عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من نحارب ؟!.. وكيف نحارب؟!

ما يحدث فى مصر الآن هو التجلى الأخير والأوضح فى مسلسل الصراع على اختطاف السلطة ووضع عربة مصر على الطريق الذى يريد كل طرف - من المتصارعين - أن تسير فيه ، والوجهة التى تتوجه إليها.

الإسلاميون الذين يعدون الأيام ويستعجلونها نحو الانتخابات البرلمانية استنفرتهم وثيقة السلمى الحاكمة للدستور القادم التى تقرر أن مصر دولة مدنية، ومعنى هذا أنهم لن يستطيعوا أن يجعلوها إسلامية فى الدستور القادم.. أما القادمون من الغرب بمشروعات العولمة والشرق الأوسط الجديد ونظرائهم فى الداخل فيتحركون بيأس ، بعد أمل   يريدون اللحاق بعربة السلطة التى تزحف بعيدا عنهم ، واستلاب أى سلطة بعدما فشلوا فى إمتطاء ظهر مصر والدفع برجالهم وأفكارهم لتقدم الصفوف، وبعد أن كانوا يريدونها علمانية صريحة وليبرالية جديدة،هاهم الآن يرتضون بتمرير ما يستطيعون تمريره قل أو كثر فى وثيقة حاكمة للدستور ، حتى ولو كانت استرشادية..المماحكة مطلوبة فى كل الأحوال.
والجريمة لا تخلو من أدلة اتهام تدين فلول الوطنى وبلطجيتهم فهم غير منزهين عن الغرض والمرض.
أما حكومة تسيير الأعمال فمشغولة بترقيع الميزانية والاستجابة النسبية لطلبات الفئوية وطمأنة المستثمرين الأجانب ليعودوا إلى قواعدهم حتى ولو عادوا بنفس الشروط والامتيازات السابقة، فهذا من وجهة نظر الحكومة السبيل الوحيد حتى لا تنفضح أو يجوع الشعب فتنفجر ثورة جياع، خاصة وأنه ليس هناك الآن من يمكن أن تتسول الحكومة منه مثلما كان يفعل النظام السابق بأركانه من القاعدة وحتى الرأس ، فقد ذهب القذافى وأيامه وتغيرت معادلات العلاقة والقبول مع دول البترول وصار الموقف حرجا مع البنك والصندوق الدوليين بعد افتضاح أمر الشروط المجحفة التى قادت – بعد الأخذ بها -  المصريين للانفجار .
ويبقى من اللاعبين الأساسيين على الساحة المجلس العسكرى الذى أراد أن يرضى جميع الأطراف وكل الفرقاء، ويلعب فى ذات الوقت دور البطل الرومانسى المنقذ وهو لا يملك من الخبرة فى إدارة شئون البلاد إلا ما تعلمه بعض أعضائه من نظام الحكم السابق فتصور أنه الأسلوب الأمثل لإدارة شئون البلاد ولملمة القوى المتنافرة ، فلم يرضى أحد ولم تغرى طيبته المتنمرين بل زادتهم جرأة عليه.
أما الطامة الكبرى، فتتمثل فى السادة المرشحين المحتملين للرئاسة الملهوفين على الدخول المظفر للقصر الجمهورى الذى داعب أحلام يقظتهم ونومهم ، ولأنهم طلاب سلطة وحكم فقد صدقوا ظنونهم،

ومنهم من لم يزل يقتات على حلمه لمجرد مشاركته فى انتخابات الرئاسة السابقة ، ومنهم من رآها فى الأفق دانية قطوفها، وقد تصور الأول والأخير أن الشعب يمكن أن يختاره لحكم مصر ورئاستها، لهذا فهم يتعجلون السلخ قبل الذبح.
هذه الأطراف اللاعبة (ناهيك عن أصابع المؤامرة التى تغيب عن مقدمة المسرح) ..كلها تواصل الشحن والدفع بأنصارها للميدان للتسريع بخطف ما تريد خطفه قبل خصومها، وفى سبيل تحقيق أهدافها فهى لا تتورع فى أن تدفع بالشباب الصغير المغرر به فى أتون معارك مرة ضد الشرطة ومرة ضد الجيش أو ضد أى سلطة تقف فى وجه أطماعها.
ويمضى الصراع يذكرنا بما كان يحدث فى الداخل المصرى قبل ثورة يوليو 52 من حروب بين القوى السياسية والحزبية أضرت بالبلاد ولم تنفع العباد .. والأسئلة التى لابد أن يبحث المصريون عن إجاباتها بأسرع ما يمكنهم وقبل فوات آونها هى: ماذا نريد بالتحديد؟ وممن؟ وهناك سؤالا آخر أهم : من نحارب .. وكيف نحارب؟ لنحافظ على ثورة يناير وندفعها للأمام للقضاء على بقايا النظام الفاسد ونجتث جذور الفساد التى ضربت وتوغلت فى التربة المصرية عبر سنوات الممارسة الطويلة.. ثم كيف نحقق العدل والعدالة الاجتماعية؟
هل يمكن لضمائر المخلصين المؤمنين الإجابة عن هذه الأسئلة لننجو بالوطن من حرب أهلية أو فى تقدير أقل تشاؤما انهيار مؤسسات الدولة وضرب أعمدتها، أو حتى تخريب ممتلكاتنا العامة والخاصة بأيدى أبنائنا الصغار تلك الممتلكات التى سوف يدفع الغلابة ثمن تعويضها اقتطاعا من قوتهم.
عاطف عبدالغني
مدير تحرير مجلة أكتوبر