عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الكويت تحتفل بأعيادها الوطنية.. وسط زخم دبلوماسى كبير

بوابة الوفد الإلكترونية

نظمت مؤتمراً لإعادة إعمار العراق.. وأربعة مؤتمرات لإغاثة الشعب السورى

مبادرات أمير الكويت لا تنقطع لحل أزمات المنطقة والمساهمة فى توحيد الصف العربى

تحتفل دولة الكويت الشقيقة هذه الأيام بذكرى العيد الوطنى السابع والخمسين وكذلك ذكرى التحرير السابع والعشرين، فى ظل تحديات تواجهها المنطقة العربية، أظهرت خلالها الكويت مواقف قوية داعمة للقضايا العربية والإسلامية، بما جعلها تستحق أن يُطلق عليها عاصمة العمل الإنسانى فى العالم، وعلى أميرها الشيخ صباح الأحمد لقب حكيم العرب وعميد الدبلوماسيين، وقائد العمل الإنسانى.

ولأمير الكويت دور هام فى الوقوف إلى جانب الدول العربية، ومحاولة لم الشمل، وتوحيد الصف العربى والوقوف فى وجه أى محاولات لبث الفرقة بين الأشقاء العرب فى كل مكان، إلى جانب مساندته لقضايا الشعوب العربية وحقهم فى الأمن والاستقرار والعيش الكريم.

 

إعادة إعمار العراق

ولعل آخر ما أظهر دعم الكويت للقضايا العربية، ووقوفها على جانب الشعوب هو تنظيمها - بمبادرة من الشيخ صباح الأحمد- لمؤتمر إعادة إعمار العراق والذى انتهى منذ أيام، بمشاركة عدد كبير من المؤسسات والشركات والحكومات، وأعلن الشيخ صباح الأحمد خلال المؤتمر عن مساهمة الكويت للعراق بمبلغ 2 مليار دولار ما بين منح ومساعدات واستثمارات فى مباشرة، كما تعهدت أطراف أخرى بمساهمات تتجاوز 30 مليار دولار، ووصف المراقبون هذه الخطوة من جانب الكويت - بالنبل والكرم، وبتغليب مصالح الشعوب على آثار ومحن الماضى، وذلك لأنه بالرغم من الجرح الغائر فى قلب الكويت جراء الغزو العراقى فى أوائل تسعينات القرن الماضى، وما خلفه لها من دمار، إلا أنها تجاوزت ذلك وفتحت صفحة جديدة، ومدت يد العون فى بادرة هى الأولى من نوعها فى الوطن العربى.

 

دعم القضية السورية

ولم يكن مؤتمر إعادة إعمار العراق هو الأول من نوعه فى محطات مساندة الكويت لأشقائها العرب، فلقد وقفت الكويت بشدة إلى جانب الأشقاء السوريين، وكان همها أولاً وأخيراً هو الشعب السورى، ولذلك فقد قامت برعاية أربعة مؤتمرات للمانحين خلال الفترة الماضية من أجل الشعب السورى، وجمعت مئات الملايين لمساعدة النازحين من أبنائه وتقديم العون والإغاثة لهم.

كما دعت الكويت جامعة الدول العربية، إلى عقد جلسة فورية وطارئة على مستوى المندوبين، لبحث الأوضاع الإنسانية المتدهورة فى مدينة حلب السورية.

وقالت الخارجية الكويتية فى بيان، إنها «دعت أيضاً منظمة التعاون الإسلامى لعقد جلسة فورية وطارئة للجنة التنفيذية لها على مستوى المندوبين».

 

القضية الفلسطينية فى القلب

وفى القلب من القضايا العربية التى تدعمها الكويت بقوة، تأتى القضية الفلسطينية، والتى طالما ما دعمتها الكويت وما زالت تدعمها حتى وقتنا هذا.

ومؤخراً فى التاسع والعشرين من يناير الماضى وقع الصندوق الكويتى للتنمية الاقتصادية العربية اتفاقية منحة بقيمة مليونى دولار أمريكى لتمويل مشروع تشييد وتجهيز (مجمع الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح) فى جامعة القدس بفلسطين.

ويهدف مشروع التوسعة إلى زيادة قدرة الجامعة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلبة الراغبين فى الالتحاق بكليات العلوم الصحية والسعى لإحداث بيئة تعليمية مناسبة لطلبة المجمع الأكاديمى والإدارى.

والجامعة كانت فى بدايتها مركزاً لإيواء الأيتام فى فلسطين فى خمسينيات القرن الماضى، حينما ساهم متبرعون من أهل الكويت بإنشائه قبل أن يتحول إلى جامعة لتستمر معها مسيرة العطاء الكويتى والدعم لخدمة الشباب الفلسطينى وتعليمهم.

كما أن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد يعد «أول رئيس مجلس أمناء فخرى للجامعة» منذ سنواتها الأولى عندما كانت تسمى (مدرسة المعهد العربى الكويتى للأيتام) والتى تطورت بعدها لتصبح كلية (العلوم والتكنولوجيا) ثم حالياً (جامعة القدس) حيث تعد «أكبر مؤسسة» بمدينة القدس الشريف، وتضم أكثر من 12 ألف طالب وطالبة.

وشاركت الكويت فى المؤتمر الدولى للسلام الخاص بالقضية الفلسطينية، الذى عقد فى باريس وأكد نائب وزير الخارجية الكويتية خالد الجارالله، حرص واهتمام الكويت على المشاركة فى المؤتمر، مؤكداً أن الكويت تعلق آمالاً دائمة على مثل هذه المؤتمرات الخاصة للقضية الفلسطينية الهادفة إلى تحريك مسيرة القضية وزيادة فرص تحقيق السلام».

ودليلاً على دعم الكويت المستمر للفلسطينيين، فقد شهدت الفترة الماضية انفراجة كبيرة بشأن قضية الفلسطينيين من حملة وثائق السفر العربية المقيمين فى الكويت، تمثل فى الموافقة على التحاقهم بالوظائف الحكومية بعد 25 عاماً من قرار وقف التعامل الحكومى معهم بسبب موقف السلطة الفلسطينية الداعم لدخول الجيش العراقى إلى الكويت.

ولم يقتصر القرار على اللاجئين الفلسطينيين فقط، بل اعترفت الكويت بجواز السفر الفلسطينى وسمحت لحامليه بالحصول على إقامات سنوية كغيرهم من الجنسيات المقيمة فى البلاد.

وبموجب القرارات الجديد، يجوز التعاقد الداخلى مع أطباء وصيادلة فلسطينيين من حاملى وثائق السفر العربية

والمقيمين بالكويت، إضافة إلى مهندسين للإشراف على مشاريعها بالشراكة مع وزارة الأشغال ووزارة الكهرباء والماء، وكذلك الانضمام إلى السلك التعليمى والإدارى فى وزارة التربية، ونقل إقاماتهم على كفالة الأجهزة الحكومية.

 

حوار الفرقاء فى اليمن

ومن أهم القضايا التى لعبت فيها الكويت دوراً هاماً وبذلت من أجلها الكثير، كانت القضية اليمينة، فالكويت كانت قد استضافت محادثات السلام بين أطراف الصراع فى اليمن برعاية الأمم المتحدة.

ووقتها شدد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على أهمية مشاورات السلام اليمنية ودعا الفرقاء لتحقيق النتائج الإيجابية والسلام المنشود، الذى يحفظ لليمن أمنه وسلامة شعبه ووحدة أراضيه.

وقال وزير الخارجية الكويتى الشيخ صباح الخالد فى كلمته بافتتاح المفاوضات إن بلاده ستوفر كافة متطلبات نجاح المشاورات اليمنية، التى وصفها بالفرصة التاريخية لإنهاء الصراع الدائر وحقن دماء أهل اليمن.

ووجه الخالد كلمته إلى فرقاء اليمن قائلاً «ضعوا نصب أعينكم معاناة أشقائكم ودمار بلدكم مدركين بأن الحرب لن تؤدى إلا إلى المزيد من الدمار والخراب والخسائر والتشريد، وسيدفع اليمن الجزء الأكبر من تكاليفها تأخراً فى تنميته، ودماراً فى بنيته، وهلاكاً لشعبه».

وأضاف: «أبناء جلدتكم وأشقاؤكم يتطلعون بكل رجاء لمساهمتكم الإيجابية فى جولة المشاورات السياسية وصولا إلى وضع الصيغة التى تقود إلى حل شامل ودائم ينقذ وطنكم ويصون أمن واستقرار المنطقة».

 

وساطة خليجية

ولم يكن للكويت أن تهتم بالقضايا العربية كافة دون أن تعمل على دعم قضايا مجلس التعاون الخليجى التى تعد أحد مكوناته الهامة والرئيسية منذ بدايته.

وحرصت الكويت كل الحرص على استضافة القمة الخليجية الأخيرة التى أقيمت فى ديسمبر الماضى، وأصرت على انعقادها فى موعدها المحدد، بالرغم من الأزمة بين مصر وعدد من دول الخليج من ناحية وقطر من ناحية أخرى، إلا أن الكويت وأميرها الشيخ صباح الأحمد وقفت حائط صد أمام محاولات تفكيك مجلس التعاون الخليجى، وقام الأمير بنفسه بجولات مكوكية بين دول الخليج لتقريب وجهات النظر، ومحاولة لم شمل أشقائه والحفاظ على وحدة المجلس، الذى كانت الكويت صاحبة فكرته وواحدة من أهم مؤسسيه وصاحبة دور كبير فى الحفاظ على حاضره ومستقبله ولا تزال تمارس وساطتها على أمل حدوث انفراجة قريبة تصب فى مصلحة المواطن العربى فى الخليج.

 

مشاركة فى القمم العربية

ويحرص أمير الكويت على المشاركة بقوة فى مختلف الفعاليات القمم العربية، وكان آخرها القمة العربية الأخيرة التى عقدت فى عمان فى شهر مارس من العام الماضى، وتطرقت إلى عدد من القضايا المصيرية فى العالم العربى وعلى رأسها القضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب.

كما شارك الشيخ صباح الأحمد فى القمة العربية الإفريقية التى عقدت فى غينيا الاستوائية فى شهر نوفمبر قبل الماضى، والتى استضافت الكويت دورتها السابقة التى عقدت عام 2013، وتستعد بعدد من الملفات الجوهرية للمشاركة فى القمة العربية التى ستعقد بالرياض مارس المقبل، خاصة أنها تشغل حالياً المقعد العربى فى مجلس الأمن، مما يجعلها فى موقف دبلوماسى قوى، يؤهلها للقيام بدور محورى فى القضايا المصيرية التى تهم كل مواطن عربى.