رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يوم الرعب العظيم ..!!

نجحت فرق وأطياف في المعارضة المصرية في تحويل يوم 25 يناير من يوم احتفالي بالذكرى الثانية للثورة يشارك فيه المصريون جميعا إلى يوم للرعب العظيم لدى الشعب الحائر بتأثير سيول التصريحات عما سيحدث في هذا اليوم من مظاهرات واعتصامات وتحذيرات وتهديدات للسلطة بأنها إذا لم تنفذ المطالب التي ترفعها فإن أبواب الجحيم ستفتح عليها.

هناك حالة حقيقة من الذعر تعتري المصريين من هذا اليوم الذي باتوا يحلمون بألا يأتي، رغم أنه واحد من أيام مصر الخالدات لكن هناك من يتعمدون مواصلة الإساءة إليه وإلى الثورة وتشويههما وربطهما في ذاكرة المصريين بالمخاطر والعنف والصراع والاشتباكات الدموية واللاستقرار لتدخل البلاد عامها الثالث على الثورة وهي تعيش في نفس الدوامة المدمرة.

هل هؤلاء لا يدركون طبيعة الشعب المصري الذي يريد الهدوء والعيش والعمل والأمن، وهل لا يدركون طبيعة المرحلة التي تمر بها مصر المنكوبة بنخبتها وبسياسييها وحزبييها ونشطائها وبشركاء الثورة بالأمس فرقاء الانقسام والكراهية اليوم وكأنهم أعداء ماهرون في تدمير بلدهم وإعادته للوراء قرونا.

لماذا هذه التصريحات العبثية ممن يشوهون المعارضة وفكرتها ورسالتها السياسية النبيلة بترويع شعب يحلم بيوم واحد بلا مشاكل أو أزمات وكأن هذا النوع من البشر قد نذر نفسه للتخريب والتعطيل وتدمير ما تبقى من البلاد ليضع نفسه في حالة عداء مع المواطنين؟.

نفس الأسطوانة المجنونة دارت العام الماضي متوعدة المجلس العسكري الحاكم آنذاك بالإطاحة به في ثورة ثانية وانطلقت دعوات للإضراب والعصيان المدني وتعطيل المرافق وهناك تسجيل لأحدهم وهو يخطط لكيفية إجبار مرافق مهمة وحيوية للجمهور على غلق أبوابها لكن كل ذلك فشل فشلاً ذريعًا وكانت صفعة عنيفة على وجوه فاقدة للبصر والبصيرة.

التظاهر السلمي حق مشروع لكن دون أن يخرج عن سلميته ولو بإلقاء ورقة وليس طوبة على الأرض أو على شخص أو على مرفق عام أو خاص، والاعتصام حق مشروع لكن دون تعطيل للميادين والشوارع والمصالح ويكون فيما يستحق وليس للتسكع في التحرير، والدعوات إلى مظاهرات يتخللها عنف أو اعتصام يوقف حركة الحياة أو عصيان مدني بالقوة أو الانقلاب على النظام الشرعي فهذا كله مرفوض ويخرج عن كونه دعوات مشروعة إلى دعوات تضليل وتخريب لا يجب أن تمر من دون محاسبة.

أقول لهذا النوع من المعارضة: إن هذا الأداء البائس

هو سبب فشلها في الشارع لأنها تكتسب عداء المواطنين الذين ملوا وكرهوا المظاهرات وكل ماله علاقة بها واطمئنهم بأن ثورتهم الثانية لن تقوم لها قائمة وأن عصيانهم المدني فاشل وأن الإضراب مستحيل وأن كل الدعوات من هذا القبيل هي من الأحلام وهذا ليس بسبب أن السلطة محبوبة من الشعب وأنها حققت له إنجازات مهمة لذلك يقف وراءها ويتمسك بها ويدافع عنها وإنما لأن الشعب يريد من يعطيه أملاً في الغد وليس من يدفعه لليأس والإحباط ويعيد عقارب الساعة إلى الوراء بثورة جديدة.

الذين خرجوا للتصويت بـ "نعم" على الدستور ليسوا كلهم إسلاميين مؤيدين للرئيس، بل منهم نسبة معتبرة تأمل في الاستقرار حتى تسير المركب، ونسبة معتبرة ممن قالوا "لا" هم لاعلاقة لهم بالمعارضة، هم مواطنون عاديون مصدومون من السلطة التي لم تلب تطلعاتهم ولم تحل أزماتهم لذلك مارسوا الاحتجاج المتحضر من خلال صندوق التصويت وليس من خلال التحرير والاعتصامات وإلقاء الطوب والخرطوش والمولوتوف.

المعارضة بهذا السلوك تقدم خدمات جديدة للإسلاميين، حيث تجعل الجمهور يتمسك بهم ويرى فيهم أناسًا أكثر عقلانية ورغبة في الاستقرار رغم أنهم متعثرون في الحكم حتى الآن، ولهذا فإن الناس تمنحهم أصواتهم.

نحن على أعتاب انتخابات برلمانية غاية في الأهمية وبدل أن تنزل المعارضة إلى الريف والحضر لدعوة المصريين لانتخابها لإسقاط الإخوان من خلال الديمقراطية فإنها تنزل إلى التحرير لتعطي مزيدًا من الرسائل السلبية للاستثمار والسياحة والخارج والداخل بأن مصر غير قادرة على الوقوف على قدميها ولا تستحق المساعدة.

[email protected]