رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

باحث ليبى: القذافى مول التصوف عنادًا في السعودية

على بعد 150كيلو مترا من العاصمة الليبية طرابلس حيث مدينة "زليتن" ، يرقد العديد من أولياء الله الصالحين داخل أضرحة يزورها جميع صوفية ليبيا للتبرك.

الأمور كانت تبدو عادية قبل ثورة الليبين على النظام الديكتاتورى بقيادة معمر القذافى وحتى خلال الأشهر الأولى من ثورتهم، ولكن مع ظهور بوادر قرب الانتصار للحرية ، بدأ البعض ينظر للحرية من منظوره الخاص وكانت النتيجة هى تدمير عدد كبير من الأضرحة فى أنحاء ليبيا وخاصة بمدينة زليتن التى يوجد بها الكثير من المراقد والتى تعرضت للاعتداء كضريح الشيخ معز بن عبدالسلام الأسمر والشيخ محمد الظفير.
الباحث الصوفى الليبى محمد العجيل والذى جاء للقاهرة بغية الحصول على "وثيقة مختومة" من الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية بتحريم هدم الأضرحة بتكليف من مركز عبدالسلام الأسمر -أكبر مجمع صوفى فى ليبيا ، أكد خلال لقائه بـ"بوابة الوفد" أن مجموعات منتمية للتيار السلفى قاموا بهدم ممنهج لكثير من الأضرحة والإستيلاء على رفات الجثامين لدفنها فى مناطق بعيدة.
بدورهم، تبرأ السلفيون من الإعتداء على المراقد الصوفية ولكنهم فى نفس الوقت رفضوا التوقيع على بيان ينفى صلتهم بمرتكبى الإعتداءات عندما طالبهم شيوخ التصوف بذلك بحسب قول العجيل.
الشيخ مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الإنتقالى الليبى  وأحد أتباع الطريقة السنوسية- إحدى الطرق الصوفية فى ليبيا- دعا إلى عدم هدم الأضرحة وقال فى كلمة له واصفاً الاعتداء على المراقد "هذه الأفعال والأعمال لا تتناسب مع المرحلة، والفترة الحرجة التى تمر بها ليبيا، والشعب الليبى حاليا" ، حديث عبد الجليل اعتبرته الصوفية كما يشير العجيل أنه يحاول إرضاء جميع الأطراف دون إبداء موقف حاسم تجاه ماحدث.
ويسترجع الباحث الليبى تاريخ علاقة الديكتاتور الراحل معمر القذافى بالتصوف قائلا" القذافى منع إقامة حلقات الذكر واعتبرها جريمة سياسية وأغلق زوايا تحفيظ

القرأن لمدة 13 عام خوفاً من الفكر الصوفى على نظامه الاستبدادى"، لافتاً إلى تعيينه رجال من المخابرات بوزارة الأوقاف التى كان يتبعها مكتب الزوايا والأضرحة وهو الكيان الرسمى المختص بالشئون الصوفية وقال"هولاء الذين كان يعينهم مسئوليين عن الصوفية لم تكن لهم علاقة بالتصوف ولا حتى الاخلاق " ، مشيراً إلى منع دراسة العلوم الشريعة فى جميع المعاهد الليبية وهدد مشايخ الطرق بالسجن".
خوف القذافى من الطرق الصوفية التى يبلغ عددها 16طريقة، يبرره العجيل بأن الديكتاتور الراحل كان يؤمن أن شيوخ التصوف غير راضيين عن سياساته وبالتالى فقد استخدم الأسلوب القمعى معهم بغية أن تتحول الصوفية إلى خادم له وليس لله.
الغريب أن القذافى خلال السنوات الأخيرة مول الصوفية فى بعض من الدول العربية ونظم مؤتمر عالمى للتصوف قبل عامين ، وتتلاشى الغرابة مع تفسير العجيل للأمر الذى صب فى أن اهتمام وتمويل القذافى للتصوف بغية استمالة شيوخه كان نتيجة لتوتر علاقة النظام الليبى بالدولة السعودية حيث وجد الديكتاتور الراحل أن السبيل لضرب الفكر الوهابى الذى تتبناه الرياض هو التنفيس عن الصوفية التى تعد المنهج المخالف للاسلام المتشدد التى تمثله الوهابية بحسب وصف الباحث الصوفى .