ننشر التفاصيل الكاملة لحوار محمد بن سلمان مع CBS الأمريكية
كتبت-أماني زهران:
أجرى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" على شبكة "CBS" الأمريكية وتناول خلالها العديد من القضايا الهامة الداخلية والخارجية.
التعليم والفكر الإخواني المتطرف:
وجاءت في مقدمة القضايا التي تطرق إلها الأمير بن سلمان تعهده بالقضاء الكامل على التشدد في النظام التعليمي بالمملكة، قائلا: "سنقضي على التشدد، فلا توجد دولة في العالم تقبل تعرض نظامها التعليمي لغزو من أي جماعة متطرفة"
وخصص بن سلمان حديثه بجماعة الإخوان الإرهابية وفكرها الذي غزا المدارس السعودية، وقال: "تعرضت المدارس السعودية لغزو من عناصر تابعة لتنظيم الإخوان، ولا يزال البعض منهم موجودا، ولكن في القريب العاجل سيتم القضاء عليهم نهائيا".
وأكد الأمير السعودي أن بلاده ستقدم للعالم ما تبذله من مساع حثيثة لمواجهة التطرف، مشيرا إلى أن جيل ما بعد عام 1979 كان ضحية لبعض الممارسات الدينية، وخاصة جيله الحالي".
حقوق المرأة السعودية:
وفيما يتعلق بالمرأة وحقوقها في السعودية، قال الأمير محمد بن سلمان إن ارتداء العباءة السوداء ليس شرطاً للمرأة السعودية، وإن المهم هو الحشمة، فالقوانين واضحة، وهي تلزم النساء بارتداء ملابس محتشمة ومحترمة مثل الرجال تماما، فلا تلزم القوانين النساء صراحة بارتداء عباءة سوداء أو غطاء رأس أسود"، مشيرا إلى أن اتخاذ القرار الخاص بالملابس متروك للنساء في إطار الاحترام والحشمة".
وفيما يخص قيادة المرأة للسيارات، فقال سلمان: تم تأسيس معاهد لتعليم القيادة، سيتم افتتاحها قريباً، مؤكداً انتهاء مرحلة الصعوبات بالنسبة للمرأة".
وأكد بن سلمان ضرورة المساواة بين الرجل والمرأة قائلا "جميعنا بشر ولا فرق بيننا"، وتأكيدا لذلك نعمل على إطلاق مبادرة ستبدأ في المستقبل القريب لتقديم تشريعات تضمن المساواة في الرواتب بين المرأة والرجل".
إيران وحرب اليمن:
ووجه الأمير بن سلمان، وزير الدفاع السعودي، موجة من الاتهامات لإيران ومرشدها الأعلى آية الله على خامنئي، الذي وصفه سابقا بـ"هتلر الجديد" وأعرب خلال لقاءه أن هذا الوصف جاء لرغبة المرشد في التوسع وتنفيذ مشروعه الخاص في المنطقة كما كان هتلر في زمانه.
ورأى بن سلمان أن إيران تحمي عناصر القاعدة وترفض تسليمهم للعدالة وتأوي الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة وهو نجل أسامة بن لادن، مشيرا إلى أن أسامة بن لادن سعى لإحداث شرخ بين الشرق الأوسط والغرب، وبخاصة السعودية والولايات المتحدة.
وبسؤاله عما إذا كانت السعودية تريد تطوير أسلحة نووية لمواجهة إيران، قال ولي العهد السعودي إن المملكة "لا تريد حيازة أي قنبلة نووية، ولك بدون شك، إذا طورت إيران قنبلة نووية، فسوف نفعل الشيء نفسه في أسرع وقت".
وفيما يتعلق باليمن، أشار إلى أن الفكر الإيراني تسلل إلى أجزاء كبيرة من اليمن. وأكد أن ميليشيات الحوثي يستغلون المساعدات الإنسانية لصالحهم، كما أنهم يمنعون وصول المساعدات للتسبب بالمجاعة.
كما أشار إلى أن الميليشيات في اليمن هددت حدود السعودية.
سلمان وحملة الفساد:
قال بن سلمان عن الحملة التي شنتها السلطات السعودية ضد ما وصفته بالفساد، إن حكومته استردت أكثر من 100 مليار
وقال بن سلمان: إن احتجاز السلطات السعودية عشرات الأشخاص، من بينهم أمراء ووزراء حاليون وسابقون ورجال أعمال، في الرابع من نوفمبر بعد أن أعلن الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، تشكيل لجنة "لمكافحة الفساد" جميعها إجراءات شرعية وجاءت وفقا للقانون.
الحياة الشخصية لسلمان:
وتعليقا على تقارير إعلامية لبعض الصحف الغربية أثارت ضجة كبيرة وتطرقت إلى ممتلكات ولي العهد السعودي، قال: "حياتي الشخصية تمثل ما أود تركه لنفسي، ولا أسعى إلى لفت انتباه الآخرين إليها، ولو تريد بعض الصحف قول شيء حول ذلك، فهذا شأنها".
وتابع: "أما في ما يتعلق بإنفاقي الشخصي، فإنني شخص غني ولست فقيرا، كما لست غاندي أو مانديلا، أنا فرد من العائلة الحاكمة الموجودة منذ مئات السنوات قبل تأسيس المملكة العربية السعودية، نمتلك مساحات كبيرة جدا من الأراضي، وحياتي الخاصة هي كما كانت على مدى 10 أو 20 سنة".
وأضاف: "ما أفعله، هو إنفاق جزء من وارداتي الشخصية على الأعمال الخيرية، حيث أصرف ما لا يقل عن 51% من دخلي على الناس و49% على نفسي".
حقوق الإنسان بالسعودية:
وردا على سؤال المذيعة نورا أودونيل "بأن عشرات الأشخاص ممن انتقدوا حكومتك اعتقلوا خلال العام الماضي، من بينهم اقتصاديون ورجال دين ومفكّرين، هل هذا مجتمع منفتح وحر؟" قال سلمان: "سنحاول إعلان أكبر قدر ممكن وبأسرع وقت ممكن معلومات عن هؤلاء الأشخاص، ليدرك العالم ما تفعله المملكة العربية السعودية لمحاربة التشدّد."
وطلبت المذيعة رداً على "اتهمات بوجود انتهاكات لحقوق الإنسان في هذه الدولة،" ليرد الأمير السعودي قائلاً: "السعودية تؤمن بالعديد من المبادئ لحقوق الإنسان، ونؤمن بمفهوم حقوق الإنسان، لكن بالنهاية فإن المعايير السعودية لا تتشابه مع المعايير اللأمريكية، لا أريد القول إننا لا نملك نقائص، بالتأكيد موجودة، وبالطبيعة نعمل على تعديل تلك النقائص."