رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أنا «اتجننت» خــلاص!

 


أنا بصراحة كنت مستغرباً، ثم عبرت مرحلة الاندهاش, وأخيرا أحسست بأنى سأجن، وبعد كده «اتجننت» فعلاً!
أما عن مظاهر الاستغراب فحدث ولا حرج، وبدأت عندما تسللت لحياتنا أحاسيس غريبة وعجيبة وشعور مترسخ باللامبالاة والتراخى لحد «الاستهبال».
ولو فتحت «أقواس» وطلبت منكم وضع بعض هذه الصور والمظاهر، سيبدع كل منا فى استعراض الأوضاع المقلوبة التى صارت منطقاً فى حياتنا وكأننا نتعمد السير عكس الاتجاه، أو بالمقلوب، وعلى «عينك يا تاجر»!

حضرتك شفت «حكاية» كاميرات الفيديو التى وضعت لتراقب حركة الناس والأشياء حول المنشآت الهامة، كالبنوك والأقسام، وتصور كل شاردة وواردة ولكن للأسف، لا يجلس عليها «مراقب» ليراقب ويبلغ عن أى مريب أو خطير، وبعد أن تقع «الواقعة» وتنفجر الأسوار وتتطاير أشلاء جثث الضحايا أطفال وكبار، نعود للسيديهات، حتى نشاهد ما حدث، ثم نضع -دائرة حمراء- حول وجه الإرهابى الذى زرع القنبلة فى وضح النهار؟!
ثم نتابع خطواته البهية وهو يتمايل فرحاً بنجاح مهمته وفرحته بإحصاء عدد الأرواح التى زهقت من جراء فعلته النكراء، وننشر صوره ولقطات الفيديو التى سجلت له، ونطلب من الناس التعاون للقبض عليه على طريقة «عشانا عليك يا رب».
ثم ندخل مرحلة الاندهاش، قبل أيام قلبنا الدنيا ولم نقعدها على إعلان حركة المحافظين حتى صدرت -ماسخة- بلا طعم ولا لون ليخرج كل «لواءات الجيش باستثناء المحافظات الحدودية طبعا وكأنهم «رجس» من عمل الشيطان، وهم خير أجناد الأرض ومثال الانضباط والسيطرة والنظام، ورغم نجاح بعضهم الكبير فى خدمة محافظته والنهوض بها خلال فترة وجيزة ومنهم اللواء دكتور محمد نعيم محافظ الغربية السابق، هذا الرجل الذى نقل المحافظة نقلة نوعية غير مسبوقة وحرك المياه الراكدة وحل مشاكل كان يعانى منها الناس خلال الأربعين سنة الماضية ورسخ منظومة الجولات الميدانية المفاجئة واليومية على المنشآت الصحية والخدمية، وأصبحت له بصمات لا ينكرها سوى جاحد، ومثله اللواء طارق المهدى الذى أحبه أهل الإسكندرية لنشاطه وجهده وكفاءته، وغيرهما رحلوا من مناصبهم لمجرد أنهم «عسكر» وبعضهم قال للرئيس السيسى، فى لقائه بالصحفيين، حضرتك، «عسكرت» المحافظات

يا أفندم، فرد سيادته «هيمشوا»!
أفهم أن يمشى -الفاشل- والنائم على «صرصور ودنه» والضعيف، ولكنى لا أفهم كيف يمشى الناجح والمتميز والمجتهد وصاحب الكفاءة فى الوقت الذى كنا نبحث «بإبرة» عن كفاءات مناسبة لتولى حقائب المحافظات؟!
نصرف مئات الملايين على بناء صروح طبية منها مستشفى سموحة بالإسكندرية ومستشفى طنطا العالمى ونجهزهم بأحدث الأجهزة والمستلزمات، ونقيم الدنيا ضجيجاً على الإنجاز الكبير ثم تحبس الأجهزة فى صناديقها الفاخرة حتى تتعطل وتصدأ، ويؤجل افتتاح المستشفى العالمى بطنطا بسبب عدم وجود «موظفين» وترفض وزارة التخطيط منح الدكتور عبدالحكيم عبدالخالق رئيس الجامعة ألف درجة وظيفية بنوعيات مختلفة من ثلاث آلاف درجة طلبها بالفعل، حتى تفتح المستشفى الجديد وتعمل بكامل طاقتها؟!
ثم تصدر أحكام قضائية نهائية بالإعدام على إرهابيين لا تنفذ، ونقدمهم لمحاكمات فى قضايا أخرى، ليستنزف مزيداً من الوقت والجهد والمال، ويموت شباب تحت الأقدام فى مباراة كرة قدم، ولا نعرف لماذا قتلوا ولا من قتلهم كما سبق وحدث، فى مجزرة بورسعيد، هل هو الإهمال أم التراخى أم تنفيذ مخطط دموى لإثارة الفتنة والبحث عن سبب جديد للفوضى أم هو كل ما سبق؟ أين المعلومات وبيوت الخبرة والاستخبارات والذى منه؟
ونصدر قرارات انضباطية لا تنفذ وخطط تنظيمية نضحك عليها وقوانين نلتحف بها ولكنها لا تحمى من شرد ولا برد وبعد كده تقول «عقل» يا عم روح؟!