عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

cbc ..هل تجتاز الامتحان؟.

تتطوّر الفضائيات المصرية الخاصة، لكن التليفزيون الرسمي "فضائي وأرضي" يتراجع للخلف، وما زال خارج فكر الثورة يعيش في قفص مبارك لا يُريد الانعتاق منه ليكون تليفزيون الشعب

الذي يموِّله من جيبه.

مساء الثلاثاء مطلع مايو الجاري خطت فضائية cbc الخاصة خُطوة معقولة على طريق هذا التطوّر بالطريقة الجديدة للتعامل مع الانتخابات الرئاسية ومرشحيها، وهي جديدة على البيئة الانتخابية في مصر. فالإعلام الغربي وخصوصًا الأمريكي يظل مجددًا ومدهشًا دومًا في التعامل مع الانتخابات الرئاسية والتشريعية، ومحطة CNN تقدم دوما نماذج جاذبة في طريقة التغطية والابتكار المستمر فيها.

الفضائيات الإخبارية العربية أو الناطقة بالعربية سبقت الإعلام المصري في تقديم خدمات تحليلية بمستويات راقية وعميقة خلال الانتخابات الأمريكية، ولا أبالغ إذا قلت إن الجزيرة كان لها الدور المهم في جعل تلك الانتخابات مثار اهتمام لدى كثير من العرب كما أجبرت الفضائيات التي تنافسها على تقليدها فأصبحت تلك الانتخابات كما لو كانت شأنًا عربيًا أو كأنها تجري في بلادنا، والحقيقة إن نتائجها تؤثر فينا باعتبار أمريكا اللاعب الأساس في المنطقة العربية، كما فتحت الجزيرة شهيتنا العربية على الديمقراطية والانتخابات الحرّة والتنافس فيها على النمط الغربي، وقد كانت أمنيتي أن أرى في بلادي لمحاتٍ مما يجري في الغرب الديمقراطي، والحمد لله بدأت الأمنية تتحقق بعد الثورة حيث شهدنا انتخابات برلمانية نزيهة وجيدة، والآن نعيش أجواء تنافس على الأرض وفي الفضائيات في انتخابات رئاسية مهمة وتاريخية في البناء الديمقراطي المصري الناشئ.

فضائية cbc تقوم الآن بدور مشابه مع فارق الإمكانيات المادية والفنية لما تفعله CNN والمحطات العربية الإخبارية وهذا أمر يُحمد لها ونشيد بها إذا اجتازت الاختبار بنجاح رغم الحذر الواجب في متابعة رسالتها الإعلامية بسبب ما يلاحقها من شبهات بأنها موطن فلول إعلام مبارك باستثناءات محدودة، وما يثار حول صاحبها الغامض والأموال الضخمة التي ينفقها عليها وعلى شراء فضائيات أخرى وإصدار صحف رغم أن السوق مشبع بالإصدارات ورغم أن الفضائيات تؤثر بشدة على سوق التوزيع وتجعل المواطن ينام دون أن ينتظر جديدًا تقدِّمه له جريدة في الصباح، كما أن الإنترنت صار لا يترك شيئًا كثيرًا للصحف لتتميز به، يُقال إن صاحب هذه الفضائية وغيرها لديه نهم في الاستحواذ على الإعلام - مردوخ عربي - وأنه يرصد لذلك ميزانيات فلكية وتثار حوله شبهات الارتباط برجال من النظام السابق وقد بات عليه أن يوضح نفسه للناس بشفافية كما بات على الأجهزة الرسمية أن تتحقق من أمواله وأهدافه ومن عدم وجود شبهات غسيل لها أو توظيفها لرموز وشخصيات من النظام السابق في مشروعاته الإعلامية وغير الإعلامية، فصناعة الإعلام تتطلب النظافة والطهارة حتى يكون ذلك الإعلام جديرًا ببناء العقول وتنويرها وخدمة المجتمع وقضاياه.

بقدر اهتمامي بمتابعة ردود المرشحين الذين استضافتهم cbc حتى الآن بقدر تركيزي على مدى التزام فريق العمل بالحياد والموضوعية والنزاهة المهنية في إدارة النقاش وطرح الأسئلة هم وخبراؤهم وكذلك ما يعقب الاستضافة من استديو تحليلي لتقييم ما قاله المرشّح وفهم مفاتيح شخصيته وأفكاره وتوجهاته لتقريبه أكثر للجمهور، وهذا الأمر سيكون ملازمًا لي خلال متابعتي لأداء فريق عمل القناة مع كل المرشّحين لنعرف هل التزمت محطتهم من خلالهم بما قطعته على نفسها من أن دورها هو تغطية متوازنة وموضوعية؛ ليكون الجمهور على وعي وهو يختار من سيصوِّت له أم أنها كانت تدسّ السم في العسل لتلميع مرشّحين بعينهم والطعن في آخرين - خصوصًا الإسلاميين - بخبث ودهاء إعلامي.

الإعلام المصري الخاص بجانب أنه صار فوضويًا مثل كل شيء في مصر بعد الثورة فالأخطر أنه متهم بالإثارة وإشعال الحرائق في الوطن بعدم تقدير المسؤولية الملقاة على عاتقه والمساهمة في زيادة الاحتقان وتغذية الصراعات والانقسامات بين القوى السياسية ووقوفه ضد الإسلاميين خصوصًا، كما يتهم بافتقاد الموضوعية حيث يعمل بأساليب ماكرة ضد الثورة لتشويهها وتيئيس المصريين وإحباطهم من التغيير ودفعهم إلى الحنين لعصر مبارك، باعتباره إعلام فلول النظام السابق حيث يسعى لاستعادة ما كان وإعادة عقارب الساعة للوراء أو دفعها للأمام لكن على نفس نمط نظام مبارك بألا يحدث تحوّل ديمقراطي حقيقي؛ إنما مجرد إصلاح شكلي ليبقى النظام القديم حيًا بنفس سياساته ليعود رجاله رويدًا رويدًا إلى الساحة.

الإعلام الموجّه غير المتوازن صاحب الأهداف الخفيّة المشكوك في تمويله هو الأخطر الآن على الثورة وعلى البلد وعلى العقول وبسبب هذا الإعلام ورسائله غير الإيجابية فإن الثورة في مأزق والمواطن مرتبك، محبط، مستفز دومًا.

هذا اجتهاد مردود عليه لكن نودّ أن تخوض cbc تجربة تغطية انتخابات الرئاسة بنجاح لنصفِّق لها ويكون ذلك بداية لتصحيح مسار الإعلام الخاص.