رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مرسي.. و"الفخّ" الإيراني

لا أدري ما هي حسابات الرئيس محمد مرسي بخصوص مشاركته في قمة عدم الانحياز بإيران 30 أغسطس الجاري حتى ولو لـ 5 ساعات فقط ؟.

وماهي حساباته أيضًا في اقتراحه خلال قمة مكة الإسلامية الاستثنائية 15 أغسطس "ليلة 27 رمضان" بتشكيل مجموعة عمل حول سوريا تضمّ إيران مع مصر والسعودية وتركيا؟.

فيما يخصّ إيران خصوصًا فإنّ مرسي مُطالب بالحذر السياسي والخطوات المدروسة جيدًا في تعامله أو تقاربه مع نظام هذا البلد.

وهو مُطالب أيضًا أن يُفسّر خلفيات خطواته وتحرّكاته لأن الملف الإيراني خصوصًا ليس شأنًا رئاسيًا فقط بل هو شأن أوسع يجب أن تساهم فيه المؤسسات المنتخبة والأحزاب والشخصيات العامة والمجتمع المدني؛ ذلك أن هناك عدم ارتياح شعبي لسلوك طهران وتوجهاتها ومخططاتها الخفيّة والمُعلنة.

ليس لإيران - النظام المستبدّ، وليس الشعب - في الشارع المصري والعربي شعبية أو قبول واسع بسبب ممارسات طويلة لها منذ الثورة التي أطاحت بالشاه عام 1979 وهي ممارسات في مجملها غير وديّة بل توسعية استعلائية تُثير القلاقل وتنشر عدم الاستقرار.

وقد جاء الربيع العربي ليسقط جزءًا آخر من قناع النفاق الذي تخفي تحته وجهها الحقيقي، ففي الوقت الذي تتاجر فيه طهران بورقة الثورات بتأييدها في تونس ومصر واليمن وليبيا لاستمالة شعوبها فإنها انكشفت في البحرين وسوريا، فقد دعمت الحراك الشيعي في البحرين لأسباب طائفية بحتة، وليس لأسباب إصلاحية عامة، وتشنّ حروبًا إعلامية وسياسية بل وتطلق تهديدات خطيرة ضد البحرين من منطلقات عدائية، وفي سوريا كان انكشافها الأكبر بمشاركتها حليفها الأسد بذبح الشعب السوري الذي يُطالب بالحرية مثل الشعوب الأخرى التي أسقطت طغاتها ونالت حريتها، كيف تؤيد حرية شعوب وترفض حرية الشعب السوري، هذا التناقض الفاضح يكفي لعدم الوثوق بهذا النظام.

وإلى اليوم فإن إيران هي الداعم الأكبر على كافة المستويات لوحشية الأسد وهي لا تريد سقوطه بأي ثمن لأنه يمثّل الحبل السري لها للتواجد والتمدّد في المنطقة، وتوفير الدعم والحماية لأداتها حزب الله في لبنان، فهل يعقل أن تساهم في الحل ضمن مجموعة العمل التي اقترحها مرسي بينما هي جزء أساسي من الأزمة، فهي تعتبر أن إسقاط الأسد خط أحمر تحت مزاعم كاذبة تتعلّق بالحفاظ على خط المقاومة "الوهمية"، بينما البلدان لم يقاوما إسرائيل يومًا إنما يقاومان شعبيهما المطالب بالحرية والكرامة بوحشية" طهران في 2009 قمعت الثورة الشبابية الخضراء، ودمشق تقمع منذ عام ونصف العام ثورة الحرية".

معروف أن العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران قائمة لكنها غير مكتملة على

مستوى السفراء، وإيران تسعى منذ ثورة 25 يناير لإعادتها ظنًا منها أن غياب مبارك يعني إعادة العلاقات فورًا وكأن المشكلة كانت في مبارك وكأنه ليست هناك مشكلة في النظام الإيراني نفسه وفي سياساته ومخططاته غير الخفية التي هي في مجملها ضد المصالح العربية، ومصر على قائمة البلدان المستهدفة لأنها القوة العربية الأكبر القادرة على إحداث التوازن معها ومواجهة تغلغلها في المنطقة، وإضعاف مصر أو إخراجها من دائرة القوى الإقليمية الكبرى أو السيطرة عليها يبقى هدفًا إيرانيًا أساسيًا حتى يسهل عليها بسط السيطرة على المنطقة وعقد الصفقات وتقاسم النفوذ، فهي تحتل جزر الإمارات الثلاث، وهي اللاعب الرئيسي في العراق ولبنان، وأصابعها تعبث في اليمن وبلدان الخليج، وتلعب في غزة لاستمرار الانقسام الفلسطيني، وهي لا تترك موطئ قدم إلا وتسعى للنفاذ إليه لأغراض غير حميدة، هذا هو لبّ المشكلة مع نظام يحلم بتأسيس كيان إمبراطوري وإعادة عجلة التاريخ للدوران.

لست مع زيارة مرسي لإيران، ولا مع وجودها ضمن مقترحه بشأن سوريا لأن طهران في كلا التحرّكين هي المستفيدة بينما مصر هي الخاسرة، وهذا سيُحسب على مرسي، ويخصم من رصيده. فهي ستستثمر زيارته باعتبار أن مصر تذهب إليها وتتقارب معها وتفكّ العزلة عنها، وستتاجر بكون مرسي أول رئيس مصري يزورها منذ أكثر من 30 عامًا وأنه قام بهذه الخطوة لتصحيح أخطاء في السياسة الخارجية لبلاده، وستستفيد من وجود مصر كأكبر بلد عربي في قمة عدم الانحياز في كسر الحصار والمقاطعة الدبلوماسية العربية والدولية عنها.

إنه "فخ" ينصبه مرسي لنفسه بنفسه، فكيف يفكر الرئيس، وما هو المنطق السياسي الذي يحكمه في مثل هذه الخطوة المفخخة؟!.