عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إنه الرئيس إذًا..!!

المشهد العام ليلة الأحد الذي اتخذ فيه الرئيس محمد مرسي قراراته الكبيرة المفاجئة والضرورية خصوصًا إحالة المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع ، والفريق سامي عنان رئيس الأركان للتقاعد رأيته كالتالي:

1 - حسم مرحلة تقاسم السلطة بين الرئيس والمشير، بل إن كفة المشير كانت أعلى في الإدارة وفيمن يتبعونه ويطيعونه في أجهزة الدولة العميقة.

2 - الآن هناك رئيس حقيقي ينتزع سلطاته الطبيعية ليحكم كأي رئيس منتخب في العالم.

3 - محاسبة القادة الكبار عن جريمة رفح الإرهابية ، فبالتأكيد هناك أخطاء يتحملها المستوى العسكري أدت إلى حصول تلك الكارثة وبالتالي وجبت المحاسبة لكل من أخفق مهما كانت درجته أو رفعة منصبه وهذا ما يجب أن يسود في مصر الثورة بألا يكون أحد فوق الحساب حتى الرئيس نفسه.

4 - تجديد دماء المؤسسة العسكرية بإسناد المناصب الرئيسية للقيادات الشابة، كفى للقادة العواجيز في كل مؤسسات مصر التي يجب أن تعود شابة لتكون قادرة على العمل الدؤوب.

5 - تعددت الأوصاف لقرارات مرسي لكنها تشيد بها وتطالبه بالمزيد لتحقيق أهداف الثورة والخلاص من النظام القديم الذي مازال مسيطرًا ويعوق تحرك مصر الثورة للأمام، وقد عايشت بنفسي خارج البلاد حالة من الفرح غمرت المصريين الذين كانوا يباركون لبعضهم البعض، ومنهم من لم ينتخب مرسي، ومنهم من قاطع الانتخابات، لكنه شعور دفين بالفرحة ينم عن أن الرئيس فعل شيئًا كان منتظرًا وكان ضروريًا عند المصريين ليكون الرئيس رئيسًا بالفعل وليس مجرد واجهة أو رئيسًا شرفيًا.

6 - هناك نفر ممن تسمى النخبة يضعون أنفسهم في خانة المعارضة لأجل المعارضة فقط مازالوا يصرون على العيش خارج الزمن، فقد أخذوا يحرضون الجيش ضد القرارات ويطالبون بالانقلاب على الرئيس المنتخب، فهل هذا البعض لا يدري أن الجيش يقف وراء رئيسه؟، كما أخذ آخرون يرددون إسطوانتهم المستهلكة عن "أخونة" الدولة علمًا بأن القادة الجدد دخلوا الخدمة وتقلدوا مناصبهم القيادية في ظل النظام السابق ولا يعقل أن يكون النظام قد اختارهم من الإخوان أو الإسلاميين أو أن يكونوا مسيسيين أصلاً، المؤسسات العسكرية والأمنية تحديدًا تخلو من أي عنصر إسلامي أو مسيس.

إذن ، الرئيس يعمل ويمضي ويتخذ القرارات ولا ينظر للخلف ولا أسفل قدميه كما قال في خطابه بنفس الليلة - الأحد - ، وبالتالي عليه الآن أن يركز في قضايا الخدمات وحياة الناس وأمنهم ولقمة عيشهم ومعالجة كل أزماتهم بالتوازي مع إزالة كل العوائق التي كانت في طريقه لممارسة السلطة وفي منازعة آخرين له في الحكم، فالرئيس ورث تركة ثقيلة من إدارة المجلس العسكري للبلاد علاوة على التركة الأثقل التي تركها النظام السابق وهذا يحتاج إلى عمل متواصل وإخلاص ونوايا حسنة وتكاتف وتلاحم من الجميع وإتاحة الفرصة كاملة أمام الحكومة الجديدة لتعمل في هدوء.

في المجمل وأيًا كان نواح أيتام مبارك والمحتمين بالمجلس العسكري الذين يلعبون في الوقت الضائع فإن الرئيس اتخذ القرارات الواجبة لتصحيح خلل كبير في إدارة دولة كبيرة مثل مصر، فلا يمكن

أن تسير مركب واحدة برأسين .

كتبت بالأمس عن "المسترجلين" الذين يمارسون عنفًا ووقاحة فاحشة في حق مرسي لإشغاله وإسقاطه شعبيًا، وهم يحتمون بالمشير والفريق وبقية أعضاء المجلس العسكري الذي اعتبر نفسه - بعد انتخاب الرئيس- إدارة فوق إدارة الرئيس الذي لم يكن له سلطة على هذا المجلس بموجب إعلان دستوري مكمل وضعه ترزية العسكري بليل وفي وقت مريب، الآن تعود الأوضاع إلى طبيعتها بأن يكون الرئيس هو رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة وأن يدير المؤسسة العسكرية فيعين ويقيل ويطلع ويشرف ويدير لأنه هو الذي سيحاسبه الشعب الذي انتخبه على إنجازاته أو إخفاقاته.

سواء صدرت قرارات مرسي القوية بالتوافق مع المجلس العسكري القديم أو من دون فلا يمكن أن يكون في بلد واحد يغرق في الفوضى وتحاصره الأزمات قائدان ليستغل المهووسون والفوضويون والفلول ذلك ليلعبوا في المساحة الفارغة بين الرئيس والمشير لإثارة مزيد من الفوضى والتعطيل ووقف الحال.

هناك من لا يريدون استقرارًا للوطن ولا تحقيق أهداف الثورة ولا نجاحًا لمرسي ولا هدوء أمنيًا ولا حلاً للأزمات وهؤلاء كانوا يحتمون خلف المجلس العسكري ويتحدثون باسمه ويعلنون الأخبار نيابة عنه ويزايدون عليه ويرتكبون الفواحش السياسية تحت يافطته، ومن المؤسف أن المجلس وقادته كانوا صامتين عن هذه الأفعال وعمن يروجونها ليل نهار في الإعلام فلا يخرج نفي ولا توضيح ولا تكذيب بل إن بعض القادة كانوا يسبغون على هؤلاء صفات الوطنية والثورية والمسؤولية وهي أوصاف وقيم نبيلة تشوهت من إساءة استخدامها منذ ثورة يناير.

الآن السلطة صارت في أيدي مرسي فالرئيس لم يعد ضعيفًا ولا مستكينًا بل هو الذي يبادر ويقيل القادة الكبار الذين تصدروا المشهد طوال 18 شهرًا بعد الثورة فأغرقوا البلد في فوضى وأزمات لانهاية لها.

على الرئيس أن يواصل سياسة التطهير ومواجهة كل من يعوق محاولات إنقاذ البلد وإعادته إلى مساره الطبيعي والشعب سيقف وراءه - من لم ينتخبه قبل من انتخبه - لأن الناس تعبت وتريد الهدوء والراحة والاستقرار ولقمة العيش.