عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مبادرة مصيرها الفشل..!!

كتب أحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري المعارض على "الفيس بوك" مبررًا موافقته على الحوار مع نظام الأسد، قائلا: "هناك دول تعد ولا تفي، وهناك من يقول للسوريين اقتحموا ثم يتركهم وسط المعركة، وهناك من تعهد بدعم الثوار ثم يتركهم في الموت، وهناك من يجلس على أريكته ثم يقول اهجموا، لا تفاوضوا، وهناك صمت دولي وخنق للثورة".

هذا توصيف دقيق وواضح ومحدد لطريقة تعامل المجتمع الدولي مع الثورة السورية طوال عامين، وارتباكه الذي يصل إلى حد التواطؤ مع الإجرام الأسدي المتوحش.
فهل لذلك وجد الخطيب نفسه مضطرًا لطرح مبادرته الشخصية للحوار مع النظام للتوصل لحل سياسي؟.
أتصور أن الخطيب ليس واهمًا، فهو يدرك من داخله، ومن معرفته بحقيقة ذلك النظام، ومن النهج العسكري الفظ لقمع الثورة أن دعوته لن تفضي إلى الدخول في حوار جاد، ولو بدأ هذا الحوار فلن ينتهي إلى تلبية مطالب الثورة وعلى رأسها رحيل الأسد، لكنه أراد القول للعالم إن المعارضة ليست مغرمة بالحرب، فهي لا ترفض الحل السياسي، رغم أنها تخوض حربا دفاعية في مواجهة عملية سحق يومية للشعب من جانب عصابة دمشق، كما أراد الخطيب إحراج العصابة التي تتاجر بالحل السياسي عبر الكلام المزيف وليس الفعل على الأرض، وتزعم عدم وجود طرف معارض يمكن التحاور معه، فالمعارضة في حساباتها عبارة عن عصابات مسلحة ممولة من الخارج!.
بالطبع، العصابة غير جادة أبدا في أي حوار، أو حلول سلمية، فقد كانت هناك عشرات الفرص لإنجاز حلول تحقن شلالات الدماء والخراب الواسع لكنها أفشلتها متعمدة حيث لا أتفق سياسيا لدى نظام عائلي طائفي كهذا، لكن رأس المعارضة والثورة السورية في شجاعة أو مغامرة منه يضع العصابة أمام اختبار صعب عليها أمام العالم بأن هناك معارضة مستعدة للحوار والحل، فأين أنتم ؟!.
كذلك فإن مبادرة الخطيب تحرج المجتمع الدولي سواء الطرف الذي يتحالف مع نظام العصابة ولا يمل من الحديث عن حلول سياسية، أو الطرف الذي يقول إنه من أصدقاء الشعب السوري بينما هو لا يفعل شيئا مهما لهذا الشعب سوى الشجب والإدانة لجرائم نظام الشبيحة، ورفض التدخل العسكري، والدعوة للحل السياسي. الطرفان الآن أمام ساعة الحقيقة، إما أن يتفقا لوقف نزيف الدماء البريئة، وإما يتأكد نفاقهما !.
إذًا، من يقولون إنه لا حل إلا بالحوار عليهم تفعيل دعوة الخطيب، وأقصد موسكو وطهران وبكين وحزب الله، حتى لو كانت العقدة في أي حل هي رحيل الأسد، فلا يمكن أن يفرض حاكما على شعب، أو أغلبية شعب لا تريده خصوصا بعد سفك كل هذه الدماء على يديه من أجل التشبث بالسلطة. لا يجب أن تكون هناك خطوط حمراء إذا كانت هناك جدية في إنقاذ سوريا الشعب والدولة من التفكك والانهيار.
مبادرة الخطيب تقول إن الحوار

لا يكون مع الأسد، ولا مع من تلطخت أياديهم بدماء الشعب السوري في نظام العصابة، وهو يطرح فاروق الشرع للتحاور معه، لكن هذا كلام غير عملي لأن الشرع جزء من النظام الملطخة أياديه بالدم، فطالما هو مازال موجودا في هذا النظام فهو جزء منه، وهو شريك في كل جرائمه، وإذا قيل إن الشرع مغلوب على أمره وهو وجه مقبول للتفاوض فهل ستكون لديه مساحة من الحركة للتوصل لاتفاقات مع المعارضة تكون قابلة للتنفيذ علما بأن السلطة كلها مدنية وعسكرية هي في أيدي شخص واحد فقط وهو الأسد؟!.
الأسد لا يفكر أبدا في أنه خارج أي حل، بل أن الحل في يديه هو، بمعنى أنه لا يفكر في كونه أساس المشكلة، بل يرى أنه خارج أي سياقات احتجاجية، والأزمة عنده هي بعض مطالب للمعارضة لا تصل إلى مقام الرئاسة، ولا كونه الرئيس الرمز، والرئيس الأب، والسلطة الجامعة لكل السوريين، والمحبوب من الشعب كل الشعب، وأن هؤلاء الذين يطالبون برحيله هم مجرد عصابات إرهابية مسلحة مدعومة من الخارج لتنفيذ مؤامرة دولية لأنه مقاوم وممانع!.
الخطيب يقول إن أساس مبادرته هو التفاوض على رحيل النظام.
لكن هل يمكن أن يفاوضه الأسد على رحيله؟.
هذا مستحيل في تصورات الأسد الخارجة عن الواقع والزمن.
الحالة الوحيدة التي يمكن التفاوض فيها على الرحيل أن يتوصل الكبار إلى صفقة بهذا الشأن، وهم: موسكو واشنطن، بشرط أن تمررها طهران، لكنني أراه أمرا صعبا .
مصير مبادرة الخطيب هو الفشل، فلا الأسد سيترك السلطة، ولا إيران ستسمح له بذلك، وما لم يكن هناك اتفاق دولي على رحيله فإن رحيله لن يكون إلا باستمرار الحرب، لكن ستكون أرقام الضحايا مفزعة، وستكون سوريا قد سويت بالأرض.
طاغية يبيد شعبه، ويدمر بلده حتى يبقى هو.
قديما كان هناك نيرون روما.
واليوم هناك نيرون دمشق، لكنه الأسوأ، والأفظع.