عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شفيق .. عندما يأتي متأخرًا

ظهر الدكتور محمد مرسي بعد 6 ساعات من إغلاق اللجان في العاشرة من مساء الأحد الماضي ليعلن فوزه بانتخابات الرئاسة، بينما ظهر الفريق أحمد شفيق متأخرًا جدًا في العاشرة من مساء الخميس أي بعد 96 ساعة من انتهاء التصويت ليعلن أنه الفائز، حتى في الظهور الأول له أمام الإعلام تأخر 90 دقيقة عن الموعد المضروب من حملته.

عندما ظهر مرسي سريعًا فإن ذلك كان بعد فرز 97% من اللجان الفرعية أي أن النتائج غير الرسمية كانت قد حسمت وأشارت إلى فوزه فلم يكن ذلك ادعاءً منه ولا استباقًا للفرز لكن ربما كان هناك سبب مهم لهذا التعجيل وهو تثبيت فكرة فوزه شعبيًا لقطع الطريق على أي تلاعب في النتيجة النهائية قد يحدث داخل دهاليز اللجنة العليا للانتخابات التي ستقرر وحدها اسم الفائز، خصوصًا أن قراراتها محصنة ضد الطعن ليكون الرأي العام هو ظهير مرسي في معركة عنيفة كان خصمه فيها مدعومًا من جانب الحزب الوطني المنحل وأجهزة في الدولة تريد إيصاله للرئاسة.
شفيق وحملته يأتيان دومًا متأخرين ما يعكس ارتباكًا وعدم ثقة بالنفس وبالفوز، فالحملة خرجت بعد ساعات طويلة لترد على مرسي بأن شفيق هو الفائز لكنها لم تقدم أرقامًا تفصيلية تدعم كلامها ولم ترد على محاضر الفرز التي استندت إليها حملة مرسي خصوصًا وهي الأخرى لديها نسخة مماثلة منها. قالت الحملة كلامًا عامًا بأن شفيق فاز بنسبة 51.5% ومرة أخرى قالت إنه متقدم بـ 250 ألف صوت دون تقديم ما يدعم هذه الأرقام وبالتالي لم يكن كلامها مقنعًا بالمرة بعكس حملة مرسي التي قدمت أرقامًا تفصيلية لنتائج اللجان في كل المحافظات بل وطبعت محاضر الفرز في كتاب وزعته على وسائل الإعلام ونشرته على موقعها ويتم حاليًا تداوله على الفيس بوك، وهذا الأمر لا يفعله إلا الواثق من دقة المحاضر الرسمية التي لديه.
ماكينة الإخوان أثبتت مصداقية وثقة في النتائج التي ترصدها في انتخابات مجلسي الشعب والشورى وفي المرحلة الأولى من انتخابات الرئاسة وهذا ما يجعل نتائجها في جولة الإعادة تحظى بالاطمئنان.
معظم الفضائيات والمواقع ظلت تتابع الفرز لجنة بلجنة منذ فتح أول صندوق وحتى آخر صندوق في جنوب القاهرة وكلها توصلت من خلال مراسليها ومصادرها إلى تفوق مرسي وفوزه بالرئاسة وبنفس الأرقام والنسب التي أعلنتها حملته واللافت أن كثيرًا من وسائل الإعلام تابعة للفلول أي أنها متعاطفة مع شفيق بل

كانت تدعمه صراحة وبالتالي كان منطقيًا أن تكون أرقامها منحازة له لكن الأرقام ليست وجهات نظر يمكن تجييرها بل هي حقائق قاطعة كانت تتحدث عن نفسها وفي النهاية كانت أغلبيتها في صندوق مرسي. ليس هذا فقط بل إن النتائج التي عرضتها وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية ووكالات دولية معتبرة مثل رويترز أكدت نتائج حملة مرسي، ولليوم مازالت بوابة الأهرام تضع على صدر صفحتها الأولى النتائج متضمنة فوز مرسي، وختام كل ذلك جاء دامغًا من حركة " قضاة من أجل مصر" التي أعلنت أنه الفائز أيضًا.
الحقيقة أن تأخر اللجنة العليا في إعلان النتائج وعدم وضوح خطابها يضاعف من الشكوك حول ما يتردد بشأن التلاعب في النتيجة لكننا نربأ باللجنة أن تفعل ذلك فهي لا مصلحة لها في جعل هذا المرشح أو ذاك يفوز، واليوم صارت نزاهتها وشفافيتها وحيادها مرهونة بقراراتها بشأن الطعون مشفوعة بمبررات مقنعة وبما ستعلنه أخيرًا من نتائج نهائية صادقة. والحقيقة أن هذا العمل مسؤولية وطنية وقانونية ودينية وأخلاقية لأعضاء اللجنة فلا يليق بهم وهم قضاة أجلاء أن يتلاعبوا بإرادة الشعب أو يرضوا لأنفسهم الخضوع لأية ضغوط من أي جهة حتى لو كان المجلس العسكري - كما يتردد - الذي نربأ به أن يكون منحازًا لأي مرشح أو يأتي برئيس بالتزوير كما لا يليق أن تبدأ مصر طريقها الديمقراطي بعد الثورة بممارسات العهود التي سبقتها من تزييف للإرادة الشعبية.
نريد الاطمئنان إلى نزاهة عمل اللجنة وعدم مخالفتها لضميرها المهني والأمانة الثقيلة التي في عنقها والتي سيحاسبها الله عليها وليفز بعدها من يفوز.
[email protected]