رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بداية غير موفقة لـ "وائل الإبراشي"

الخبر المنشور على بوابة الأهرام يوم الخميس يقول: استطاع الإعلامي وائل الإبراشي، أن ينفرد بتسجيل أول حوار للفريق أحمد شفيق بعد خسارته في الانتخابات وسفره إلى الخارج، وذلك من خلال برنامجه "العاشرة مساءً" الذي سيقوم بتقديمه.

الحوار سيذاع على حلقتين اليوم وغدًا.

والسؤال : ما هو وجه الانفراد في حوار طويل مع شخص صار مستهلكًا من كثرة ظهوره على الفضائيات دون أن يكون لديه جديدٌ يقوله، فهو في قضية أرض الطيارين ظل يتجوّل بين الشاشات بعد أن وضع قاضي التحقيق المستشار أسامة الصعيدي اسمه على قائمة ترقب الوصول للتحقيق معه زاعمًا في كل ظهور أن القضية مسيّسة، وأنّه من العيب التعامل معه بهذه الطريقة فقد كان ممكنّا أن يكون الآن هو الرئيس، هذا باعتبار أن أيّ مرشح رئاسيّ - من وجهة نظر سيادته - لابد أن يأخذ حصانة ضد البلاغات والاتهامات والاستدعاء للتحقيق.

تحدث شفيق للإبراشي، مثلما تحدث لمن سبقه من مقرّه السري في الإمارات حيث ذهب للعمرة ولم يعد لتأسيس الحزب الذي وعد أنصاره بإطلاقه، وبذلك تتأكّد الاستنتاجات بأن سفره المفاجئ بعد خسارته الانتخابات كان هروبًا مما ينتظره من بلاغات في قضايا فساد نائمة في درج مكتب النائب العام في ظل حكم المجلس العسكري، وبعد التحقيق في بلاغ واحد فقط منها فإنه صار مطلوبًا خصوصًا بعد شهادة رئيس جمعية الطيارين التي أكّد فيها موافقة شفيق على بيع الأرض بثمن بخس لجمال وعلاء، وهو إذا كان يدعي أن هناك تسييسًا للقضية فإن منحهما الأرض دون وجه حق هو إجراء سياسيّ قبل أن يكون جنائيًا لأنهما ابنا الرئيس.

شجاعة الطيار الذي "قُتل، واتقتل" لا تظهر على الشاشات، بل في سرايا النيابة أولاً في قضية لا يبدو أن لها علاقة بعداء الإخوان له كما يروّج، فهي سابقة على الانتخابات وقبل أن يُعرف من سيكون الفائز وكان ممكنًا أن يكون هو الرئيس الآن، ولذلك كان حريًا به أن يطالب بتسريع التحقيق معه لحظة تقديم عصام سلطان البلاغ ضده ليبرئ ساحته ويطهر سمعته حتى يواصل التنافس على نظافة وحتى حين يفوز يكون جديرًا بالمنصب الرفيع ولا تحوطه شبهات.

أين الانفراد وأين الضرورة في مثل هذا الحوار أستاذ وائل، بينما اليوتيوب مليء بمقاطع له وهو يتحدث بإسهال للقنوات المصرية والعربية عن قضية الأرض وعن غيرها من الموضوعات منذ مغادرته البلاد سرًا؟!.

ربما كان للحوار معنى لو أُجري بعد أن عاد وواجه القاضي ورفع رأسه أمام أنصاره وأمام المصريين جميعًا وأثبت أنه كان ينافس عن جدارة ولم يكن مجرد واجهة للنظام القديم للعودة للحياة.

لو كان الجنرال يقدّر دقة الموقف الذي هو فيه لما اتخذ الإعلام منبرًا يدافع به عن نفسه ويتّهم الآخرين

بالكيد له بل كان استقلّ الطائرة فورًا ومن المطار إلى النيابة وليس على الشاشات للتأثير في البسطاء وإهانة سلطة التحقيق والعدالة.

ولذلك فمهما قال في ظهورات سابقة أو فيما سيقوله مع الإبراشي فإن الاحترام مازال معلقًا حتى يواجه بشجاعة أسئلة القاضي كما واجه العدو في الحروب.

أمر عادي أن يتمّ التحقيق مع مرشح رئاسي مهزوم، ففي أوروبا والدول المتقدمة يتمّ التحقيق والإحالة للقضاء للرؤساء وهم في الحكم أو بعد مغادرتهم، هناك نيكسون وكلينتون في أمريكا، وهناك جاك شيراك الذي خرج من الإليزيه ليحال في اليوم التالي للقضاء ليس في عهد رئيس من خصومه الاشتراكيين إنما في عهد حزبه اليميني ورئاسة تلميذه ساركوزي، كما حوكم دوفيلبان رئيس الوزراء السابق في عهد ساركوزي أيضًا وكلاهما من نفس الحزب والاتجاه السياسي.

يظن الإبراشي أنه "جاب الديب من ديله"، شفيق ليس هو الشخص الذي ينتظره الملايين والذي لأجله تتحمل عناء السفر إلى حيث هو موجود وتسجل معه ساعات لتكون بداية غير موفقة لك وأنت تعتلي صهوة " العاشرة مساء " أشهر برنامج "توك شو" في مصر.

الإبراشي في بحثه الدائم عن الإثارة بأي ثمن يساهم في خداع فئات من المصريين باستضافة شخص يتعمد التهرب من مواجهة العدالة حيث سيمنحه فرصة طويلة ليواصل التضليل ، وتوقعاتي وقبل إذاعة الحلقة فإن وائل لن تتوفر له حرية تفنيد كلام ضيفه، قد يطرح عليه أسئلة تبدو شائكة لكنه لن يكون قادرًا على إدارة حوار جدي حر مفتوح دون أية قيود في مجادلة الجنرال كما يشاء لأن مثل هذا الحوار لم تكن تتم الموافقة عليه إلا بشروط شفيق وباختياره للأسئلة وصياغتها بطريقة معينة ثم بموافقته على الحوار الذي سيذاع بعد تسجيله والذي سيكون دعائيًا فجًّا حتى لو تمّت زركشته ببعض الأسئلة المحرجة المتفق عليها.

[email protected]