جولة "نتنياهو" الأوروبية بين الضغوط والحفاظ على المصالح الإسرائيلية
الجولة التى قام بها نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي فى اوروبا قبل ايام ،
حملت فى رسالتها الاولى اهداف الحفاظ على المصالح الإسرائيلية، وجاءت كرد سريع من الحكومة الإسرائيلية على الجولة المماثلة التي قام بها رئيس وزراء قطاع غزة اسماعيل هنية والتي كان يهدف من خلالها حشد الرأى العام الاوروبى للوقوف بجانب حماس، ومحاولة تغيير الصورة النمطية التى تروج لها اسرائيل والتى تتلخص فى تصنيف حماس كحركة إرهابية.
وبجانب حقيبة المصالح الاسرائيلية التى حملها نتنياهو معه فى الجولة الاوروبية ، والمشفوعة بالمطالب التى على رأسها حشد التأييد الاوروبى لأى توجه عسكرى اسرائيلى ضد ايران اذا ما تعقد الملف النووى مستقبلا ، فقد تضمنت الرحلة ايضا اهدافا اخرى ، منها تخفيف الضغوط التى تمارسها اوروبا مؤخرا على الحكومة الإسرائيلية، لتنفيذ عدة مطالب دولية من اجل تهيئة الاجواء لاستئناف مفاوضات السلام ، وعلى رأسها الإفراج عن 123 أسيرا فلسطينيا ، وهو ما يطالب به محمود عباس كشرط لاستئناف المفاوضات الجارية في العاصمة الأردنية عمان، وقد اتضحت معالم الضغوط الاوروبية فى لقاء نتنياهو مع نظيره الهولندي مارك روتا حيث أكد الاخير ضرورة إبرام معاهدة سلام ، وقيام دولتين على حدود عام 67.
و إسرائيل تحاول التصدى بقوة للضغوط الاوروبية، من منطلق علتها القديمة، بأن اقامة دولة فلسطينية على حدود 67 ، سيعنى الغاء وجودها، ولهذا سيستأنف نتنياهو جولته الاوروبية
حيث كانت إسرائيل قد أبرمت اتفاقية مع قبرص ، من شأنها تقسيم الحدود البحرية لانهاء الخلافات على مناطق التنقيب، وهو الاتفاق الذي أثار غضب تركيا وهددت معه بإرسال بوارج حربية لمناطق التنقيب ، كما سيهدف نتينياهو بمباحثاته الاوروبية الجديدة المرتقبة ايجاد حل لمشكلة الغاز الطبيعية التي أصبحت أزمة في إسرائيل ، بعد توقف تصدير الغاز المصري إلى إسرائيل أكثر من مرة جراء الاعتداءات المتكررة على خط الأنابيب الموجود في سيناء ، والى جانب الاهداف السياسية والاقتصادية الاسرائيلية ، سيحاول نتنياهو الحصول على ضوء اخضر للتحرك ضد ايران .