رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القوات الأمريكية تبيع آلياتها بأسعار زهيدة للعراقيين قبيل رحيلها

في ساحة امتدت لعدة آلاف من الأمتار المربعة، انتشرت بضائع وسيارات على مدى الأفق بالقرب من مدينة بلد (80 كم) شمال بغداد، والواقعة جنوبي مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين معروضة للبيع وبأسعار زهيدة.

البضائع المعروضة ليست في منطقة حرة أو في احدى مناطق التبادل التجاري بين دولتين، بل هي سيارات وآليات وأجهزة تركتها القوات الأمريكية المنسحبة ليس من محافظة صلاح الدين فحسب بل من العراق أجمع.
وعلى طريقة بائعي الأرصفة في العراق، عرض تجار عراقيون مختلف البضائع التي تركها الأمريكيون بعد أن أخفقت مفاوضاتهم مع الحكومة العراقية في الابقاء على بعض من قواتهم في هذا البلد ولو تحت أي مسمى بسبب عدم توافق الكتل السياسية العراقية على نوع الوجود وشكله وحجمه.
سيارات من مختلف الأصناف والمناشئ والأحجام وآلات زراعية وأدوات كهربائية ومنزلية وأخرى غير معروفة على الاطلاق هي ما تركه الجنود الأمريكيون في هذه القطعة من الأرض القريبة من أكبر القواعد الجوية التي كانت تشغلها القوات الأمريكية وهي قاعدة "بلد" الجوية والتي تعرف لدى العراقيين بقاعدة "البكر" نسبة إلى الرئيس العراقي الراحل أحمد حسن البكر.
وكان الجيش الأمريكي سلم إلى السلطات العراقية قبل عدة أيام قاعدة بلد، والتي يطلق عليها الأمريكيون اسم (الاناكوندا)، وهي أكبر القواعد في العراق خلال السنوات الماضية، وكانت مقرا لقائد القوات الأمريكية في العراق خلال السنتين الأخيرتين.
وقال ابو مرتضى الذي يملك العديد من الآليات والأجهزة لوكالة أنباء (شينخوا) "إن ما يبيعه يقترب من الجديد، كل البضائع فيه من أفضل المناشئ لأن الأمريكيين لايستخدمون الا البضاعة الجيدة".
وأضاف "السيارات من منشأ أمريكي وياباني وهما الأفضل، وان كان العراقيون يفضلون السيارات اليابانية الا أن السيارات الأمريكية أيضا تجد اقبالا كبيرا لرخص ثمنها قياسا بالمعروض في السوق العراقية".
وبدأت تظهر منذ مدة ومع اقتراب موعد الانسحاب الأمريكي سيارات "شيفروليه" الشهيرة بدون لوحات تسجيل في الطرقات العراقية يقودها مواطنون عراقيون قالوا انهم اشتروها، بثمن رخيص، من ساحات قرب القواعد الأمريكية.
من جانبه، قال حسام حسن (35 عاما)، الذي كان يقود سيارة "نيسان" ذات مقصورتين عن كيفية امتلاكه لتلك السيارة" اشتريتها من المكان الذي تتجمع فيه الآليات المشتراة من الجيش الأمريكي قرب القواعد بعد أن ولوا إلى غير رجعة".
وأضاف " لقد اشتريتها مقابل سبعة آلاف دولار أمريكي، وهي موديل 2008 وسليمة من كل عيب وسعرها رخيص جدا مقارنة بالأسعار السائدة في السوق المحلية".
لكن محمد عبدالله (45 عاما- فلاح)، الذي يفضل السيارات الامريكية، قال "انه اشترى سيارة امريكية الصنع من تلك التي تستخدمها الشرطة العراقية لكبر حجمها وفائدتها في أعمال الحقل ومتابعة الحيوانات ورخص ثمنها الذي لايتجاوز أربعة آلاف دولار أمريكي".
وعن امكانية تسجيل تلك السيارات ذكر ابو مرتضى " لاعلاقة لنا بالأمر نحن نبيع بضاعة رخيصة ولسنا مسؤولين عن تسجيلها من عدمه ولم نعط وعدا لمن يشتري بذلك فالمواطن حر بالشراء من عدمه".
أما عن كيفية خروج تلك البضائع المتنوعة من المعسكرات الأمريكية، فقال ابو ناهض، وهو مترجم عمل مع القوات

الأمريكية مدة طويلة " إن القادة الأمريكيين قرروا أن يبيعوا تلك الآلات والسيارات والأجهزة، لأنها غير ذات قيمة لديهم ولايمكن نقلها، لأنها ستكلف أضعاف سعرها في السوق سواء المحلي أو العالمي، وقد بيعت إلى تجار عراقيين أو إلى مترجمين وبدورهم بدأوا ببيعها الى المواطنين".
إلى ذلك، أكد المقدم فائق مولود، أحد ضباط مديرية مرور صلاح الدين أن القوانين الحالية لاتجيز تسجيل تلك المركبات والسيارات على الاطلاق، ومن يقود سيارة بدون لوحات تسجيل يعرض نفسه لمخالفة القوانين والعقوبة.
وقال مولود " إن القوانين الحالية لاتجيز تسجيل السيارات الا وفق القنوات التي أجاز القانون من خلالها تسجيل السيارات وبالتأكيد لاتشمل السيارات المشتراة من القوات الأمريكية، الا اذا صدر تشريع خاص بذلك".
وينتشر في الموقع تجار آخرون يبحثون عن أفران ومواقد للطبخ وثلاجات ومكيفات ووسائل تدفئة وسرادق وحديد وخشب متنوع الاستخدام.
وتبقى أمام العراقيين أجهزة لايعرف أحد كيفية استخدامها أو لأي شيء صنعت وهي بانتظار من يحل رموزها ويدخلها حقل العمل بعد أن غادر مشغلوها إلى غير رجعة.
وبعد أن بدأ الجنود الأمريكيون بالمغادرة تاركين انقاضهم بعد قرابة تسع سنين من احتلال العراق فقد بقيت اسئلة كثيرة تدور في اذهان العراقيين عن سبب الاحتلال وعن كل ماخسره الامريكان من أرواح وأموال في العراق وعن ماقدموه للعراق الذي تراجع كثيرا في سلم المدنية والحضارة بعد الاحتلال.
يشار إلى أن الرئيس الامريكي باراك أوباما اعلن في 21 اكتوبر الماضي أنه قرر سحب جميع قواته من الأراضي العراقية نهاية العام الجاري حسبما نصت عليه الاتفاقية الأمنية الموقعة بين البلدين.
وأعلن رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي حسن السنيد يوم الأربعاء الماضي أن آخر مجموعة من الجنود الأمريكيين ستغادر العراق منتصف الشهر المقبل، مبينا أن آخر طائرة عسكرية أمريكية غادرت الأجواء العراقية مساء الأربعاء.
يذكر أن الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن نهاية عام 2008 تنص على انسحاب جميع القوات الأمريكية من الأراضي والمياه والأجواء العراقية في موعد أقصاه 31 ديسمبر عام 2011.