عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إعلام الهرولة إلى.. " شبه الرئيس "!!

بعد "دريم"، بدأت قناة "الحياة" التنويه عن حوار أجرته مع أحمد شفيق ويفترض أن يكون قد أذيع في برنامج "مصر الجديدة" مساء الأربعاء 12 سبتمبر الجاري. إنه موسم هرولة الإعلام للمرشح الخاسر في انتخابات الرئاسة في مقرّ إقامته بدبي حيث ذهب لأداء العمرة فاستطاب المقام هناك.

منذ وضع المستشار أسامة الصعيدي قاضي التحقيق في قضية أرض الطيارين اسم شفيق على قوائم ترقب الوصول والممنوعين من السفر للتحقيق معه في بيع 40 ألف متر لنجلي مبارك بأقل من 75 قرشًا للمتر وهو ضيف دائم على الفضائيات المصرية والعربية، وقد تطوّر ظهوره من التعليق بالصوت فقط، إلى الظهور عبر الأقمار الاصطناعية، والآن تذهب الكاميرات إلى دبي لتسجيل حوارات مطوّلة معه تستغرق ساعات وتبث على حلقات كما فعل وائل الإبراشي في ضربة البداية له ببرنامج "العاشرة مساء" بديلاً عن اللامعة منى الشاذلي.

كنت قد استبقت إذاعة حوار الإبراشي على حلقتين بأن كتبت أنها بداية غير موفقة له، وبالفعل بعد متابعة الحوار ومن جملة التعليقات عليه تأكدت أنني كنت على صواب تام في توقعاتي بأن شفيق لن يقدم جديدًا، حيث سيكرّر ما سبق وقاله مع الفضائيات الأخرى، وكل ما هنالك أن وائل أتاح له أن يشرح ويتحدث بإسهاب ليؤكد أنه ليس بريئًا فقط، بل لا توجد قضية من الأصل، ومن العيب أن تكون هناك قضية ضدّه!.

لكن الأمر اختلف تمامًا الآن ذلك أن شفيق لم يعد مطلوبًا للتحقيق فقط، بل صار مطلوبًا ضبطه وإحضاره وحبسه بعد إحالته إلى محكمة الجنايات مع 4 متهمين آخرين من العسكريين المسؤولين عن جمعية الطيارين إضافة إلى علاء وجمال مبارك، وبالتالي صار شفيق الآن هاربًا من العدالة.

حوار "دريم" وكما قلت قبل أن يذاع خرج بشروط شفيق، وبالسيناريو الذي رسمه له، وكما ذكرت فالأسئلة الشائكة أو المحرجة كانت لزوم حبكة السيناريو وإظهار أن الهدف البحث عن الحقيقة، لكن الحقيقة التي أطلت برأسها من الحوار كان هدفها التأثير على الرأي العام، وعلى العدالة، ومجاملة الجنرال، وتلميع صورته، وإعادة تسويقه وإظهاره بصورة من يراد تشويهه والانتقام منه كمرشح رئاسي كان قاب قوسين أو أدنى من منصب الرئيس، أو أنه "شبه رئيس" حسب وصفه لنفسه.

الإبراشي الذي كان يبدو صقرًا جارحًا مع ضيوفه في برنامجه السابق " الحقيقة "، بدا في "العاشرة مساء" مع شفيق حملاً وديعًا، وربما ذلك من شروط الحوار، أو من فرط كرم الضيافة، أو من الرغبة في إنقاذ الجنرال.

لأول مرة هناك شخص مطلوب للعدالة يتحول إلى نجم في الإعلام وتتسابق الفضائيات إليه خارج البلاد، ويصرّ على رفض الذهاب إلى المكان الوحيد الذي يجب أن يذهب إليه وهو مكتب قاضي التحقيق، والآن المحكمة، وليس الشاشات.

ماذا يريد شفيق؟. المسألة بسيطة، إذا كان

كما يقول إنه نظيف اليد غير متورط في أي فساد، إذن فعليه العودة فورًا، وليدع مسألة أن هناك تيارًا معينًا يحكم وأنه مستهدف ولا يضمن ماذا يمكن أن يجري له إلا إذا كان متورطًا فعلاً ويخشى حكمًا ضده في القضية. فرغم أن هذا التيار - الإخوان - يحكم لكنه ليس بالسطوة التي يتحدث عنها شفيق، وإلا ما فشل الرئيس في إعادة البرلمان المنحل، ولما فشل مجلس الشعب بأكثريته الإخوانية في تأجيل وليس إيقاف قرار الحل، ومجلس الشورى يسير أيضًا على نفس طريق الحل، ولما فشل هذا التيار في منع الحكم بعدم قانونية تشكيل التأسيسية الأولى للدستور، أو إقامة قضية ضد التأسيسية الثانية، ولما فشل في منع عشرات القضايا لحل جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة. اختلاق تبرير التسييس لتسويغ التهرب من مواجهة العدالة غير مقنع.

يا جنرال ..أنت لا تريد العودة، ولن تعود، وتريد تسوية سياسية تحفظ ماء وجهك، أنت تريد البقاء في الخارج لتدمغ نفسك بوصف الهارب، ليس هناك وصف آخر غير هذا.

تحدثنا عن تضحياتك. فهل كانت مجانية، أم حصلت مقابلها على الأوسمة والنياشين والمناصب والسفريات والشهرة والأموال والامتيازات؟، ثم إنك دخلت الكلية الجوية بإرادتك، وتعلم أنك ستكون طيارًا "تقتل وتنقتل"، وكما ضحيت فإن كل مصري شريف مكافح يضحي حتى لو كان عامل يومية ، فهل تريد أن تكون فوق القانون، أو على رأسك ريشة؟، وهل كونك نافست في الرئاسة لابدّ أن تتمتع بحصانة ضدّ المساءلة؟، في أي ديمقراطية، وفي أي دولة قانون يراد بناؤها يحدث ذلك؟.

لا أدري ما هو الجديد لدى معتز الدمرداش حتى يهرول هو الآخر إلى دبي ليحاور شخصًا مطلوبًا ضبطه وإحضاره وحبسه، ولا أدري ماذا تبقّى لدى الفريق من حكايات جديدة سيرويها له بعد أن استهلك نفسه دون أن يجلب تعاطفًا جماهيريًا معه؟!.

[email protected]