رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

7أسباب لتزايد ظاهرة الإسلاموفوبيا في أوروبا وأمريكا

الاسلاموفوبيا
الاسلاموفوبيا

عادت ظاهرة الخوف من الإسلام المعروفة عالميا باسم "الإسلاموفوبيا" إلى الظهور بقوة في أعقاب ما عرف بثورات الربيع العربي لتسجل بذلك الموجة الثانية وكانت المرة الاولى للظاهرة جاءت عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، التى تبناها تنظيم القاعدة، وأحدثت تحولات قوية فى العلاقات الدولية بين الغرب والدول الإسلامية بشكل عام.

ومن أبرز مظاهر تزايد هذه الظاهرة صدور عدة قرارات أوروبية وأمريكية، يظهر منها الخوف من التمدد الإسلامي في هذه الدول، أبرزها: تأييد محكمة العدل الأوروبية قوانين تمنع ارتداء الحجاب للمرأة داخل المؤسسات الخاصة لمنع إبراز أي رمز إسلامى بحجة الحفاظ على حيادية المؤسسة، بالإضافة إلى قرار دونالد ترامب الرئيس الامريكي بحظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة من عدة دول إسلامية.

وعلى الرغم من فشل التيار اليميني في اكتساح الإنتخابات بعدة دول أوربية على مدار السنوات الماضية إلا أنه نجح في الحصول على مزيد من المقاعد بعدة برلمانات على مستوى القارة العجوز ما يعني ببساطة أن الأفكار المتطرفة بدأت تجد لها مكاناً في عقل رجل الشارع على مستوى أوربا ولو تدريجياً.

واشار تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الامريكية، إلى ظهور العديد من الجماعات المسيحية المتطرفة وانتشارها مؤخراً بالعديد من الدول الأوربية ومنها ألمانيا وفرنسا واليونان والمجر، تلك الجماعات التي كانت تتسم بالصوت المنخفض حتى وقت قريب, لكنها فرضت نفسها بقوة ولاقت تجاوباً من رجل الشارع عبر استخدام فزاعة المهاجرين والتطرف الذي بات يهدد الأمن الأوروبي من وجهة نظرهم.

كما أن التصريحات التى صدرت مؤخرا من بعض المسئولين الغربيين تؤكد تفاقم الظاهرة ومنها التصريحات التي أطلقها الرئيس الأمريكي التي قال فيها "أعتقد ان الاسلام يكرهنا.. هم يكرهوننا بشكل لا يصدق" كما صعد رئيس الوزراء الهولندى مارك روته، انتقاداته للهولنديين المسلمين ممن يواجهون صعوبات بالاندماج ووصفهم بـ"الغرباء" الذين يعبثون بالقيم الهولندية، مخيرا إياهم إما أن يكونوا مع هولندا أو ضدها.

 

ويتطلب الحديث عن تفاقم هذه الظاهرة التعمق فى البحث عن الأسباب والدوافع التى تقف خلف تزايدها في هذه الحقبة من التاريخ والتي تتزامن مع تغيرات محورية فى خارطة القوى فى منطقة الشرق الاوسط وما تشهده من ثورات وحروب صراعات مذهبية وعرقية ومن ابرز هذه الاسباب :

1- الخوف من نجاح النموذج الإسلامي في الحكم

أزعج نجاح النموذج التركي في الحكم وتحول تركيا لتصبح من ضمن دول العالم الأول دون التخلى عن مبادئ الاسلام دول الاتحاد الأوروبي والمراقبون الدوليون الذين يرون أن الدين الاسلامى لا يمكن ربطه بالسياسة فى هذا العصر.

واستطاعت تركيا التغلب على المصاعب التى واجهتها من المجتمع الغربي، والوصول الى قمة ازدهارها مما أجبر حلف الشمال الاطلسي على التغاضى عن توجهها الديني ودعم التحالف معها، نظرا لقوة جيشها وموقعها الجغرافي المتميز، والذي يسمح ببناء قواعد عسكرية في مواقع استراتيجية.

وأثار هذا النجاح مخاوف لدى دول أوروبا التي لم تتعافى بعد من ذكريات الخلافة العثمانية وسيطرتها على مقادير الحياة الأوروبية طوال قرون من الزمان وأصبحت تؤرقها فزاعة السلطان العثماني المتمثلة حديثا في رجب طيب أردوغان الذي يسعى إلى تغيير الدستور وكسب مزيد من الصلاحيات ولعل التراشق اللفظي بالتصريحات بين أردوغان وألمانيا وهولندا والذي لا يزال مستمرا حتى لحظة كتابة هذا التقرير أبرز مثال على هذه المخاوف.

 

2- صعود تيارات الإسلام السياسي في المنطقة العربية

تنوعت أساليب تعاطي جماعة الاخوان المسلمين مع السلطة في أعقاب نجاحها في الوصول إليها عقب ثورات الربيع العربي ما بين التحالف والانسحاب والانفراد بالسلطة وهو ما جعل لكل دولة إخوانًا بمنهجية مختلفة.

وتعتبر ثورات الربيع العربى بمثابة الانفرجة لطريق جديد لجماعة الإخوان، فشكلت أحزاب فى عدة دول عربية، منها مصر، والمغرب، وتونس وبدأوا في الظهور إلى العلن وبالرغم من فشلهم فى مصر إلا أنهم نجحوا في دول عربية أخرى منها تونس والمغرب.

ومن أكثر الدول التى نجح فيها تنظيم الاخوان فى الحكم المغرب، حيث وصل حزب "العدالة والتنمية" للحكم للمرة الأولى عام 2012 وشكل حكومته الجديدة برئاسة عبد الإله بنكيران، ثم تولى سعد الدين العثمانى الذى شغل منصب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بين 2004-2008، رئاسة الحكومة.

 

3- خوف اليهود من زيادة نفوذ اللوبى الإسلامي فى الولايات المتحدة الامريكية

لا يزال هناك مخاوف يشعر بها اليهود فى اسرائيل، من زيادة النفوذ الاسلامي داخل دهاليز السياسة الامريكية عقب تزايد أعداد التحول إلى الدين الإسلامي في الغرب، وذلك بالرغم من نشر صحيفة "هارتس" الاسرائيلية، تقريرا لها يشير الى ان  قيمة اللوبى الاسلامى الامريكي لا تزال اقل من اللوبي اليهودى الصهيونى.

ويرجع هذا الى تركز الناخبين اليهود في عدد من المناطق الجغرافية المهمة من حيث تأثيرها الانتخابي كنيويورك وفلوريدا وكاليفورنيا، وإلى الانخراط الكبير لليهود في الحياة الأمريكية العامة، وإلى نسبة التبرعات التي يقدمونها للأحزاب خاصة الحزب الديمقراطي .

ويعزز من ذلك زيادة تعداد المسلمين المهاجرين وتزايد وعيهم السياسي وتزايد جماعات الضغط العربية في الكونجرس الامريكي والتي أصبح لها نشاطا ملموسا داخل واشنطن.

4- الخوف من تزايد أعداد المسلمين في أوروبا

نشر معهد "بيو" الأمريكي للأبحاث تقريرا حول انتشار الإسلام، ووجدوا أن هذا الدين هو الاسرع انتشار بين الاديان الاخرى، متوقعا ان بحلول عام 2070 سيكون الدين الاكثر اتباعا بين الاديان الاخرى.

واشار التقرير ان من ضمن هذه الاسباب هو زيادة عدد المواليد بين المسلمين، مشيرا الى انه بحلول عام 2050 سيكون عدد مسيحيي بريطانيا وفرنسا أقل من 50% من السكان وكذلك أستراليا، ويتوقع أن يشكل المسلمون 10% من سكان أوروبا في نفس العام، ويتوقع أن يصبح شخص واحد بين 50 شخصا في الولايات المتحدة مسلما.

وكذلك يرى اليمين المتطرف ان هذه الارقام تجعل من السهل على اليمين المتطرف في الغرب استخدامها وكأن الإسلام في منافسة مع المسيحية، وكأن المسلمين يزاحمون المسيحيين في أوطانهم ويكادون أن يرثوها دون جهد بذلوه

 

5- زيادة الهجمات الارهابية على الدول الاوربية

شهدت القارة العجوز سلسلة من الهجمات الارهابية منذ تنظيم داعش الارهابى فى سوريا والعراق، بأدوات مختلفة من خلال الدهس والطعن بالسكين أو الفأس، يأتي ذلك بعد الحادث الإرهابي الذي شهده مجلس العموم البريطاني بالدهس وإطلاق نار، مما  أدى إلى مقتل 3 أشخاص - حتى كتابة هذه السطور - وطعن شرطي بالإضافة إلي 12 مصابا.

وكانت افظع الحوداث التى شهدتها اوروبا هو حادث فرنسا فى يوليو 2016، حيث اقتحم منفذها تجمع للمواطنين، كان يقود شاحنة، بمدينة نيس في فرنسا، مما أدي إلى مقتل نحو 85 شخصا، وإصابة العشرات، بحسب ما جاء في بيان لوزارة الداخلية، وكان يحتفل المحتشدين يحتفلون بالعيد الوطني الفرنسي

 

6- خوف المجتمع الغربى من تأييد حريتهم ازاء التقاليد الاسلامية

يعد الجهل بالإسلام وتعاليمه وأخلاقياته السبب الرئيس للخوف منه, فمن الطبيعي أن الإنسان دائما يخاف مما يجهله.

فعلى سبيل المثال حرية المقامرة، وتناول الكحول، والاشتغال بالربا وممارسة البغاء والعلاقات الجنسية المثلية، والسماح بالعلاقات الجنسية خارج إطار الزوجية, من الأسباب الرئيسة التي جعلتهم يخافون الإسلام؛ لأنهم  يعتبرون الإسلام وتعاليمه تهديدًا لهذه السلوكيات التي يعتبرونها من أساسيات الحرية التي يدعون أنهم من أرسو قواعدها.

ويتضح مما سبق أن الخوف من الإسلام أمر واقع في المجتمع الغربي من وجهة نظرهم التي دائما وأبدا على مدى التاريخ تأبى إلا أن تضع الإسلام والمسلمين في قفص الاتهام بهتانا وزورا.

 

7- فشل الدول العربية فى دعايها الخارجية للترويج عن سماحة دين الاسلام

اختارت الدول العربية الطريق الاسهل بالترويج عن أركان الاسلام السمحة للغرب فى وسائل الاعلام، فى محاولة منهم لتغيير افكارهم ورئيتهم والحد من تفاقم ازمة الاسلاموفوبيا لدى المجتمع الغربى، ولكن لم تجدى هذه الحملات النتائج المرجوى منها.

ومن اهم اسباب الفشل لهذه الحملات الدعائية، هو ان الوطن العربى لم ينظر الى حل الازمة بالطريقة الصحيحة، فبينما تظهر فى الحملات الترويجية اعلانات تدل على سماحة الاسلام، تظهر فى المنطقة العربية، حروب طائفية كثيرة واضطهادات بين مختلف الطوائف والمذاهب الدينية.

فعلى سبيل المثال لم تتوصل منظمة المؤتمر الاسلامى  منذ بداية تأسيسه فى عام 1926 وحتى يومنا هذا لحل مناسب للقضايا الفقهية والشريعة التى تختلف عليها المذاهب السنية والشيعية.

فكيف تروج الدول الاسلامية لدينها على انه دين "تسامح وسلام" بينما هناك صراعات تشتعل فيما بينهم يوما تلوى الاخر مما يسفر عن موت العديد من المسلمين لمجرد اختلاف الافكار والعقائد.