رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صلاح عبد المقصود.. والمذيعة الساخنة

استمعت للمقطع الذي تضمن عبارة غير موفقة قالها صلاح عبد المقصود وزير الإعلام لمذيعة قناة دبي.

لا أفترض سوء نية عبد المقصود، أو أنه وزير "مغازلجي"، والله أعلم بحقيقة النوايا، لكني افترض أنه أراد الاستظراف فلم يكن موفقا. الكلمة مثل الرصاصة تنطلق ولا تعود، وقد تقتل، وهذا يحتم على أي إنسان أن يضبط لسانه، وخصوصا ممن هو مثل عبد المقصود لأنه إخواني يحمل كتاب الفضيلة في جيبه وعمله وفي تعامله مع الجمهور، ولايعني ذلك أن من ليس إخوانيا أو سلفيا أن يكون متحللا من الأخلاق، فالمفارقة أن ما يمس الأخلاق خرج من الإسلاميين الأكثر تشددا في مسألة الأخلاق : البلكيمي، وونيس، وانضم إليهما ياسر برهامي لكن في فضيحة سياسية بلقائه السري مع أحمد شفيق قبل إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية بيومين، وقد ظل يناور في عدم الاعتراف باللقاء رغم الكشف عنه حتى اضطر لذلك بعد أن ساء موقفه، ويضاف إلى هؤلاء السلفيين الثلاثة الكشف الجديد وهو لقاء رجل الأعمال الإخواني حسن مالك مع أحمد شفيق أيضا مرتين الأولى عند صديق مشترك والثانية في بيته قبل الترشح للانتخابات. إزاحة الستار عن هذه اللقاءات جاءت من شفيق وتوقيتها مقصود فهو محال للجنايات في قضيتي فساد وهناك بلاغات في قضايا فساد أخرى تنتظر، فماذا يريد الجنرال الوصول إليه من كشف لقاءاته بالسلفيين والإخوان؟. وهل لذلك علاقة بالقضايا والبلاغات؟. أم أنه يريد القول أن من يحكمون الآن كانوا يسعون إليه وأنهم ليسوا منزهين؟.

والسؤال الآخر: لماذا يظهر السلفيون والإخوان أمامنا في خندق مضاد لشفيق، وهم كانوا يلتقونه سرًّا ويسعون لعقد الاتفاقات معه؟.

نعود إلى صلاح عبد المقصود الذي يجب أن يقدر الكرسي الذي يجلس عليه، ويقدر البيئة السياسية والأيدلوجية القادم منها، فالعين مصوبة عليه في حركاته وسكناته ويفترض أنه يعلم ذلك وما قاله لم يكن قبل التسجيل بل كان مع بدء محاورة المذيعة له.

لكني الأهم عندي من الكلمة العابرة للوزير هو أنه كان يجب أن يفكر قبل لقائه بالمذيعة الساخنة فهي تدعى زينة يازجي وكانت من نجمات قناة "العربية" ثم جاءتها التعليمات من النظام السوري بترك تلك القناة، ونفس الرسالة وصلت للإعلاميين السوريين في "الجزيرة" بالاستقالة لأن القناتين حسب زعمه تتخذان موقفا عدائيا من النظام، وهو ليس موقفا عدائيا

لكنه فقط إبراز لجانب من حقيقة المجازر البشعة التي يرتكبها الأسد بحق شعب ثائر يطالب بالحرية. النظام الطائفي القميء لا يسمح للإعلام الحر بالتواجد في سوريا حتى لا ينقل ما يجري هناك، وكان يسعى لتجيير الآلة الإعلامية العربية والدولية لخدمة أكاذيبه بأن ما يحدث ليس ثورة شعبية بل مجموعات إرهابية مسلحة، لكنه فشل ونجح الثوار في تسريب فيديوهات تبرز حجم الشناعة في الإبادة اليومية للشعب الذي يواجه منفردا تحالفا من الأشرار.

المدعوة زينة كانت من أوائل من نفذوا تعليمات دمشق واستقالت على اعتبار أن "العربية" غير متوازنة والقصد الحقيقي أن القناة غير منحازة للقاتل، ولم تكتف بالاستقالة بل هي وزوجها الممثل عابد فهد لم ينحازا للثورة ولم يقفا على الحياد، وهي تعمل في تلفزيون دبي ومن المفارقات المدهشة أن برنامجها في "دبي" مهتم بالربيع العربي فكيف لمذيعة لا تؤمن بالربيع في بلدها أن تتحدث عن ربيع البلدان الأخرى اللهم إلا إذا كانت تأخذ خطا معاكسا لثورات الحرية وبتوجيهات لدس السم في العسل.

هل كان وزير الإعلام يعلم أن من تجلس أمامه هي معادية لحرية السوريين من أبناء شعبها وبالتبعية فهي معادية لحرية المصريين وبقية الشعوب الثائرة، فربيع سوريا هو استمرار للربيع العربي، وليس مؤامرة كونية على معقل المقاومة الكاذب، فالنظام المقاوم لم يقاوم إسرائيل يوما ولا نصف يوم إنما هو يقاوم ويحارب شعبه الآن ويرتكب مجازر شنيعة.

كان واجبا ألا يلتقي عبد المقصود هذه المذيعة فهي لا تستحق أن تتنسم هواء الحرية في مصر الحرة.