رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عن أي حل سلمي يتحدثون؟!

بلا أوباما، بلا بوتين، الشعب السوري الثائر على أبشع طاغية لا يريد شيئا من هذا، ولا ذاك، فالأول متواطئ سرا، والثاني علنا لخدمة نظام الرعب وإعطائه فرصة مفتوحة للبقاء، لأنه أفضل من يخدم الأمريكان والروس والإسرائيليين،

ودعك من أكذوبة اسمها المقاومة، والشعب الثائر لا ينتظر وساطة الإبراهيمي الذي قال أخيرا ما كان يجب أن يقوله منذ اليوم الأول لمهمته وهو أنه لا مكان للأسد في سوريا، فهذا هو صلب الحل السياسي الحقيقي، والإبراهيمي قال ذلك بعد أن أيقن أن مهمته فشلت، أو بعد أن نوى الاستقالة من وساطة ظالمة بين قاتل ومقتول، وعليه ألا يواصل حديثه عن اتفاق جنيف وكونه أساس الحل، فأي حل هذا الذي لا يتحقق منذ يونيو الماضي حيث انعقد مؤتمر جنيف، وكم سقط من الشهداء، وكم دمر وخرب ذلك الحاكم المهووس هو وحلفاؤه من محور الشر طوال تلك الفترة؟.
أمام حل سياسي شبه مستحيل فإن الجيش الحر وكل المقاتلين باتوا يدركون أنهم لا يملكون غير صدورهم المفتوحة وأرواحهم وما تيسر لديهم من سلاح لمواصلة القتال دفاعا عن أنفسهم وعن الشعب، لقد فرض على السوريين القتال وهو كره لهم، لا أحد يريد القتال أو يسعى إليه، كانوا مسالمين يرفعون أغصان الزيتون ويحملون رايات بيضاء لكن السفاح ظل يحصدهم حصدا، فماذا يفعلون؟.
ما أشجع هؤلاء المقاتلين الذين يعدون أنفسهم في عداد الشهداء في أية لحظة في مواجهة وحش تتري في سفك الدم. والمجتمع الدولي، أو القوى الكبرى هي أكذوبة، فلها مكاييل عديدة توظفها حسب مصالحها فقط ولا تهمها مصالح الشعوب. روسيا محكومة بمافيا، وهي وريثة إمبراطورية زائلة كانت وبالا على الشعوب التي أخضعتها بالقوة لعبادة الفرد وسحق أي صوت يريد حرية أو كرامة لذلك لم تعمر، والمافيا الحاكمة التي ورثت الإمبراطورية الهاوية تسير على نفس الطريق فلا هي تعرف معنى قيمة الحرية ولا الديمقراطية ولا قيمة الفرد وكرامته، وهي تخسر دوما، وستخرج من سوريا خاسرة حتما. وأمريكا التي تدخلت في ليبيا عسكريا رفضت ذلك في سوريا مع أن طاغية ليبيا وسوريا من نفس السلالة ويشربان من نفس الدماء، قدر الثورة العظيمة أن سوريا لا نفط فيها، وهناك إسرائيل التي تريد بقاء الأسد فلا نظام حقق لها أمنا وأمانا وتنسيقا سريا في كل صغيرة وكبيرة كما فعل نظام الأسد من الأب إلى الابن، ولا أحد يتاجر بالقضية الفلسطينية وينكل بالفلسطينيين في كل مكان كما فعل هذا النظام الطائفي البغيض.
الثوار عزموا أمرهم على خوض حرب التحرير شارعا شارعا، وقرية قرية، وبيتا بيتا، وقد تطول المعركة، فالجزائريون واصلوا النضال عقودا وسقط منهم مليون شهيد، لا أحد يريد سقوط مزيد من الضحايا، لكن ما العمل مع نيرون

دمشق الذي لا يشبع من القتل؟.
إحصائيات الأمم المتحدة تقول إنه سقط 60 ألف شهيد، ويقال إن العدد مائة ألف، إذن لو كان حصل التدخل الدولي منذ البداية غالبا ما كان قد سقط كل هذا العدد ذلك أن تدمير القدرات العسكرية للعصابة كان سيفقدها القدرة على مواصلة الحرب الجوية، أما البرية فإن الجيش الحر كان كفيلا بإنهائها سريعا فهو رغم القصف بالطائرات يحرر كل يوم أرضا جديدة، والتدخل كان سيسرع انضمام السوريين الخائفين والمحاصرين والرهائن للثورة كما حصل في ليبيا فلا يبقى للنظام من ظهير يحميه.
انتهت جولة الإبراهيمي في دمشق قبل أسبوع، كما انتهت مباحثاته مع الأمريكان والروس في جنيف الجمعة الماضي من دون نتيجة، فليست هناك نية دولية للتحرك الجاد لإنقاذ السوريين ،ورسالة الأسد في خطابه الأخير أنه لن يتراجع حتى آخر سوري وآخر جندي لديه، والثوار من جانبهم لن يتراجعوا بعد 60 ألف شهيد، وهم تمرسوا على القتال والتخطيط والتنظيم وإدارة المناطق المحررة، وبوادر النصر تلوح بالضربات الناجحة التي يوجهها الجيش الحر وكل المقاتلين أيا كانت أسماؤهم أو انتماءاتهم إلى ما تبقى للأسد من ذراعه العسكري التي يجري قطعها جزءا جزءا بمحاصرة المطارات والثكنات التي تأوي الدبابات والمدرعات والسيطرة على الحواجز والطرقات التي تمد جنوده بأسباب الحياة، هناك تكتيك عسكري واضح ومتميز وناجح ومؤثر ولو توفرت للجيش الحر الصواريخ والمضادات التي تصطاد الطائرات لتم إسكاتها في زمن قياسي لينهار تماما جيش النظام.
في الفترات الأولى للثورة ضد الطاغية وداعميه من أمثاله لم نكن نتصور أن السوريين سيكونون قادرين على مواصلة هذا العطاء اليومي من دمائهم وكان التوقع أنهم في مرحلة قريبة سيعودون ويسلمون لكنهم يدهشوننا بمواصلة المواجهة.
لذلك نحن متفائلون بانتصار ثورتهم.
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن ينتصر، ولابد للقيد أن ينكسر