عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شفيق أيها المقاتل.. كفى هروباً !

قبل انتخابات الرئاسة بأشهر قارنت في مقال لي بين أحمد شفيق ومحمد البرادعي، وقلت إن شفيق الذي ينتمي للنظام السابق ومحاصر بالعديد من الاتهامات متمسك بالترشح للرئاسة رغم أن الميدان ليس ميدانه، بينما البرادعي الذي يعد أحد رموز ثورة 25 يناير وكان قوة دفع لتفجير هذه الثورة يتهرب من الميدان رغم أنه ميدانه وهو الأحق به،

وقلت إن شفيق الجنرال السابق مازال يقاتل بينما البرادعي السياسي الكبير يتهرب مع تقديري لشخصه ومحبتي له حتى اليوم، ولم يكن ذلك تأييداً لشفيق، بل توصيف لحالة تناقض بدت لي غريبة ومثيرة بين هاتين الشخصيتين.

دخل شفيق السباق وظل في حالة قتال رغم أن المنطق كان يقتضي ألا يكون موجوداً بالمشهد السياسي والانتخابي من الأصل لكن مشيئة الله أن يتواجد ويكمل الشوط حتى نهايته وألا يخرج بقانون العزل بل يخرج مهزوماً في انتخابات نزيهة لأنه لو خرج بالعزل أو بأي مبرر آخر لتحول إلى بطل وتم تصوير الأمر على أنه مؤامرة ضده لإقصائه وحرمانه لأنه كان سيفوز بالرئاسة ، وكان سيقال دوماً إنه الرئيس الحقيقي، لكنه انهزم وانهزم معه الفلول وبقايا النظام السابق ورجال الأعمال والإعلاميون والمثقفون والسياسيون والحزبيون الفاسدون المتلونون المنافقون.

بعد يومين فقط من إعلان النتيجة الرسمية للانتخابات غادر شفيق مصر سراً الى الإمارات وقيل إنه سيقضي إجازة قصيرة، ثم يؤدي مناسك العمرة بالسعودية ويعود ليؤسس حزباً لكنه دخل الآن في الشهر الثالث ولم يعد، لكن مع التطور الجديد صار محتماً عليه قانونياً وسياسياً وأخلاقياً العودة الفورية بعد إدراج المستشار أسامة الصعيدي مستشار التحقيق المنتدب من وزير العدل اسمه على قوائم ترقب الوصول والممنوعين من السفر في قضية أرض جمعية الطيارين التي منحها لجمال وعلاء مبارك. كما صار محتماً أكثر أن يعود هذه اللحظة قبل التالية لها بإرادته الحرة بعد طلب الإنتربول المصري من نظيره الدولي سرعة تسليمه من أجل التحقيق معه.

لم تكن هذه الإجراءات القانونية ستتم بحق شفيق لو لم تكن هناك أدلة اتهام ضده، وهو ما يتوجب عليه أن يدافع عن نفسه وسمعته كشخص وكقائد سابق للقوات الجوية ورئيس لجمعية الطيارين وكرئيس وزراء

سابق وكمرشح رئاسي انتخبه أكثر من 12 مليون مصري. عليه أن يبرئ ساحته أمام نفسه، وأمام أنصاره، ويثبت أنه لم يكن فاسدا، وأنه لم يكن متورطا في فساد نظام مبارك، وأنه لم يجامل نجلي الرئيس السابق، وأنه كان جديراً بالترشح لرئاسة مصر باعتباره نظيف اليد وسيرته ناصعة البياض، فهو لو كان قد فاز بالمنصب مثلاً لكان اليوم رئيسنا فماذا سيكون وضع هذا الرئيس عندما يجد نفسه خاضعاً للتحقيق وتوجه إليه اتهامات ثم يحال إلى العدالة.

إذا كان بقاؤه بدولة الإمارات، أو أي مكان آخر بالخارج هو حقه الشخصي فإنه لم يعد كذلك منذ يوم الأربعاء 29 أغسطس 2012 لأن كل ساعة ستمر عليه وهو بالخارج ستفسر على أنه هارب من التحقيق والعدالة، والطيار العسكري المقاتل لا يهرب، وهو نفسه كان يقول خلال الانتخابات أنه خاض الحروب وقاتل ولم يهرب من الميدان، وهو الذي رفع شعاراً براقاً بأنه سيكون رئيساً بالأفعال وليس الأقوال.

لقد جاءت اللحظة ليترجم شفيق دعايته الانتخابية إلى واقع ليظل مقاتلاً وليقرن الأقوال بالأفعال وذلك بالعودة للدفاع عن نفسه وتبرئة ساحته، فلا يليق به هو خصوصاً أن ينضم إلى وزراء ورجال أعمال من النظام السابق هاربين بالخارج.

كلمة أخيرة إلى السياسي العنيد والنائب السابق المشاكس عصام سلطان الذي انتقدته في بواكير عمل مجلس الشعب المنحل، لكني اليوم أحييه على بلاغه بشأن شفيق، وأطالبه بمواصلة الحرب على الفساد والمفسدين.

[email protected]