رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مفقودة منذ 50 عامًا.. قصة استعادة لوحة عبد الهادي الجزار

لوحة عبد الهادي الجزار
لوحة عبد الهادي الجزار

بحث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك وتويتر، عن تفاصيل استعادة وزارة الثقافة لوحة المصري عبد الهادي الجزار، والمفقودة منذ 50 عاما.

 

ونجحت وزارة الثقافة في استعادة لوحة "من وحي فنارات البحر الأحمر" للفنان التشكيلي المصري العالمي عبد الهادي الجزار، والتي لم يستدل عليها منذ صدور إذن صرف عام 1971 لمبنى وزارة الثقافة في جاردن سيتى.

 

وتعود قصة عودة اللوحة إلى أنه بعد تناثر أخبار عن بيع لوحة للفنان عبد الهادي الجزار، أصدر قطاع الفنون التشكيلية برئاسة الدكتور خالد سرور بيانا تحذيريا بعدم التعامل على هذه اللوحة باعتبارها من مقتنيات الدولة المصرية وتمثل جزءا أصيلا من الهوية الثقافية والتراثية والحركة التشكيلية المصرية، وبعد صدور البيان قام حائز اللوحة بالاتصال بابنة عبد الهادي الجزار السيدة فيروز الجزار مبديا رغبته في تسليم اللوحة إلى وزارة الثقافة.

 

نسب اللوحة لعبد الهادي الجزار

 

وزارة الثقافة تستعيد لوحة عبد الهادي الجزار المفقودة من نصف قرن

وعلى الفور شكلت الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، لجنة فنية لفحص العمل والتأكد من أصلية ونسب اللوحة لعبد الهادي الجزار.

 

وتبين بعد فحص اللوحة من خلال أجهزة الفحص التكنولوجية الحديثة أن العمل أصلي ويعود تاريخه إلى عام 1964 وفقدت عام 1971.

 

ورثة وأبناء صاحب شركة للمقاولات

نقابة التشكيليين تشكر وزيرة الثقافة لإعادة لوحة عبد الهادي الجزار الأثرية

 

وقد تسلمت وزيرة الثقافة اللوحة في حضور فيروز الجزار وأنسي عمار المحامي بالنقد والدستورية العليا من ورثة وأبناء صاحب شركة للمقاولات، وهم هشام وإبراهيم ومحمود محمد عبد المالك والدكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية والأستاذ أحمد عبد الفتاح رئيس الإدارة المركزية للمتاحف بالقطاع.

 

 

وضع اللوحة في متحف الفن الحديث

 

وقد قررت وزيرة الثقافة وضع اللوحة في متحف الفن الحديث لتكون إضافة إلى مقتنياته الثمينة ووجهت الشكر للسيدة فيروز الجزار لإصرارها على أن تعود اللوحة مرة ثانية لوزارة الثقافة وأن تكون متاحة للجمهور في مصر والعالم وكذلك وجهة التحية لأولاد محمد عبد الملك للمقاولات لسرعة مبادرتهم بتسليم اللوحة إلى ملاكها فور علمهم به وعدم تفريطهم في أحد كنور الثقافة المصرية، وأهدتهم درع وزارة الثقافة تكريم لهم ولأسرتهم في الحفاظ على اللوحة كل هذه الفترة.

 

 

وأكدت أن أحد محاور استراتيجية عمل الوزارة هي الحفاظ على ما تملكه مصر من مفردات الهوية المصرية وكذلك العمل على استرداد كنوز مصر المفقودة في الداخل والخارج وأثنت على رغبة حائز اللوحة في أن تسليمها إلى وزارة الثقافة.

 

من هو عبد الهادى الجزار؟

 

وحسبما جاء فى موقع encyclopedia.mathaf ولد عبد الهادى الجزار فى الإسكندرية فى 1925، ولكنه انتقل إلى القاهرة فى 1936 عندما تقلّد والده، وكان عالم دين، منصباً فى جامعة الأزهر، واستقرت الأسرة فى حى السيدة زينب الشعبى، الذى يقع بين قاهرة العصور الوسطى وقاهرة الحداثة، وبالتالى نشأ الجزار مترسخاً بالتقاليد الدينية الحضرية: الموالد التى تحتفل بالأولياء الصالحين، والتصورات الصوفية للطبقات الشعبية، ولكنه كان أيضاً ابن الطبقة المتوسطة الحضرية والتى ترتبط ارتباطاً وثيقاً بنظام التعليم المصري.

 

وبدأ الجزار حياته الأكاديمية بدراسة الطب ولكنه تركها والتحق بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة فى 1945، وانضم إلى طلبة آخرين بما فيهم سمير رافع، وحامد ندا، وماهر رائف، وكمال يوسف، وإبراهيم مسعودة، وسالم الحبشى ومحمود خليل لتكوين جماعة الفن المعاصر تحت رعاية حسين يوسف أمين.

 

فى عام 1958 التحق الجزار بمعهد الترميم المركزى بروما فى إيطاليا. ولمدة ثلاث سنوات درس وتفوق فى مواد الترميم والرسم وتاريخ الفن والعلوم، ضمن مجموعة دولية من الطلبة.

 

سافر عدة مرات إلى أوربا خلال تلك الفترة، وزار المتاحف والكنائس والمعارض الفنية. وحالما انخرط فى الدراسة الفنية والعلمية الأوروبية تغيّر أسلوبه فى الرسم. فبدلا من صور القاهرة الحضرية، أنتج الجزار رسومات لآلات مستحيلة التحقيق ومواضيع حول التكنولوجيات المعقدة والفضاء الخارجي.

 

توفى الجزار عن عمر يناهز الأربعين عاما فى 1966، كان يدرّس فى كلية الفنون الجميلة، ويتذكر تلاميذه، على سبيل المثال نبيل مصطفى، شعورهم بالصدمة والحزن لوفاته المبكرة، ومازال الجزار يحظى باحترام كبير كأحد رواد فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية فى مصر، كما يستمر أسلوبه المميز بالتأثير على فنانين جدد.