رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ك.مونيتور: تخلى إسرائيل وإيران عن النووى خيار أفضل

بوابة الوفد الإلكترونية

رأت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن هناك حلا وخيارا ثالثا للأزمة الإيرانية. وأوضحت الصحيفة فى مقال للكاتب" بواز اتزيلى"  الأستاذ المساعد فى كلية الخدمة الدولية بالجامعة الأمريكية فى واشنطن أنه فى ظل عدم جدوى العقوبات، أو حتى الخيار العسكرى ، فإنه لابد من البحث عن خيار آخر ربما يكون أكثر واقعية وعملية.

واكد الكاتب ان هذا الخيار هو تخلى كل من إيران وإسرائيل عن الأسلحة النووية وتفعيل إخلاء الشرق الاوسط من أسلحة الدمار الشامل . واشار الكاتب الى ان هذا الخيار افضل للبلدين ، حيث يمكن نقل اسلحة إسرائيل النووية الى مكان اخر بدلا من تدميرها .  واضاف الكاتب انه على مدار نصف قرن من الزمان تقريبا، ظلت إسرائيل المحتكر الاقليمى الوحيد لما اطلق عليه " خيار شمشوم" ( السلاح النووى) الذى يمكن ان تهدد باستخدامه، فى حالة فشل كل الاسلحة الاخرى امام اى تهديد لبقائها. وقال الكاتب " اننى كمتخصص فى نزاع الشرق الاوسط ، ومن اصل اسرئيلى ، فإننى لست مرتاحا للغطاء الامنى النووى الذى ولدت فى ظله". فهذا الاحتكار الحصرى، اصبح يواجه تحديا من إيران. وقال انه آن الاوان ان تعيد إسرائيل دراسة الموضوع ، وذلك باعتباره ضرورة استراتيجية، وليس مجرد وازع اخلاقى.
واضاف ان إسرائيل ستكون افضل كثيرا فى الشرق الاوسط بدون اسلحة نووية. واكد الكاتب ان إيران نفسها قد ترحب بهذا الاقتراح. واشار الى ان الاقتراحين المطروحين لمواجهة برنامج التسلح النوولى الإيرانى السريع، عليهما العديد من علامات الاستفهام ، فالخيار الاول هو العقوبات، وتلك لن توقف البرنامج، والخيار الثانى هو الحرب، وهى ايضا لم توقف البرنامج، بل انها يمكن ان يؤدى الى عواقب كارثية للمنطقة بأثرها. واضاف "انه عندما اطلقت إسرائيل برنامجها النووى فى اواخر الخمسينيات من القرن الماضى، كان هناك دافع استراتيجى، حيث كانت دولة صغيرة محاطة بالاعداء مكن كل جانب، وليس لديها موارد بشرية او مادية، وكان امتلاك السلاح النووى هو الضمان الاخير للامن بالنسبة للإسرائيليين. واكد الكاتب ان امتلاك إسرائيل للسلاح النووى لن يحصنها من هجمات العرب عليها طوال السنوات الماضية، فقد خاضت العديد من الحروب كان اشهرها حرب 1973، ولازالت إسرائيل تعانى من فقدان الامن. ورعم ان إسرائيل وقعت اتفاقيات سلام مع الاردن ومصر، الا انها لا تزال محاطة بالاعداء، ورغم كل ذلك فإن الحديث عن المخاوف، وان السلاح النووى هو قوة الردع المتميزة لإسرائيل امام جيرانها العرب، اصبح اقل اهمية، حيث ان اخلاء الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل هو السبيل الافضل لامن إسرائيل والمنطقة بأسرها. واضاف ان الدور الوحيد للترسانة النووية الإسرائيلية حتى الان، هو منع اى هجوم باسلحة غير

تقليدية على الاراضى الإسرائيلية ، وحتى فى الهجمات التى شنها العراق على إسرائيل فى حرب الخليج عام 1991، لم تستخدم الاسلحة الكيماوية التى كانت تملكها بغداد. وقال الكاتب ان نزع السلاح النووى من الشرق الاوسط يصب فى مصلحة إيران ، لأنه حتى اذا تمكنت من انتاج القنبلة النووية ، فأنه لا يمكن ان تجارى الترسانة النووية الإسرائيلية، كما ان امتلاك إيران لهذه الاسلحة سيزيد من عزلتها الاقتصادية والسياسية . ورأى الكاتب ان كلا من الرئيس الإيرانى "احمدى نجاد" والمرشد الاعلى "اية الله على حامنئى" يستغلان البرنامج النووى فى كسب تأييد شعبى داخلى فى إيران باعتبارهما يواجهان ضغوطا امريكية وإسرائيلية . ومن المؤكد ان اتفاقية اخلاء الشرق الاوسط من السلاح النووى ستخفف من ضغوط العقوبات ، بالاضافة الى انها فرصة لحفظ ماء الوجه، حيث يمكنهم ان يقولوا للشعب الإيرانى انهم اجبروا إسرائيل على التخلى عن اسلحتها النووية . والعقبات العملية للتوصل لهذا الخيار صعبة لكنها ليست مستحيلة . واضاف الكاتب ان إسرائيل ربما لا تقبل بهذا الخيار ، الا ان هناك أحد العناصر التي يمكن أن تخفف المخاوف الإسرائيلية من الخداع وهو ان  يكون هناك اتفاق على أن تودع أسلحتها النووية في بلد ثالث بدلا من تدميرها، وان يفرج عنها مرة أخرى إلى إسرائيل في حالة انتهاك إيران لما تم الاتفاق عليه ، كما يمكن لامريكا ان تقدم ضمانا لإسرائيل بحمايتها، فى حالة اى هجوم عليها ، قبل استردادها لاسلحتها النووية، ويمكن ان يشمل الاتفاق حق التفتيش المفاجئ من قبل الجهات الدولية للمنشآت النووية فى كلا البلدين للتأكد من الوفاء بالالتزامات. ورأت الصحيفة من وجهة نظرها ان افضل حل لتجنب الحرب مع إيران هو اخلاء الشرق الاوسط من أسلحة الدمار الشامل.