رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"سيناريو القيامة".. مفاجأة الأسد للعرب وتركيا

يبدو أن الأزمة السورية دخلت النفق المظلم الذي كان يخشاه الجميع، حيث كشفت صحيفة "صباح" التركية في 20 نوفمبر عن تفاصيل مخطط "سيناريو القيامة" الذي أعده نظام بشار الأسد لقمع الانتفاضة ضده مع تصاعد الضغوط العربية والدولية عليه .

ووفقا للصحيفة, فإن السيناريو الذي أكدته تقارير استخباراتية يقوم على تنفيذ استراتيجية القتل الجماعي وسفك الدماء في كل المدن السورية التي تشهد احتجاجات مثل " حماة، حمص، حلب "، بالإضافة إلى قيام فرق سرية تابعة لماهر الأسد شقيق الرئيس بشار الأسد باستخدام أشد وأعنف وسائل القتل الجماعية والتعذيب لإثارة الاشتباكات العرقية والمذهبية في مختلف أنحاء البلاد .
ورغم أن الصحيفة لم تقدم أدلة ملموسة على المعلومات الخطيرة السابقة، إلا أن التطورات المتسارعة في الساعات الأخيرة لا تستبعد مثل هذا الأمر .

وفي تصريحات أدلى بها في 20 نوفمبر ، حذر بشار الأسد مجددا من زلزال يهز منطقة الشرق الأوسط إذا ما تعرضت بلاده لتدخل عسكري من الخارج، متهما جامعة الدول العربية بتبرير التدخل الخارجي.
وقال الأسد في مقابلة مع صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية إن الحل لا يكمن في سحب قواته من المدن، بل بالتخلص من المسلحين الذين يتهمهم بإطلاق النار.
واعتبر تحركات الجامعة العربية ومبادرتها لوقف العنف في بلاده محاولة لتقديم ذريعة للغرب من أجل التدخل العسكري.
وأضاف " السبيل الوحيد هو البحث عن المسلحين وملاحقة العصابات المسلحة، ومنع دخول الأسلحة من الدول المجاورة، ومنع التخريب، وفرض النظام والقانون".
وعن مدى قناعته بأن قواته الأمنية كانت عدائية تجاه المحتجين السلميين، واعتقلت الآلاف، أقر الأسد بوقوع أخطاء، ولكنه أكد أنها أخطاء فردية وليست مسئولية الدولة.

وقال :"نحن كدولة، لا نتبنى سياسة القسوة مع المواطنين"، مشيرا إلى أن الجنود الذين أطلقوا النار على المتظاهرين السلميين اعتقلوا في المدن التي ورد فيها أسوأ الفظائع.
ونفى أن يكون عدد القتلى قد وصل إلى 3500، زاعما أن عددهم لا يتجاوز 619 وينقسمون إلى ثلاث فئات: محتجون قتلوا أثناء تبادل النار بين قوات الأمن و"العصابات المسلحة"، وضحايا القتل الطائفي ، وأخيرا المؤيدون للنظام الذين قتلوا بسبب دفاعهم عن قضية الحكومة، حسب تعبيره.

وفيما يتعلق بمطالب المحتجين ، قال الأسد إنه بدأ بالفعل بإجراء إصلاحات بعد مرور ستة أيام على بداية الاحتجاجات في سوريا ، غير أن بعض المعارضين ردوا عليها بحمل السلاح.

وأضاف "بعد مرور نحو ثمانية أشهر، اتضحت الصورة، فالأمر لا يتعلق بمظاهرات سلمية بقدر ما هي عملية مسلحة".

وأوضح أن حكومته ماضية في إجراء انتخابات في فبراير/شباط المقبل أو الشهر الذي يليه، مؤكدا أنه سيكون هناك برلمانا جديدا وحكومة جديدة ودستورا جديدا يحدد انتخاب الرئيس.

وبسؤاله عن مدى استعداده للقتال من أجل منصب الرئاسة، أجاب "بالتأكيد لا، فأنا سأقاتل من أجل

سوريا وشعبها". 

وذكرت "صنداي تايمز" أن الأسد وعد بالقتال بشكل شخصي والموت لمقاومة القوات الأجنبية، وتعهد أيضا بمنع وقوع هجمات أخرى من قبل "الجيش السوري الحر" .

واللافت للانتباه أن التصريحات السابقة والتي أكدت مواصلة الحملة ضد المحتجين جاءت متزامنة مع انتهاء مهلة الـ 3 أيام التي حددتها الجامعة العربية في 16 نوفمبر لالتزام دمشق بالمبادرة التي طرحتها وتتضمن سحب قوات الجيش من المدن والبلدات وإرسال بعثة مراقبين من 500 شخص إلى سوريا لتقييم الوضع هناك.
وبالنظر إلى أن الجامعة العربية رفضت في 20 نوفمبر التعديلات التي طلبتها دمشق بشأن مهمة بعثة المراقبين، فإنه يتوقع على نطاق واسع أن تشهد الأيام المقبلة مشاورات عربية مكثفة حول فرض عقوبات على دمشق وخاصة بعد تصريحات الأسد الاستفزازية الأخيرة .

ولم يستبعد البعض أن تعطي الجامعة العربية الضوء الأخضر لتركيا لإقامة منطقة حظر طيران أو منطقة عازلة لحماية المدنيين في سوريا .
وبصفة عامة ، فإن نظام الأسد صم آذانه تماما عن صوت العقل ولجأ للمخطط الشيطاني لإشعال حرب أهلية في سوريا ، إلا أن كثيرين يعولون على تحرك الدول العربية وتركيا على وجه التحديد لمنع وقوع تلك الكارثة قبل فوات الأوان .

وكانت قناة "الجزيرة" نقلت في وقت سابق عن وزير خارجية تركيا أحمد داود أوجلو تحذيره في وقت سابق من احتمال انزلاق سوريا إلى مخاطر حرب أهلية تشعل صراعا طائفيا وعرقيا يمكن أن يمتد لمناطق أخرى بالمنطقة.

وبالنظر إلى أن تركيا تريد تفادي حدوث تدفق كبير للنازحين عبر الحدود كما حدث عند نزوح 500 ألف شخص من العراق خلال حرب الخليج عام 1991، فإن "سيناريو القيامة" لم يترك فيما يبدو أمامها من خيار سوى التحرك لإقامة منطقة عازلة لحماية المدنيين ودعم "الجيش السوري الحر" للإسراع بالإطاحة بنظام بشار الأسد .