رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مرسي - قنديل.. لا وقت لهدوء الأعصاب

هل الرئيس محمد مرسي، ورئيس حكومته هشام قنديل لا يدركان خطورة الوضع الذي تمر به البلاد؟، وإلا ما هو تفسير هدوء أعصابهما في إنجاز تعديل محدود في الحكومة استغرق 12 يومًا؟، وماذا لو كان سيتم تشكيل حكومة جديدة برئيس جديد، هل كانت الولادة القيصرية المتعثرة ستستغرق أيضًا ما يقرب من شهر كما حصل مع التشكيل الأول لتلك الحكومة المتعثرة في حل أي أزمة؟، بل إن الأزمات تفاقمت وتزايدت في عهدها ومع ذلك يصر مرسي على إبقائها دون ابتداع حلول غير تقليدية لإنقاذ السفينة التي تتقاذفها أمواج عاتية داخلية وخارجية.

هل يضع الاثنان - مرسي وقنديل - أقدامهما في ماء بارد وكأنهما يجلسان على شاطئ بحر في أيام صيفية وهما يرممان حكومة ضعيفة على مهل ودون حساب لقيمة الزمن؟.

هما بذلك يبعثان للشعب برسالة سلبية بأنهما ربما لا يشعران بخطورة - ليس كل يوم إنما كل ساعة- تعيشها مصر في ظل ظروف اقتصادية وأمنية وسياسية متدهورة.

استهلاك كل هذا الوقت أنتج في النهاية تعديلا محدودا وهم مجموعة وزراء قادمين من المجهول - مثل الذين خرجوا - لا نعرف عنهم مواهب أو خبرات خاصة، ومع ذلك ربما يكون الخير في دخولهم الحكومة.

هل سيكون عصر مرسي هو عصر الحكومات التي ترى النور بعد معاناة البحث الطويل عن وزراء، أو صعوبة إقناع شخصيات بالتوزير؟، والمدهش أنه بعد أن كان في مصر ملايين من المشتاقين للحقائب يصعب اليوم العثور على واحد منهم، وفي النهاية يكون المنتج غير مقنع، أليس ذلك علامة قلق لمرسي نظامه، لأن كثيرين يفضلون النأي عن تحمل المسؤولية معه للشعور

بعدم القدرة على تحقيق إنجاز يرضي الشعب في ظل ضبابية الوضع العام واستفحال الأزمات؟.

كل يوم يمر على مصر فإن كلفته تكون غالية لأن الأوضاع غير مستقرة، بل صعبة اقتصاديًا وأمنيًا وسياسيًا واجتماعيا وأخلاقيا، ومن مظاهر ذلك تواصل نزيف الاحتياطي النقدي، واستمرار تراجع الجنيه، وفشل عطاءات البنك المركزي حتى الآن في تثبيت سعره المرتفع، أو إعادته إلى السعر الذي كان عليه قبل صعوده، ومناخ الاستثمار يسوده عدم الثقة، والسياحة في هبوط، والانفلات الأمني يدخل مرحلة مخيفة حيث تتعملق البلطجة، أما الأزمة السياسية فهي مازالت في النفق المظلم من دون حل رغم إقرار الدستور.

هناك أزمات عويصة تمر بها مصر أشدها الاقتصادية لأنها مرتبطة بمعيشة وحياة ملايين المصريين، وهي لن تنفك إلا بحلحلة الأزمة السياسية، وتهدئة الأوضاع على الأرض، وهذا يتطلب من الحكم والمعارضة التفاهم في هذه النقطة وتقديم تنازلات من الجانبين لتعيش البلاد العام الجديد فيما يشبه الهدنة حتى يحدث الهدوء ويعود الاستقرار تدريجيا ويتحرك القطار على الطريق وتخرج الأزمة الاقتصادية من عنق الزجاجة، وإلا فإن القادم سيكون مقلقا جدا.

[email protected]