رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مخدرات إيران تغرق المنطقة

دول الخليج العربى
دول الخليج العربى فى مرمى طوفان المخدرات الإيرانية

كتبت - زينب الدربى:

 

لا تتوقف إيران عن محاولاتها إغراق الدول العربية بالمخدرات سواء من خلال بوابة التهريب أو التجارة، حيث يغض النظام الإيراني الطرف عن هذه الظاهرة متخذاً إياها كسلاح لإلحاق الضرر بهذه الدول، أما على الصعيد الداخلى فأدت إلى تدمر المجتمع، وسببت الضياع والتشرد لكثير من العائلات الإيرانية فى وقت تعجز فيه الحكومة عن معالجة المشكلة من جذورها.

وحسب أحدث دراسة أعدها مركز الروابط للدراسات الاستراتيجية والسياسية فى العراق يصل عدد مدمنى المخدرات ومتعاطيها إلى أكثر من مليونى شخص فى إيران، وفق الإحصائيات الحكومية، غير أنه من المتوقع أن يكون الرقم ضعف الرقم الحالى، خاصة أن ظاهرة الإدمان فى ارتفاع مستمر فى المجتمع الإيرانى، رغم محاولات النظام معالجة المدمنين، إلا أن إهمال الحلول الجذرية لمشكلة المخدرات جعل كل هذه المحاولات فاشلة.

تتنوع أنواع المخدرات المنتشرة فى المجتمع الإيرانى، وأكثرها تعاطياً: الميثامفيتامين، والأفيون، والهيروين، والحشيش، وهناك أنواع من المخدرات الصناعية تروج لها مافيا المخدرات كدواء لجميع أنواع الأمراض، مثل: التوتر، والاضطراب النفسى، والسمنة، ونحافة الجسم، وتحسين البشرة وعلاج الضعف الجنسى على حد سواء.

فى الوقت الذى تئن فيه الدول العربية من الدعم القطرى للإرهاب والميليشيات المسلحة بهدف تفتيت المنطقة.

فى ذات الوقت يقف الحرس الثورى الإيرانى وراء انتشار المخدرات فى العديد من دول الجوار وعلى رأسها العراق ودول الخليج، بحسب تصريحات مدير اللجنة الوطنية العراقية لمكافحة المخدرات، إذ أكد أن إيران تحولت إلى عاصمة ومركز للتهريب على مستوى العالم فهى تربط بين مزارع الإنتاج فى أفغانستان، وأسواق الاستهلاك فى الدول الأخرى، مستغلة دول الجوار فى عمليات التهريب، خاصة أذربيجان والعراق ودول الخليج العربى.

تؤكد المعلومات المتوافرة لدى المركز العراقى أن تهريب المخدرات «المنظم» إلى داخل العراق بدأ مع التدخل الإيرانى عبر الميليشيات وعصابات المخدرات والجريمة المنظمة برعاية جهاز المخابرات الدولى الإيرانى ومخابرات الحرس الثورى وفيلق القدس.

وكشف المساعد الدولى فى مركز مكافحة المخدرات، أسد الله هادى نجاد، أن أكثر من 35٪ من المخدرات المنتجة فى أفغانستان، تمر من إيران باتجاه الدول الأخرى.

وبحسب المسئول الإيرانى الرفيع تعد إيران الطريق المثالى لعصابات الاتجار بالمخدرات، كما تشهد إيران استثماراً واسعاً من قبل العصابات المهربة للمخدرات فى إنتاج المخدرات الصناعية وتهريبها وتوزيعها فى المناطق الأخرى، ويقدر إنتاج المخدرات فى أفغانستان بستة آلاف و400 طن سنوياً بحسب تقارير الأمم المتحدة.

وأوضح رئيس مركز مكافحة المخدرات التابع للشرطة الإيرانية عن شبكة تهريب مخدرات دولية وتشير المعلومات التى وردت على لسان الجنرال على مؤيدى إلى أن العصابة الدولية نشطت فى محافظات بلوشستان وقم وسمنان وطهران بأساليب «معقدة» قبل تفكيكها على يد شرطة مكافحة المخدرات واعتقال عشرة من أعضاء العصابة وضبط ثلاثة أطنان.

وتقدر السيولة المالية لتجارة المخدرات فى إيران بأكثر من عشرة آلاف مليار تومان إيرانى بحسب وزير الداخلية الإيرانى، رحمان فضلى، الذى أكد أن تلك الأموال تلعب دوراً أساسياً فى السياسة الداخلية الإيرانية عبر تمويلها الحملات الانتخابية.

وقبل ذلك، كان الرئيس الإيرانى السابق محمود أحمدى نجاد قد لمح إلى تورط الحرس الثورى فى السيطرة على السوق السوداء وتهريب السلع والمخدرات عندما وصفهم فى إحدى خطبه بـ «إخوتنا المهربين».

يُشار إلى أن الحرس الثورى يتكفل منذ سنوات بتأمين الحدود الشرقية مع باكستان وأفغانستان وهو ما يثير الشكوك حول علاقته بعصابات تهريب المخدرات ومسارات مرورها إلى الدول الأخرى وبحسب التحقيق المشار إليه، فإن صحيفة «التايمز» فى 2011 أفادت نقلاً عن العضو السابق فى مخابرات الحرس الثورى، سجاد حق بناه، أن الحرس الثورى متورط بتهريب المخدرات وتوزيعها فى منطقة الشرق الأوسط فيما وضعت وزارة الخزانة الأمريكية فى مارس 2012، القيادى فى فيلق قدس الإيرانى، غلام رضا باغبانى على لائحة العقوبات الإيرانية.

وكان الكونجرس الأمريكى قد كشف فى تقرير له صدر فى 2012، عن علاقة إيران وحزب الله بعصابات تهريب المخدرات فى المكسيك وفقاً لاعترافات أدلى بها منصور عرب سيار الذى خطط لاغتيال وزير الخارجية السعودى، عادل الجبير عندما كان سفيراً لبلاده فى واشنطن.

وقبل سنوات كشفت تقارير إخبارية عن كشف عمليات تهريب يقوم بها الحرس الثورى الإيرانى مستخدماً مطار النجف لنقل المخدرات من إيران إلى العراق، ومن ثم تهريبها إلى دول الخليج العربى ولا سيما الكويت والمملكة العربية السعودية، ولغرض تمويل بعض أنشطته الاستخباراتية والتجسسية، واستخدام مطار النجف يعود إلى أن الطائرات المدنية التابعة للحرس الثورى لا يتم تفتيشها من قبل القائمين على أمن المطار، لذا تسهل عمليات التهريب إلى دول الخليج عبر هذا المنفذ وعبر المنافذ الأخرى.

وفى أحد التصريحات لمحافظ ديالى العراقية السابق عمر الحميرى، أكد أن 90% من المخدرات المهربة إلى العراق مصدرها إيران، مشيراً إلى أن الحدود المشتركة بين العراق وإيران تنشط فيها عصابات محترفة تقوم بعمليات تهريب لمختلف أنواع المخدرات، مؤكداً تورط بعض المسئولين الإيرانيين فى عمليات التهريب لإغراق العراق ودول الخليج بالمواد المخدرة والمدمنين.

وفى يناير 2016، نشر موقع «ويكيليكس» برقية سرية بتاريخ 12 يونية 2009، صدرت عن السفارة الأمريكية فى باكو، تشير إلى أن كميات الهيروين التى مصدرها إيران، والمصدرة إلى أذربيجان، ارتفعت من 20 ألف كيلو جرام فى 2006، إلى 59 ألفاً فى الربع الأول من 2009 وحده، وأكدت البرقية التى تستند إلى تقارير سرية لمحققى الأمم المتحدة المكلفين بالملف، أن أذربيجان من الطرق الرئيسة لتصدير الهيروين نحو أوروبا والغرب.

ونقلت هذه البرقية عن دبلوماسيين أمريكيين قولهم إن إيران تعتبر من أكبر مهربى المخدرات فى العالم، فهى أكبر مشترٍ للأفيون الأفغانى، وأحد أكبر منتجى الهيروين فى العالم، وأضافوا أن 95% من الهيروين في أذربيجان يأتى من إيران، فى حين تصدر الكمية نفسها من أذربيجان إلى السوق الأوروبية.

وأما عن المحاولات الإيرانية لتهريب المخدرات إلى دول الخليج العربى، فهى لا تعد ولا تحصى، ففى مارس 2012 أعلنت وزارة الداخلية السعودية إحباط محاولة تهريب مخدرات نوعية، إذ رصدت تحركات لأفراد «يمثلون شبكة إجرامية» تتخذ من إيران محطة انطلاق لها، وتستهدف دول الخليج بالدرجة الأساسية.

وتمكنت من إحباط محاولة تهريب نصف طن من مادة الحشيش المخدر، عبر السواحل الشرقية للسعودية والقبض على المتورطين فى تهريبها، وهم 4 باكستانيين و5 إيرانيين.

كما أن اللواء منصور التركى، المتحدث الرسمى لوزارة الداخلية، كشف خلال تصريح سابق له للتليفزيون السعودى، أنه سبق أن أحبطت سلطات الأمن محاولة تهريب مخدرات فى السواحل الشرقية للبلاد، مشيراً إلى أن هناك اعترافات حصلت عليها وزارة الداخلية أبرزت جعل إيران محطة مرور لتلك الشبكة الإجرامية، التى تمتهن تهريب المخدرات.

وفى أبريل 2014، أعلنت الداخلية السعودية، إحباط محاولتين لتهريب 22 مليوناً و85 ألفاً و570 قرص أمفيتامين، تقدر قيمتها السوقية بمليار و38 مليوناً و21 ألفاً و790 ريالاً، مؤكدة القبض على

5 سعوديين وبحرينى من المتورطين فى العمليتين، مبينة أن العمليتين مرتبطتان بشبكة تهريب دولية تنشط في تهريب الأمفيتامين إلى السعودية، ويتزعمها سوريون وإيرانيون.

وفى نوفمبر 2015، نفذت السلطات السعودية أحكاماً بالإعدام على 3 إيرانيين بالرياض، أدينوا فى قضية تهريب مخدرات، وهى كمية كبيرة من الحشيش المخدر للسعودية عن طريق البحر.

وفى الكويت أحبطت السلطات فى أكتوبر 2014، محاولة تهريب 5 ملايين حبة مخدرة، كان سيتم توزيع نصفها فى الإمارات، والنصف الآخر يتوجه إلى السعودية. وتمكن رجال وزارة الداخلية فى الإمارات من ضبط المهربين، بعد أن أبلغت الكويت نظيرتها الإماراتية بالشبكة، والتى ضبطت المتهمين فى منطقة العين الإماراتية، وتمت مصادرة كميات الحبوب المخدرة التى كانت مخبأة فى ألواح خشبية.

أما الإمارات فأعلنت فى ديسمبر 2015، ضبط باخرة إيرانية حاول قبطانها تهريب كمية كبيرة من المواد المخدرة وشخصين يحملان الجنسية الإيرانية عبر ميناء خالد البحرى بإمارة الشارقة، وذكرت وكالة أنباء الإمارات «وام» أنه تم ضبط 11.5 كيلو جراماً من مخدر الحشيش و142 ألفاً و725 قرصاً مخدراً كانت مخبأة فى مخابئ سرية، بالإضافة إلى ضبط 10 أشخاص على متن الباخرة.

وبعد التحقيق مع قبطان الباخرة، أقر المشتبهون بأن الكمية المضبوطة تم جلبها إلى عدد من تجار المخدرات لترويجها بالدولة بناء على توجيه أحد تجار المخدرات فى إيران.

 

1000 بائع في ساحة واحدة

حذر رئيس «لجنة البيئة والصحة» فى مجلس بلدية طهران رحمة الله حافظى، سبتمبر الماضى من ازدياد بيع وشراء المخدرات فى طهران قائلاً: إن هناك 1000 بائع مخدرات فى ساحة واحدة، وسط العاصمة الإيرانية.

ونقل موقع وكالة «ميزان» الإخبارى قول حافظى: إن هناك أكثر من ألف شخص يقومون ببيع المخدرات فى منتصف الليل فى ميدان شوش وسط العاصمة، فى حين لا يوجد سوى 200 إلى 300 مدمن مطروحين على الأرض حول الساحة.

وتشير التقارير الإيرانية أن هناك أكثر من مليون و200 ألف مدمن مسجل فى المراكز الصحية، فى حين تقدر بعض المراكز أن يكون العدد وصل إلى مليونى مدمن خلال العامين الآخرين بسبب تنامى المشاكل الاجتماعية والاقتصادية فى البلاد.

ويأتى الإدمان على مادة الأفيون أولاً فى ترتيب المواد المخدرة المستخدمة فى إيران، لكن بسبب غلائها توجه كثير من المدمنين الإيرانيين إلى ما يطلق عليها بـ «الشيشة» وهى عبارة عن زجاجة محشوة بمادة الميثامفيتامين وذلك بسبب سعرها الزهيد، لكنها أكثر خطورة على الصحة من مثيلاتها المخدرة.

ويقول مسئول الوقاية والعلاج فى وزارة الصحة الإيرانية: إن إحصائيات الوزارة تشير إلى أن هناك ما يقارب المليون و350 ألف مدمن على المخدرات في إيران، حيث تشكل النساء نسبة 9% من هؤلاء المدمنين.

أما تقرير الشرطة الإيرانية فيشير إلى أنه إضافة إلى هذا العدد، هناك 700 ألف شخص تحت سن 21 عاماً يتعاطون المخدرات بشكل وقتى.

وفى العام الماضى، أكد نائب وزير الصحة الإيرانى إرج حريرجى أن المخدرات تتسبب بمقتل ثمانية مواطنين فى البلاد يومياً، وأن 65% من متعاطى المخدرات عن طريق الحقن مصابون بمتلازمة نقص المناعة المكتسب «إيدز» و50% من المدمنين على المواد المخدرة مصابون بالتهاب الكبد الفيروسى «سى».

وأوضح نائب وزير الصحة أن المخدرات تعد رابع مسبب لوفاة الإيرانيين، وأنها تؤدى لوفاة ثمانية أشخاص يومياً، وأشار إلى أن 50% من المحبوسين محكومون بقضايا تتعلق بتعاطى المخدرات أو الاتجار بها، وأن 26.5% من أسباب الطلاق سببها الإدمان على المخدرات والكحول.

ومن جانبه أكد نائب رئيس دائرة مكافحة المخدرات فى إيران، على رضا جزينى، أكد أن إيران أحد الممرات الأساسية لانتقال المخدرات إلى بقية بلدان العالم، حيث إنها جارة لأفغانستان التى تعد أكبر بلد لزراعة المخدرات وإنتاجها فى العالم، فى حين تتصدر إيران عملية التهريب مستفيدة أيضاً من موقعها الاستراتيجى وسط قارات العالم، لتنشيط عمليات التهريب بين العصابات الدولية فى تجارة المخدرات.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا»، عن «جزينى» قوله: «إن الخسائر الناتجة عن إنتاج وتعاطى المخدرات فى إيران بلغت ما يقارب 3 مليارات دولار، وأن 47% من هذه الخسائر تطال المتعاطين، و24% منها خسائر تكلف الحكومة، بينما 29% من هذه الخسائر تطال المجتمع»، مؤكداً انخفاض سن المستهلكين للمخدرات فى إيران إلى أقل من 15 عاماً، وأن 1% من طلبة المدارس فى البلاد يتعاطون المخدرات، وأن 6.2% من طلبة كليات العلوم، و6.1% من طلبة كليات الطب فى البلاد يتعاطون المخدرات، وأنهم كانوا يشكلون 3% من نسبة المدمنين فقط، ولكن الآن ارتفعت نسبتهم إلى 26% ما يبعث على القلق المتزايد.