رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الاتحاد الأوربي يفتح الباب لانضمام 6 دول من غرب البلقان

المفوضية الأوروبية
المفوضية الأوروبية

بروكسل - سعيد السبكى:

كشف تقرير سياسى النقاب عن قرار مُفاجئ للمفوضية الأوروبية بشأن إعلانها دون سابق إنذار فتح باب عضوية الاتحاد الأوروبي أمام دول فى منطقة البلقان، اطلعت "الوفد" فى بروكسل على جانب منه وجاء في:

 

"لقد ارتكب الاتحاد الأوروبى خطئا سياسيا استراتيجياً بتركه دول فى جنوب شرق أوروبا "غرب البلقان" خارج دوائر الاهتمام على مدار حوالى 30 عامًا، وبذلك أهملها وترك فراغا فى الناحية الشرقية، حيث انتهزت كل من روسيا وتركيا الخطأ، الأخيرة ببُعدها الاسلامى وأثر الحضارة العُثمانية، والأولى بإمتداداتها المسيحية الأرثوذوكسية، ولا ينكن اغفال ان منطقة البلقان تحظى بموقعا استراتيجيا، ولها دور مهم فى مُكافحة الارهاب، وضبط ومُراقبة الحدود للحد من موجات اللاجئين لأوروبا، وبإنضمام دول البلقان يمكن كبح جماح ونفوذ  كل من روسيا والصين وتركيا". 

 

لذلك كسرت المفوضية الأوروبية فى العاصمة البلجيكة بروكسل جدار المحرمات السياسية الذى فرضته بنفسها واستمر لعدة سنوات، لم تشهد نقاشات حول توسعة الإتحاد ، وذلك بإعلانها فتح الباب لإمكانية إنضمام ستة دول من منطقة غرب البلقان لعضوية الإتحاد الأوروبى بحلول عام 2025 ، حال تنفيذها أولاً شروط العضوية التى وصفتها الدوائر السياسية بالقاسية.


فى ذات الوقت تتفق معظم الآراء على ان اللجنة الأوروبية أرادت بهذه الخطوة الجريئة اثبات تجديد الثقة بالنفس أمام كُبريات دول العالم "أمريكا، روسيا، الصين" فى منظومة وقوة الاتحاد الأوروبى، خصوصا بعد حدوث مشاكل أدت لتراجع الحماس السياسى الأوروبى لعد من الأسباب تمثلت فى:

 

تبعات انضمام كرواتيا فى عام 2013 بعد مرور 6 أشهر على عضويتها، حينما أعلنت  المفوضية الأوروبية تهديدها برفع دعوى قضائية ضدها لمخالفة عجز ميزانيتها البالغ 5% مخالفة لمعايير اتفاقية ماستريخت "الهولندية" للوحدة الأوروبية، التى تفرض عدم تجاوز العجز في ميزانية أي دولة عضو  في الاتحاد بنسبة 3% من إجمالي ناتجها السنوي.

 

تفاقم أزمة ديون اليونان فى عام 2015 التى بلغت 300 مليار يورو مع انخفاض مُعدلات الانتاج وارتفاع نسبة البطالة إلى 25 %، وتعثرت اليونان فى تسديد ديونها ، وأصبحت أفقر دولة في الاتحاد الأوروبي ، وكانت المفوضية الأوروبية هي أكبر دائن لليونان بمبلغ 130,9 مليار يورو، تليها دول الاتحاد الأوروبي بقروض تبلغ 52,9 مليار يورو.

 

خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبى  أدى لحدوث مخاوف لدى القادة الأوروبيون من تكرار سيناريوهات مماثلة ، حيث أعطى الاستفتاء البريطاني دوافع للمشككين في أوروبا ، حيث خرجت أصوات من اليمين المتطرف في فرنسا تطالب أن تنظم "كل دولة" استفتاءا  شعبيا حول البقاء فى الاتحاد من عدمه ، على غرار اعلان مسؤولين مناهضين لأوروبا في الدانمارك وهولندا والسويد ، الأمر الذى خلق نوعا من الخطر الفعلى من ألا تستطيع أوروبا وقف انهيار الاتحاد.

 

هذا اضافة الى مشاكل بسبب أزمة اللاجئين والخوف من قدوم موجات جديدة من العمالة المُهاجرة من الدول الأوروبية الأكثر فقراً التى انضمت حديثا للاتحاد الأوروبى  ، ومن هنا جاء قرار اللجنة الأوربية بفتح امكانية توسعة الاتحاد ، بل والأكثر من ذلك هو تحديد مدة زمنية بـ 7 سنوات تعتبر فى مثل هذه الأحوال

خطوة سياسية سريعة.

 

وفى هذا الاطار صرح "يوهانس هان" مفوض الاتحاد الأوروبي ان التاريخ المُستهدف لإنضمام 5 من دول الاتحاد اليوغسلافى السابق (صربيا والجبل الاسود والبوسنة ومقدونيا والبانيا وكوسوفو ) بحلول عام 2025 يُعتبر طموح جداً لكنه فى ذات الوقت ايضاً واقعى وقابل للتنفيذ .

وقد جاءت أهم شروط الانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبى على النحو التالى:-

 

سيادة القانون وتحقيق العدالة
القضاء على الفساد
مكافحة الجريمة المنظمة
إدخال إصلاحات ديمقراطية
انهاء الصراعات الثنائية مع الدول الأخرى

 

تجدر الاشارة الى ان منطقة الدول المُرشحة للأنضمام لعضوية الاتحاد الأوروبى لاتزال تعانى من ندبات وأثار تركتها الحروب التى اندلعت منذ 25 سنة مضت عقب انهيار الاتحاد اليوغسلافى السابق، حيث ان صربيا ترفض حتى اليوم الاعتراف بإنفصال كوسوفو، أما البوسنه فهى منقسمة على نفسها ، ومقدونيا على خلافات مُستمرة حول اسمها، كما ان الدول الستة أكثر فقراً وتعانى من عدم الاستقرار، وهى الأمور التى أثارت حفيظة وشكوك دوائر سياسية أوروبية حول مدى استطاعة هذه الدول تلبية معايير وشروط الانضمام.

 

وعلى الجانب الآخر صرحت  فيديريكا موغيريني،  وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي بان الفجوة القائمة بين دول غرب البلقان ودول الاتحاد الأوروبى الأخرى لا يجب ان تتسبب فى احباط طموحات الاتحاد السياسية، بل عل العكس تماماً فانها يجب ان تكوك قاعدة تدفع الاتحاد نحو مزيد من انجاح خطوات الاصلاحات والقوة ، مُشيرة الى انه ترك هذه الدول على أوضاعها الحالية يُهدد بمزيد من جلب الصداع للاتحاد الأوروبى لمُده 25 قادمة، مؤكدة ان أوضاع دول البلقان هشة ويكاد لا يمر يوما دون حدوق توترات تهدد بالانفجار.

 

وأضافت "موغيرني" انه لمصلحتنا الذاتية ولهذه الأسباب لابد من تقديم مُستقبل اوروبى واقعى لمنطقة البلقان، حيث ان استقرارها غاية فى الأهمية لأنها مُحاطة من كل الجوانب بأعضاء الاتحاد الأوروبى، اضافة الى ان منطقة البلقان تلعب دورا مهم نظراً لموقعها الاستراتيجى ، وأهمية دورها فى مُكافحة الارهاب، وضبط  ومُراقبة الحدود للحد من موجات اللاجئين لأوروبا، وبإنضمام دول البلقان يمكن كبح جماح كل من روسيا والصين وتركيا ومطامعها.