رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خبير آثار: "القباطي" نسيج مصري مسيحي إسلامي استُخدم في كسوة الكعبة

بوابة الوفد الإلكترونية

أكد الدكتور عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بوجه بحري وسيناء بوزارة الآثار، أن العمارة والفنون الزخرفية المسيحية والإسلامية تكشف دائماً عن مدى تلاحم الشعب المصري في نسيج واحد، ومن هذه الفنون ما يعرف باسم "القباطي" وهو الاسم الذي أطلقته عالمة الآثار الإسلامية الدكتورة سعاد ماهر على النسيج المعروف بالإنجليزية (تابستري).


وقال ريحان - في تصريح له اليوم الخميس - إن مدلول لفظة القباطى مأخوذة من كلمة (القبط) ومنها القبطية ، وقد اشتقت لفظة قباطي من كلمة تعني طائفة بذاتها ، للدلالة على أنها من نسيج هذه الطائفة في الفترة المسيحية بمصر وأوائل العصر الإسلامي لأن صناع النسيج كانوا في أوائل العصر الإسلامي من المسيحيين ، ثم زاول العرب فيما بعد الحرف الصناعية كالنسيج وغيرها ولكن ظل اسم "القباطي " يطلق على النسيج الذي ينتجه ويصنعه هؤلاء جميعا في العصر الفاطمي.


وأضاف أن كسوة الكعبة المشرفة كانت تصنع من القباطي المصرية في عصر صدر الإسلام وازدهرت فنون الخيامية بمصر ، والتي استخدمت في صناعة كسوة الكعبة ، وفى عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه أوصى بكسوة الكعبة بالقباطي المصري، وأيضا كسيت الكعبة بالقباطي المصري في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضى الله عنه، وكانت الكعبة في العصر الأموي تكسى بالديباج والقباطي، وعرف المسلمون المنسوجات المصرية عندما أهدى المقوقس رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرون ثوبا من القباطي.


وأشار ريحان إلى أن معظم النسيج في مصر من القرن السابع إلى العاشر الميلاديين ، وكان منسوجا بطريقة القباطي ولم يطرأ عليه تطوير حتى العصر الفاطمي، ومن مميزات نسيج القباطي الفنية اختفاء خيوط السدى تماما ولا يظهر منها سوى تضليع خفيف على سطحه والزخرفة يماثل بعضها بعضا على سطحي المنسوج، أما المواد

الخام المستخدمة في نسيج القباطي كانت الكتان والصوف فقط، موضحا أن مصر لم تصنع أقمشة من الحرير الخالص إلا في العصر المملوكي.


وتابع أن القباطي كانت ألوان صباغته إما براقة وإما ألوان هادئة مع تعددها وكثرتها، وهذا ما تميز به الفنان المسلم واستخدمت أصباغ نباتية وحيوانية، كما أن أرضية النسيج كانت إما بيضاء كتابية أو باللون الكحلي من الصوف، ومراكز صناعته كانت إخميم والإسكندرية وتنيس وزخارفه من أشرطة أفقية تتضمن عناصر زخرفية وكتابات عربية ذات طابع بدائي.


وأوضح أن الفن القبطي تميز بكثرة استخدام الرسوم الهندسية البحتة مثل الدوائر وأنصاف الدوائر حيث كان الفنان القبطي يستعملها بمنتهى الدقة والمهارة على نسيج القباطي، كما تميز بتحوير رسومه وبعدها عن الطبيعة بل أنها كانت تجنح إلى التطرف والشدة في التحوير حتى أنها أصبحت رسوما رمزية وقد ذكر المقريزي أحد مراكز صناعة القباطي بمصر وهى مدينة تنيس المجاورة لدمياط كتبت على كسوة الكعبة نصها " بسم الله بركة من الله مما أمر به عبد الله المهدى محمد أمير المؤمنين أصلحه الله محمد بن سليمان أن يصنع في تنيس كسوة الكعبة على يد خطاب بن مسلمة عامله سنة تسع وخمسين ومائة".