وزير أردنى:الثقافة فى الوطن العربى تعانى التهميش

 قال وزير الثقافة الأردني الدكتور صلاح جرار إن الثقافة في الأردن وفي سائر أقطار الوطن العربي تعاني مشكلة مزمنة تتمثل في تهميشها نتيجة لنظرة الحكومات إليها على أنها ليست ذات مردود اقتصادي سريع .

ووصف جرار في محاضرة ألقاها اليوم "الخميس" في مدينة السلط (30 كيلو مترا غرب عمان) نظرة المجتمعات إلى الثقافة على أنها من باب الكماليات وأنه يمكن الاستغناء عنها أو تقديم الشأن السياسي والاقتصادي عليها عند ترتيب الاولويات بأنه "وهم بالغ الخطورة ويقف وراء ما تعاني منه الأمة العربية من أزمات متصلة ومتفاقمة".
وأوضح أن الثقافة والعمل الثقافي يمثلان أهم ملمح من ملامح هوية الأمة وشخصيتها ، ويؤديان دورا بالغ الأهمية في المحافظة عليها وتحصينها وضمان تقدمها ونهضتها، مشيرا إلى أن الامم التي حافظت على ثقافتها وانشغلت بالهم الثقافي هي التي نالت الحظ الأوفر من التقدم ، بينما الدول التي تنكرت لثقافتها وقصرت في الاهتمام بها وقعت فريسة للأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية .
وقال جرار "إنه نظرا لأهمية الثقافة في تحصين الشعوب

وتقويتها فإن الدول الاستعمارية كانت في خططها أول ما تستهدف ثقافات الشعوب وهذا ما تجلى واضحا عندما حمل نابليون بونابرت معه جميع مستلزمات الغزو الثقافي أبان الحملة الفرنسية على مصر وبلاد الشام في اواخر القرن الثامن عشر" .
وتابع جرار أنه لما كانت الثقافة والعمل الثقافي في البلدان العربية في الازمنة المتأخرة لا تجد العناية التي تستحقها فقد اسهم ذلك في تمكين أعداء الامة من محاربة هذه الثقافة وتفكيكها وتفكيك الأمة عن طريقها ، ونجحوا في تأليب العرب بعضهم ضد بعض عن طريق استثمار العناصر والخصائص الثقافية للامة ، فنجحوا في إثارة صراعات وفتن بين مكونات الشعوب العربية على أسس طائفية ودينية ومذهبية".