رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الغرب.. ظاهرة صوتية أيضاً..!!

رسم كاريكاتيري معبر للفنان السوري "فارس قره بيت" منشور في الراية القطرية يكشف حقيقة موقف الغرب تجاه جنون الأسد، الرسم يجعلني أقول إنه إذا كان يطلق على العرب أنهم ظاهرة صوتية فإن الغرب بات اليوم جديرا بهذا الوصف بامتياز.

الرسم يصور مسئوولا غربيا يشير بإصبعه السبابة للنظام السوري بكل حزم بأن استعمال المدافع خط أحمر، وفي مشهد ثان يقول هذا المسؤول إن استعمال الصواريخ خط أحمر، وفي الثالث يؤكد أن استعمال الطائرات خط أحمر، وفي الرابع يشدد على أن استعمال الأسلحة الكيماوية خط أحمر، وفي الخامس يصل الذروة قائلا: استعمال الأسلحة النووية خط أحمر، ثم في المشهد السادس والأخير يواصل الإشارة بإصبعه من دون أن يجد هذا المسؤول سلاحا آخر يحذر الأسد من عدم استعماله لأنه ليس بعد "النووي" سلاح جديد فتاك.

المغزى من الرسم أنه رغم التحذيرات الغربية - " الفشنك " طبعا - فإن الأسد لم يعبأ بها واستعمل المدافع، وبعدها الصواريخ، ثم الطائرات دون أن يتحرك الغرب لإنقاذ المدنيين بدواع إنسانية وأخلاقية ، والآن جاء التحذير من استعمال الكيماوي، وإذا استخدمه بل و"النووي " من بعده إذا كان متوفرا لديه فإنني أشك أن الغرب يمكن أن يتحرك، فالتحذير صار لغته المفضلة، وهو تحذير لونه الحقيقي أخضر وليس أحمر لأنه بمثابة موافقة للنظام المجرم على استخدام كل ما لديه من ترسانة عسكرية ضد شعب يطلب حريته وهي الأسلحة التي ظلت مخزنة لعقود دون أن يستخدمها يوما ضد إسرائيل التي تحتل أرضه والتي وجهت ضربات مهينة له سواء خلال وجوده في لبنان أو في عقر داره في دمشق وإلى درجة تحليق طائراتها فوق القصر الرئاسي في اللاذقية دون أن يجرؤ على تحريك قطعة واحدة من هذا السلاح للرد، ولن يجرؤ أبدا لأنه يعرف قدرات إسرائيل جيدا وماذا يمكن أن تفعل به ، إنما هو يستأسد على شعبه الأعزل ويفتك به في هستيريا ، ونحن لن نفرح عندما يقول حسن نصرالله إن الصواريخ التي أطلقها حزب الله على إسرائيل في حرب 2006 كانت سورية، وسؤالنا له: لماذا يطلقها حزب الله بالوكالة، ولا يطلقها الجيش العربي السوري بنفسه؟. هل هو بارع فقط في إطلاقها على شعبه؟. هذه هي حالة الحليفين: سوريا وإيران، حيث يقوم حزب الله بالتحرش بإسرائيل والحرب معها نيابة عنهما، هذه هي مقاومة النظامين للصهيونية والامبريالية!.

سوريا تشهد تصعيدا وحشيا في سفك الدماء وصل مرحلة غير مسبوقة في مذبحة "داريا" التي راح ضحيتها 440 شهيدا ما يعني أن القتل الأعمى هو ما يسيطر على الأسد الذي لا يعبأ بإبادة أي عدد من السوريين حتى يبقى في الحكم بدعم صريح من حلفائه بينما للأسف لا يجد الشعب المستباح من يدعمه إلا بالفرجة والكلام وبعض العقوبات فقط، ومن يريد من العرب فعل شيء حقيقي لإنقاذ المدنيين فإنه لا يجد مساعدة من القوى

الكبرى وخصوصا أمريكا.

فرغم المجزرة الأخيرة المروعة إلا أن كل الذي خرج من واشنطن هو قولها إن ذلك يعد استخفافا وحشيا من الأسد بحياة البشر. حصل الرعب للأسد من البيت الابيض. أما في باريس فإن الرئيس الفرنسي ينتظر استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية ليكون ذلك سببا مشروعا للتدخل، وكلام أولاند ترجمة دقيقة لرسم الفنان فارس، أي أن كل ما يحصل الآن من فظائع تفوق ما حصل في ليبيا ليس سببا مشروعا للتدخل لإنقاذ شعب يتعرض للذبح اليومي.

الأمين العام للأمم المتحدة طالب بتحقيق فوري ومستقل في المجزرة لكن لمن يوجه كلامه هل للأسد، أم لمجلس الأمن المختطف من روسيا والصين لصالح القاتل، ثم ماذا عن مصير مطالباته بالتحقيق الفوري والمستقل في عشرات المجازر السابقة ؟!.

حتى إقامة مناطق آمنة داخل سوريا لاستيعاب الأعداد المتزايدة من اللاجئين الذين باتوا عبئا على دول الجوار فإن الإرادة الغربية غير متوفرة لتحقيق ذلك متعللة بأنه لا بد من فرض حظر جوي على تلك المناطق وهذا يتطلب قرارا من مجلس الأمن ومعروف أن موسكو وبكين ترفضان ولديهما الفيتو، أي أن الغرب يتحجج بمجلس الأمن ليبرر إخفاقه.

والغرب يطالب المعارضة بالتوحد حتى عندما تشكل حكومة انتقالية يعترف بها، فإذا لم تتوحد المعارضة هل تظل شلالات الدماء تتدفق دون أي تحرك جدي، لماذا في ليبيا كان الغرب حاسما رغم أن المجازر لم تصل إلى مرحلة القصف اليومي بالأسلحة الثقيلة والطائرات بينما يكتفي بتصريحات الإدانة المملة في سوريا.

القتل صار روتينا يوميا اعتاد عليه العالم، وصار أي عدد يسقط لا يستفز الضمير الانساني، ولا يحرك دعاة حقوق الإنسان، وحرية الشعوب لإنقاذ السوريين من جهنم الأسد. إذن من حق القاتل وحلفائه أن يهدموا سوريا كلها على رؤوس الرافضين لبقائه بالسلطة.

.. لكن مهما كانت جسامة التضحيات فإن هذا الشعب سينتصر في النهاية لأن هتافه " الله اكبر"، والله أكبر من كل كبير، وأعظم من كل عظيم.