمحطة الفضاء الدولية.. ابن الإمارات قادر على معانقة الفضاء.. ورؤيتنا التي بدأناها منذ ١٢ عامًا لتطوير قطاع الفضاء الوطني بدأت تؤتي ثمارها".

 

 كشف "ابن راشد" عن قيمة الاتفاقية وأثرها في تعزيز الأهداف الاستراتيجية لدولة الإمارات في امتلاك منظومة متكاملة للعلوم والأبحاث تسهم في دفع مسيرة التطوير قُدمًا مدعومة بفكر وسواعد أبناء الإمارات وما يقدموه من إنجازات مهمة ضمن رؤية واضحة لأهدافنا للمستقبل، وقال سموه: "رؤية الإمارات للفضاء بدأت تكتمل عبر تصنيع مسبار المريخ، وإنجاز أول مجمع لتصنيع الأقمار الاصطناعية بالكامل وطنيًا، وتدريب رواد فضاء إماراتيين، وامتلاك منظومة علمية وبحثية متكاملة.. سنحتفل في ٢٠٢١ بمرور خمسين عامًا على تأسيس دولتنا، وسنهدي إنجازنا للأجيال المقبلة لتبدأ أحلامهم دائمًا من السماء".

 

وأكد سموه أن الاتفاقية تدعم أهداف "مئوية الإمارات 2071" التي تركز في جانب كبير منها على علوم المستقبل وتطويرها في مجالات الابتكار والفضاء والهندسة والطب، وغيرها، كما وصف سموه الاتفاقية بأنها تعد بمثابة خطوة جديدة تقطعها الإمارات في طريقها نحو تحقيق الأهداف الكبيرة التي تنشدها في مجال اكتشاف الفضاء وتبلغ أوجها في العام 2117 بإقامة أول مستوطنة بشرية على كوكب المريخ، سعيًا لضمان البدائل التي تخدم مستقبل البشرية.

 

من جانبه، أكد الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، أن هذه الاتفاقية التاريخية بين الجانبين الإماراتي والروسي تأتي في سياق الاستراتيجية الطموحة للمركز تحقيقًا لرؤية القيادة الرشيدة نحو ترسيخ موقع الإمارات كدولة رائدة في مجال الفضاء وعلومه واكتشافاته على مستوى العالم، وامتدادًا للجهود التي يبذلها المركز، بالتعاون مع أرقى المراكز والمؤسسات والمعاهد العلمية المتخصصة على مستوى العالم في مجال الفضاء من أجل ضمان دور رائد لدولة الإمارات في مضماره.

 

وأوضح ولي عهد دبي، أن أول رائد فضاء إماراتي سيغادر الأرض إلى المحطة الدولية للفضاء خلال عام واحد وذلك بعد الانتهاء من اختيار المرشحين من خلال "برنامج الإمارات لرواد الفضاء"، ضمن "البرنامج الوطني للفضاء، من أجل ضمان انتقاء أفضل العناصر المؤهلة للقيام بهذه المهمة التاريخية التي ستضيف إنجازًا نوعيًا جديدًا لدولة الإمارات في مجال صناعات المستقبل، متمنيًا سموه التوفيق لجميع القائمين على البرنامج في مهمتهم الوطنية الكبيرة.

 

 وتم توقيع الاتفاقية على هامش مؤتمر الأمم المتحدة المعني باستكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه في الأغراض السلمية "يونيسبيس +50 “UNISPACE ، الذي استضافته العاصمة النمساوية فيينا خلال الفترة 18 -21 يونيو الجاري، ووقعها سعادة يوسف حمد الشيباني، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، وسيرجي كيركولوف – مدير برنامج رواد فضاء وكالة الفضاء الروسية، بحضور معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير الدولة لشئون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، وسعادة حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء، وديميتري روغوزين، مدير عام وكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس"، ووفد رفيع المستوى من وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء.

 

أربعة مرشحين

 سوف يتم اختيار أربعة من بين 95 مرشحًا (75 شابًا و20 فتاة)، تتراوح أعمارهم بين 23 و48 عامًا من جميع إمارات الدولة، الذين تمكنوا من التأهل إلى المرحلة المقبلة من "برنامج الإمارات لرواد الفضاء" الهادف إلى تدريب وإعداد فريق إماراتي لإرساله إلى الفضاء للقيام بمهمات علمية متعددة، ضمن "البرنامج الوطني للفضاء"، الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في أبريل 2017.

 

 وعن هذه الخطوة، قال سعادة حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء: "تأتي الاتفاقية مع وكالة الفضاء الروسية في إطار إعداد جيل من الشباب الواعي بالتحديات المستقبلية التي يفرضها التطور التكنولوجي المتسارع، حيث أضحى استكشاف الفضاء والاستثمار فيه تحديًا جديدًا تخوضه دولتنا مدعومة بالرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، التي لا ترضى إلاّ بالرقم

واحد في جميع المجالات.

 

وأضاف سعادته: "خطوة مهمة نقوم بها ضمن مشروع رواد الفضاء الإماراتي الأول من نوعه عربيًا، تتمثل في اختيار وإعداد وتدريب أربعة رواد فضاء إماراتيين، وإرسالهم في مهمات فضائية مختلفة إلى محطة الفضاء الدولية ليكونوا سفراء الإمارات في الفضاء، حيث سيقوم هؤلاء الشباب بأبحاث علمية متطورة من شأنها خدمة البشرية، والإسهام في تطوير قطاع الفضاء الإماراتي"، معربًا عن شكره وامتنانه لجهود البحث والتطوير التي تقوم بها وكالة الإمارات للفضاء في مجال اكتشاف الفضاء الخارجي.

 

شراكة استراتيجية

 من جانبه، قال سعادة يوسف حمد الشيباني، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: "تشكل الشراكة الاستراتيجية مع وكالة الفضاء الروسية الرائدة عالميًا نقلة نوعية وعلامة فارقة في قطاع الفضاء الوطني، وإنجاز جديد يضاف إلى سجل دولة الإمارات الحافل بالإنجازات على الأصعدة كافة، وتم اختيار وكالة الفضاء الروسية نظرًا لامتلاكها تاريخًا حاشدًا بالإنجازات المتقدمة في مجال الفضاء، إذ من شأن الشراكات العالمية مع رواد قطاع الفضاء تطوير قطاع الفضاء الإماراتي قوي وإعطاء دفعة نوعية في دعم السياسة  والاستراتيجية الوطنية لقطاع الفضاء تنفيذًا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي وجّه بضرورة التأسيس لقطاع فضاء من طراز عالمي بطابع إماراتي يمكنه المنافسة على المستوى العالمي بإطلاق وتنفيذ جملة من الخطط والاستراتيجيات والبرامج النوعية الداعمة للتنمية المستدامة، وركيزتها الأساسية الاقتصاد القائم على المعرفة والابتكار والإبداع واستشراف المستقبل".

 

 ووجه سعادة يوسف الشيباني الشكر للهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، المتمثل في صندوق تطوير قطاع الاتصالات لجميع جهودها المبذولة في البحث والتطوير وتعاونها المستمر لإثراء تجربة الإمارات في مجال التقنيات المستقبلية.

 

 يُشار إلى أن محطة الفضاء الدولية تعد من أهم الابتكارات الحديثة، وهي بمثابة قمر اصطناعي ضخم صالح لحياة البشر فيه، وجرت فيها مئات التجارب العلمية والأبحاث التي مكنت العلماء ورواد الفضاء من الوصول إلى اكتشافات مذهلة لم يكن الوصول إليها ممكنًا على سطح الأرض.

 تدور المحطة في مدار أرضي منخفض ثابت بسرعة 5 أميال في الثانية، ما يعني أنها تستغرق نحو 90 دقيقة فقط لاستكمال دورة كاملة حول الأرض، وتضم المحطة على متنها طاقمًا دوليًا يتألف من 6 رواد فضاء يقضون 35 ساعة أسبوعيًا في إجراء أبحاث علمية متعمقة في مختلف التخصصات العلمية الفضائية والفيزيائية والبيولوجية وعلوم الأرض، وذلك لتطوير المعرفة العلمية الإنسانية والتوصل إلى اكتشافات علمية لا يمكن التوصل إليها إلا في الفضاء.

 

 بدأت المحطة باستقبال أطقم رواد الفضاء منذ عام 2000، ووصل عدد رواد الفضاء الذين استضافتهم المحطة حتى الآن أكثر من 220 رائد فضاء ينتمون إلى 17 دولة، وتمتد الألواح الشمسية التي تزود المحطة بالطاقة على مساحة واسعة تزيد على نصف مساحة ملعب كرة القدم، ما يجعلها ثاني أكثر جسم لامع في الفضاء بعد القمر.

 

 يذكر أن برنامج الإمارات لرواد الفضاء يحظى بدعم مباشر من صندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات الذراع التمويلي للهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، ويُعد هذا الصندوق، الذي أطلق في عام 2007، الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، ويهدف إلى دعم جهود البحث والتطوير في قطاع الاتصالات في الدولة، وإثراء ودعم وتطوير الخدمات التقنية وتعزيز اندماج الدولة في الاقتصاد العالمي.