رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انقلاب تركيا الفاشل بين المؤامرة والتمثيلية

بوابة الوفد الإلكترونية

«تمثيلية ومسرحية هزلية» سيناريو انتشر مؤخرًا لتوصيف محاولة الانقلاب العسكرى فى

تركيا، حيث اعتبر أصحاب هذا الرأى أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، رتب لهذه المحاولة للبطش بمعارضيه مؤكدين ذلك بصدور عزل  أنقرة 2745 قاضيا عقب ساعات معدودة من فشل الانقلاب فضلًا عن التساؤل عن عدم السرعة فى إلقاء القبض على أردوغان ورئيس الحكومة التركية الذى كان يدلى بالتصريحات وقت الازمة، والعشوائية التى كان يتمتع بها القائمون على الانقلاب.

إلا أن هناك رأيا آخر يرى عدم صحة هذا السيناريو، وذلك بسبب مشاركة قطاعات كبيرة من داخل الجيش فى هذه المحاولة فضلًا عن ضرب مقر اقامة أردوغان واستهداف أردوغان والسيطرة على مبان رئيسية وحيوية فى تركيا كمبنى التليفزيون الرسمي، ورجح هؤلاء أن يكون أردوغان على علم بهذه المحاولة ولكنه تركها لكى تفشل ويستطيع أن يقضى على معارضيه.

وقال سعيد اللاوندي، الخبير فى الشئون السياسية، إن ما حدث فى تركيا عبارة عن مسرحية هزلية أخرجها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، موضحًا أن عدم إلقاء القبض على قادة الحكومة التركية وأبرزهم رئيس الوزراء بن على يلدريم، وتركه حرًا يدلى بتصريحات عما يحدث، وهو أول من أعلن أن هناك محاولة انقلاب جارية، مثير لدهشة.

وأفاد اللاوندي، أن أعضاء حزب العدالة والتنمية قد اختفوا لحظة وجود الانقلاب العسكري، وذلك لانتظارهم خروج أردوغان، فضلًا عن أنه بالرغم من سيطرة الانقلابيين على الإذاعة التركية الرسمية، إلا أن خطاب أردوغان الذى ألقاه عبر تطبيق «فيس تايم»، كان قويًا ومؤثرًا فى الشعب.

وأشار «اللاوندى»، إلى أن كل الشواهد الموجودة تؤكد أن الانقلاب لا معنى له بدليل أنه لم تستغرق سوى ساعات، مضيفا أن أردوغان يستهدف منه التخلص من كل القيادات المعارضة له.

وعن عزل أنقرة لـ2745 قاضيا بعد محاولة الانقلاب، أكد اللاوندى أن هذا الامر هو أكبر دليل على ترتيب محاولة الانقلاب من جانب أردوغان وذلك للبطش بمعارضيه، مفيدًا أن هذه القوائم الخاصة بالقضاة كانت معدة فى السابق.

وأكد اللاوندي، أن أردوغان فعل هذا لكى يشعر بالزهو والفخر ويتدخل فى كافة شئون الدول، موضحًا أنه بنفسه قد اعترف ووصف هذا الانقلاب بالهبة من الله لتطهير الجيش.

واستبعد صلاح لبيب، الباحث فى العلاقات التركية، أن يكون محاولة الانقلاب العسكرى فى

تركيا مدبر لها من قبل أردوغان، وذلك بسبب مشاركة قطاعات كبيرة من داخل الجيش فى هذه المحاولة فضلًا عن ضرب مقر اقامة أردوغان واستهداف أردوغان والسيطرة على مبان رئيسية وحيوية فى تركيا كمبنى التليفزيون الرسمي.

وأفاد «لبيب»، أن هناك عددا كبيرا قد توفى وهناك 8 عسكريين أتراك شاركوا فى تحرك الجيش، وتوجهوا على متن مروحية عسكرية إلى اليونان هربًا من بطش أردوغان بعد فشل الانقلاب، فضلًا عن إعتقال المئات ومواجهتهم بتهمة الخيانة العظمى، مبينًا أن كل هؤلاء لن يضحوا بأرواحهم من أجل أردوغان.

وأشار لبيب، إلى أن الحكومة التركية كانت على معرفة سابقة بأن هناك أطرافا فى الجيش تسعى للقيام بمحاولة الانقلاب، ولكنها تركتهم لكى تقبض عليهم وتبطش بما تبقى من معارضة داخل الجيش التركي.

وأفاد «لبيب»، بأن حكومة أردوغان كانت معدة قوائم بالمعارضين لسياستها ولكنها كانت منتظرة اللحظة المناسبة، للقضاء عليهم مؤكدًا أن محاولة الانقلاب هذه أعطتهم الضوء الاخضر للقيام بما يرغبون به.  

وأكد حاتم باشات، رئيس لجنة الشئون الإفريقية، أن محاولة الانقلاب العسكرى فى

تركيا كانت متوقعة وذلك بسبب سياسة أردوغان العدائية ضد الجيش والمعارضة.

وأشار «باشات»، إلى أنه غير متوافق مع سيناريو أن ما حدث فى تركيا كان مجرد تمثيلية، موضحًا أنه يرجح أكثر أن الحكومة التركية كانت على علم به ولكنها تركته لكى تحقق أهدافها.

ويرجح  عدد من المصادر التركية والأجنبية أن الانقلاب العسكرى فى تركيا كان مجرد تمثيلية حيث أكد النائب البرلمانى التركى محمود تانال التابع لحزب الشعب الجمهورى المعارض، إن الأحداث التى وقعت فى إطار حركة الجيش للسيطرة على الحكم، تطورت بتوجيه من حكومة حزب العدالة والتنمية، بحسب جريدة زمان التركية.

ووجه تانال فى تدوينة له عبر حسابه الشخصى على موقع المدونات المصغرة «تويتر» دعوة إلى جميع الكوادر الأمنية للقيام بمهامها، مشيرًا إلى حدوث اشتباكات بين عناصر القوات المسلحة والأمن. وأضاف فى تغريداته على «تويتر» أن كل الأحداث التى تمر بها تركيا تقوم بناء على توجيهات من السلطة الحاكمة.

ومن جانبه ذكر زعيم حزب الشعب الجمهورى المعارض السابق دنيز بايكال عبر تغريداته التى نشرها على حسابه الشخصى بموقع المدونات المصغرة «تويتر» أهداف هذا التحرك العسكرى منها القضاء على جماعة حركة الخدمة المعارضة، وإعادة هيكلة القوات المسلحة التركى، والإعلان عن النظام الرئاسى فى البلاد.

وقالت تفيجن يوكسكداج، الرئيسة الثانية لحزب الشعب الديمقراطى فى تركيا والمؤيد لقضية الأكراد، إن محاولة الرئيس رجب طيب أردوغان لتغيير نظام الحكم فى أنقرة من برلمانى إلى نظام رئاسى، هى المسئولة عن نسف عملية السلام الكردية.

وقالت صحيفة معاريف اليمينية الإسرائيلية، إن الانقلاب العسكرى الذى شهدته تركيا ما هو إلا مؤامرة نفذها أردوجان ليصبح الحاكم الوحيد بلا أى استثناءات، ووصف مراسلها فى أنقرة «درور زئيفي» المتخصص فى الشأن التركي، الأحداث التى شهدتها تركيا بأنها «لحظات فوضى كبيرة»، مضيفًا أن تركيا شهدت عدة انفجارات وإطلاق نار واعتبر أن ما حدث فصل فى غاية الأهمية فى تاريخ تركيا، ونهاية لمرحلة طويلة للغاية، فمنذ عهد كمال أتاتورك إلى الآن أعاد الجيش تركيا فى كل مرة لمسار الدولة العلمانية الموالية للغرب وما حدث فى رأيى هو المحاولة الأخيرة من وجهة نظرى للجيش فى محاولة الحفاظ على التراث الأتاتوركى وإعادة تركيا إلى المسار الذى حدده.