رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"مش ناقصة" حرق دم !

فعلاً – الحكاية - أصبحت مستفزة, خونة يعايرون بعضهم على خياناتهم للناس والبلد, على طريقة إذا اختلف اللصان ظهر المسروق, ونستشعر الحرج فى التعامل مع المنطق فى مواجهة العنف والإرهاب و«سبوبة» الجمعيات,

والتطاول المزرى من أشخاص أقل وصف لهم, أنهم يقفون عند مستوى «سوء الظن»! ومع ذلك نجد بعض القنوات الفضائية تزايد وتتسابق على استضافتهم من أجل التجارة وجذب المشاهدين رغم أنهم فى الواقع خارج نطاق المسئولية ولكنهم يتكلمون وكأنهم «مسئولين بجد» وعند مستوى المسئولية الوطنية, نشطاء وخبراء وفقهاء, يتحدثون فى كل المجالات ويطلقون سهامهم الطائشة على الجميع بدون وازع من علم أو ضمير!، وحروب كلامية تشتعل على كلمات بلا معنى وكأننا نبحث عن قضية!
فقهاء «غرز» يطلون علينا بتعبيراتهم السوقية ليدللوا على أننا نسير للخلف بسرعة كبيرة, يلقون فى وجوهنا بكل قبيح ورذيل, وينفخون فى نار الفتنة ويفتحون باب «الشيطان» فى قضايا وطنية لا يجوز التشكيك فيها أو المزايدة عليها, حتى المسلمات الوطنية لم تسلم من ألسنتهم الجارحة والبذيئة!، نسخر من القيمة, ونعلى من التفاهات وكأنها محور الكون!
رغم بوادر الأمل ورغبة الحكومة الصادقة لتجاوز كل المحن والتصدى للسلبيات وحل مشاكل المواطنين على مستوى الخدمات الصحية والتعليمية والمرفقية, رغم كل ما نلمسه من صدق وإخلاص, يحاول البعض جرنا إلى عصور الظلام والتنطع, والتسيب واللامبالاة, رجل الشارع البسيط يقف فى كلامه عند نقاط محددة ولكنها غائبة عن رجال إعلامه للأسف الشديد, باستثناء قلة ما زالت تتمسك بالمهنية, وتحاول التنوير فى غياهب الجب ومطاردة سراب مستقر!
نتحرك بسرعة وعصبية وحماس عند وقوع كل مصيبة, وتعقد اجتماعات وتصدر قرارات نظن أنها ستنفذ, وبعد ساعات, «تعوم» المسألة وتترنح القضية بين فصائل المصلحة ونقط تمركز القرار, ونشعر بأن الإرادة فى حل القضايا المصيرية غائبة! ليموت من يموت على الطرق وتزهق الأرواح فى كمائن الإرهاب, والدم «مصرى» موقع بختم الصمت على المصائب وكأنها قضاء وقدر!
ونسمع الآن تصريحات الضرب فى المليان, فى مواجهة العنف المحاط بنا, وأخشى ما أخشاه أن تكون صورة كربونية من تصريحات العام الماضى عندما هددتنا الفئة الضالة

بالحرق والخراب, فى مثل هذه المناسبة وخرج علينا وزير الداخلية ليقول «ما تخفوش» هنتصدى وهنضرب فى المليان, وحدث حرق وأزهقت أرواح وخربت منشآت تعليمية وأمنية, لماذا لا نساير رجل الشارع فى خطوته؟.. ولماذا لا نتحدث بلسانه فى القضايا التى لا تحتاج إلى تمويل وتفنيد وبحث, تحتاج فقط إلى قرارات وقوانين صارمة تفرض الهيبة فى الشارع وعلى الطرق السريعة وفى المنشآت التعليمية والصحية, بدون لجان التعقيم والتجميد, لماذا لا نطارد رؤوس الفتنة الطائرة ونقدمهم للمحاكمة بجرائم تحريضهم وخياناتهم؟.. ولماذا لا ندفع التعويضات من أموال المخربين؟.. لماذا لا نفعل الصح ولا ننتظر حتى خراب مالطة؟.. هل تصدق أن رئيس أى جامعة فى مصر المحروسة لا يستطيع أن يجبر أستاذ كلية الطب أن يمارس الطب لطلابه فى المستشفى الجامعى ويعالج المرضى «الغلابة» فى عنابر الموت الأزلى, بحجة أنه «يدرس» فقط مثل أستاذ الحقوق الذى يدرس القانون ولا يذهب للمحكمة, رغم أن معظم الأساتذة فى الكليتين له عيادات  ومكاتب عامرة بالزبائن البؤساء!
ماذا نحتاج لضبط الأسواق وحركة المرور بالطرق السريعة ومواجهة الإرهاب الأسود وتخفيف العبء عن كاهل المصرى الكادح الذى فوض واستعوض؟.. نحتاج إلى إرادة وقانون, أما المطالبات السوفسطائية التى تعتمد على إيقاظ الضمائر, فإنها تضيع كما تضيع قطرات الندى مع سطوع الشمس, هل نطلب المستحيل, والله سهلة, وكفاية كده علشان الحكاية «مش ناقصة حرق دم»!