رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إلى الأهرام ..

قبل الثورة أو بعدها لم يتغير شيء في الأهرام. هناك ممارسات مهنية متعمدة لا تليق بجريدة كبيرة وعريقة، وبذلك فهي تكرس رسائلها السلبية للقارئ المصري والعربي عن الصحافة الموصوفة بأنها قومية مما يجعلها مثارا للتندر والسخرية بالداخل والخارج.

يوم الاثنين الماضي أوقعت الأهرام نفسها في سقطة مهنية وسياسية أخرى بطريقة تعاملها مع خبرين على صفحتها الأولى أحدهما للرئيس، والآخر لوزير الدفاع. احتفت الجريدة بتصريحات المشير حسين طنطاوي في مناسبة عسكرية واتخذتها الخبر الرئيسي " المانشت " رغم أنها تصريحات لا جديد فيها، بل هي تكرار لما سبقها على لسان المشير نفسه في مناسبات عديدة، أما خبر الرئيس محمد مرسي فهو يتعلق بمشاركته في قمة الاتحاد الأفريقي في أثيوبيا، وهذه المشاركة في حد ذاتها تعتبر حدثا مهما لمصر الثورة وللقارة الافريقية حيث تأتي بعد قطيعة من رأس الدولة المصرية للقمم الأفريقية في أثيوبيا أو غيرها من عواصم القارة لنحو 17 عاما منذ محاولة اغتيال الرئيس المخلوع في أديس أبابا عام 1995. وإذا كان مرسي أول رئيس مدني منتخب لمصر، وكانت القمة تترقب حضوره علاوة على أن كلمته كانت مهمة حيث تدشن لفتح صفحة جديدة في علاقات مصر مع مجالها الأفريقي فإن كل ذلك وغيره يجعل هذه  المناسبة هي خبر المانشت بامتياز - وليس خبرا صغيرا منزويا- من جانب أي مبتدئ في عالم الصحافة، وفي أي صحيفة عادية، فما بالنا إذا كانت تلك الصحيفة هي الأهرام، وإذا كان أصحاب القرار فيها هم صحفيون كبار. تقديري أنه لا يمكن أن تقع الجريدة في تلك السقطة إلا إذا كانت بقرار من رئيس تحريرها لاعتبارات غير مهنية بالطبع تتعلق بتأكيد ولائه لمن اختاره في منصبه، بل إنها تعطي إشارات بأن الجريدة تتعامل مع طنطاوي على أنه في مكانة أعلى وأهم من مرسي وأنه الحاكم الفعلي للبلاد.

لعلنا نتذكر سوء التقدير في الصورة الشهيرة التي أعادت الجريدة ترتيب حركة من كانوا فيها بواسطة " الفوتوشوب " فوضعت مبارك قبل أوباما وعباس ونتنياهو خلال قمة سلام فلسطينية إسرائيلية بالولايات المتحدة ضمت القادة الأربعة، وقد كان ذلك نفاقا من رئيس التحرير لمبارك ، فهو من حيث أراد خدمة من عينه في منصبه فإنه أهانه بالداخل والخارج.

المهنية هي الأساس في ترتيب الأخبار في الصفحة الأولى، وفي كل صفحات الجريدة - أي جريدة تريد أن يكون ولاؤها

للقاري الذي يشتريها - فلا يعني وجود خبر لرئيس الدولة، أو رئيس الحكومة، أو وزير الدفاع، أو أي مسئول كبير أن يصبح مانشتا أو يحتل مكانا بارزا إنما يتم ترتيب الأخبار حسب أهميتها وقيمتها وشعبيتها، وقد تطورت الصحافة الحزبية والخاصة في هذا الاتجاه، بينما الصحافة القومية مازالت أسيرة ولاء رؤساء تحريرها لمن أجلسهم في كراسيهم ، وتعيين أهل الثقة وليس الكفاءة هو الأسلوب الذي كرسه النظام السابق في الصحافة القومية أيضا، وكل لبيب كان يلحظ بسهولة من هو رئيس التحرير الذي اختاره مبارك، ومن هو الذي عينته الهانم، ومن هو الذي كان من حصة جمال وذلك من خلال تعامل صحفهم مع أخبار هؤلاء.

كل ذلك يؤكد أن النظام الجديد الذي وضعه مجلس الشورى في اختيار رؤساء التحرير أفضل كثيرا من طريقة التعيين القديمة التي تجعل رئيس التحرير يدين بالولاء لمن عينه، وليس للقارئ والكفاءة وخطته للنهوض بصحيفته.

وأيا تكن الملاحظات التي أثيرت حول النظام الجديد، وأيا كان الضجيج الذي افتعله أصحاب المصالح إلا أنه ديمقراطي بشكل معقول في هذه المرحلة حتى يتم تصحيح وضع الصحافة القومية التي صارت اقطاعيات لرؤساء مجالس الإدارة والتحرير، كما صارت عبئا على موازنة الدولة.

لن يهبط رؤساء التحرير الجدد بـ" الباراشوت " على الصحف بل سيتم اختيارهم وفقا لضوابط جيدة ستفرز الأفضل والأكفأ من المتقدمين، وعندئذ لن يكون ولاء هؤلاء للرئيس أو المشير إنما سيكون لقيم الكفاءة والمهنية التي كانت مفتقدة قبل ذلك، وبالتالي سيكونون حريصين على تأكيد جدارتهم بالمنصب وفقا لقدراتهم وليس لدعمهم من هذا المسئول أو ذاك.

[email protected]