رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إعلام «التلبيس والتهييس»!

الإعلام المصرى بلغ مرحلة من «التلبيس والتهييس» لا يمكن السكوت عليها, فقليله يحاول ترسيخ مفاهيم الوطنية, ولكن كثيره يسعى لترسيخ مفاهيم بعضها يعيدنا للخلف عشرات السنين وبعضها الآخر يريد ان يقذف بنا فى غيابات الجب!

وبين «البعضين» توجد بعض الإرهاصات المرتعشة التى تبذل جهدها لترسيخ الموضوعية والتقاليد والأعراف المنطقية من حيث عرض الافكار ونقد سلبيات الواقع المرير والعبور إلى مستقبل منطقى يتوافق مع معطيات الوطن والبشر والاحلام والطموح.
والمتابع لشاشات الفضائيات يجد نفسه ممزقا بين عدة وجهات نظر بعضها يحاول ان يفرض وصايته على الرأى العام ويحفر فى عقله الباطن نتوءات مشوهة من الشك واليقين.
بعضهم أيضا يسعى لتأكيد أمر يعتقده واقعا محسوسا, ويندهش كثيرا من نكرانه من جموع الناس ويكرر رسائله - حلقة بعد حلقة - ويستضيف كل أصحاب وجهات النظر التى تسايره فى منطقة المشوه فى محاولات مشبوهة لنزع أفكار باتت مزروعة فى نفوس الرأى العام, وكأنه أقسم بالله على «خرابها»!
هناك أيضا من يصر على استنزاف مشاعر المواطنين ويعزف على وتر معاناتهم, مثله كمثل «الندابين» فى جنازات غاليين الزمن اللئيم! على طريقة – يا سبعى – يا جملى!
وفى سبيل ذلك يستدعى كل سوءات الدهر ويعيد ويزيد الخطى والمزايدات فى شارع الظلام الحالك الذى لن يظهر له شمس ولا حتى قمر!
وتسأل لماذا يسير الكثيرون فى طريق «الندامة والتشكيك والتهجيص والتهييس والتلبيس»؟ فلا تجد جواباً يشفى ويريح, اللهم ان هذا الطريق هو الذى يشد الناس ويجذب آذانهم ويسير مع ميولهم وطباعهم النكدية ونفسيتهم الجريحة والمريبة التى فقدت مع سنوات الهوان والتفريط والجزع, اليقين والأمل؟
وبالتالى فإن كل «شاشة» تسعى لمن يجلب لها دنانير الإعلانات ودولارات الهواء المدفوع مقدما! لجهات ومراكز لها مصالحها واتجاهاتها الرمادية.
والحل باختصار ليس سهلا طالما أن إعلام الدولة الوطنى ما زال يسير فى طريقه التقليدى والذى أصبح ممجوجا ومرفوضا أمام «غول» الإعلام الخاص الذى يوفر الإمكانيات ويخوض فى كل الحارات سعيا للإثارة المنبوذة والتميز المقزز فى كثير من الاحيان لعرض

كل ما يسىء ويجذب الأنظار سواء وافق هوى الحقيقة أو صادف هوى الشيطان الرجيم.
الإعلام الوطنى هو القادم وهو الحل فى مواجهة إعلام التهييس والتهجيص, والبخور وإعلانات الطول والعرض والزرع والنفخ, والانتماء المايع ولعبة «على كل لون يا بطسته»!
فقط لابد أن نمسح الوجوم ونلغى الكآبة المصطنعة على وجوه مذيعى الإعلام الوطنى ونمزق الياقة البيضاء وربطة العنق «الخنيقة» فقد شبعنا من - زنقة - الكرسى الوثير وتخمة التثاقل فى طرح السؤال والذعر المرتقب من الإجابات المفاجئة فنفس هؤلاء المذيعين, هربوا من «تثبيت» القنوات العشرة وهم الذين نجحوا وتألقوا فى الإعلام الخاص بعد ان أتيحت لهم فرصة الانطلاق والإبداع بلا خوف من رقيب مرتعش أو حسيب منافق.
وهم الذين يقدمون الآن إعلاما هادفا ورسائل موضوعيه تفيد المجتمع وتدفعه للامام ومن أمثلتهم: تامر امين وأسامة كمال ومعتز الدمرداش وغيرهم مذيعون ومذيعات يقدمون برامج ناجحة وبنسبة مشاهدة وإعلانات كبيرة كما أتمنى ان ينتهج تليفزيون مصر فكرة الاستعانة بالصحفيين الذين أثبتوا جدارة فى تقديم برامج التوك شو ومنهم الصحفى الكبير محمد مصطفى شردى وإبراهيم عيسى وعمرو الليثى ووائل الإبراشى وأحمد موسى وجابر القرموطى.
أعمدة الدولة - المسوسة - يجب نسفها ببناء أعمدة جديدة راسخة على الشفافية والشجاعة والإرادة الوطنية التى تعلى المصلحة العليا بعيدا عن التهييس والتهجيص والمناورة والمزايدة على الوطن والمواطن!