رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

روايات العسكري..!

"أكد شهود عيان من أهالي العباسية في فيديو مصور وهم يقفون بجوار مسجد النور أن المسلحين الذين يقفون فوق مسجد النور هم تابعون للجيش وكانوا يطلقون النار بشكل عشوائي على المواطنين والدليل على هذا، أن قوات الجيش عندما صعدت فوق المسجد وقفت مع المسلحين دون أن تقبض عليهم وكأن هناك تعاونا بينهما.

ويظهر في الفيديو الذي صورته إحدى المواطنات مجموعة من المدنيين يشاهدون أحداث العباسية من فوق الكوبري المواجه لمسجد النور ويحذرون قوات الجيش من وجود مسلحين فوق المبنى ولكن يفاجأ شهود العيان أن المسلحين يقفون بجوار رجال الجيش بعد صعودهم فوق المسجد دون أي مشاكل مما يثير استهجانهم وتعجبهم مما يحدث.
وقال أحد الشهود في الفيديو: "دي تمثيلية عاملها الجيش وبلطجيته على الشعب وإحنا كنا خايفين عليهم من المسلحين لكن لما طلعوا وقفوا معاهم ولا كأنهم طرف تالت ولا بلطجية رغم أنهم كانوا بيضربوا نار من شوية".
هذا الخبر نشرته بوابة الوفد مرفقا بالفيديو وقد شاهدته ولم أتعجب كثيرا لأنني صرت أتشكك كثيرا في كل ما يخرج عن المجلس العسكري من بيانات أو ما يقوله جنرالاته خلال مؤتمراتهم الصحفية أو المتحدثون باسمه في إعلام المجلس العسكري الذي كان هو أيضا إعلام مبارك.
الشكوك بدأت منذ أحداث ماسبيرو التي شهدت سقوط ضحايا مصريين حيث خرجت بيانات المجلس ومؤتمراته الصحفية لتبرئ القوات تماما من الدماء التي سالت، ولما اعترفوا قالوا إن الذي تم دهسه بالمدرعة أو المدرعات متظاهر واحد بطريق الخطأ لكن بعد ذلك تخرج تقارير لجنة تقصي الحقائق صادمة لتقول إن نحو 13 تم دهسهم.
ما حصل في العباسية سيناريو كبير هدفه تبرير الاعتداء على المعتصمين وتصويرهم على أنهم شياطين كانوا يخططون لضرب الدولة وإسقاطها عبر اقتحام مقر وزارة الدفاع لبث التخويف العام في قلوب المصريين خصوصا أن الجيش ومقراته وثكناته لها مكانة وقيمة خاصة في القلوب. لكن ألا تلاحظون أن مفردة إسقاط الدولة هي الأكثر استخداما الآن لدى العسكري وإعلامه ورجاله؟. أي دولة تلك التي ستسقط من اعتصام أو مظاهرة أو مليونية؟، وأي دولة قديمة وتاريخية تلك التي نتحدث عنها وتسقط بهذه السهولة اللهم إلا إذا كانت دولة من ورق ونحن لا ندري؟.
هي فزاعة أخرى اسمها إسقاط الدولة يتم اختلاقها لتخويف عموم المصريين من الثورة والثوار والقوى السياسية وشيطنتها كلها ليكون المجلس العسكري فقط هو الجهة الوحيدة الملائكية الطاهرة الحريصة على الدولة بينما غيره هم المخربون الذين يريدون إسقاطها. كأن المجلس العسكري يحتكر وحده الوطنية بينما ما دونه عملاء وخونة مستعدون لبيع البلد!!. الحقيقة أنه إذا كانت الدولة ستسقط فذلك بسبب إدارة

العسكري لها منذ الثورة، فهي إدارة سارت في اتجاه فعل كل ما يمكن لإجهاض الثورة وعدم تنفيذ أهدافها. العسكر هدفهم السلطة ولما جوبهوا بعد انكشاف هذا الهدف بالضغط الشعبي الثوري فإنهم بدأوا يتراجعون لكنهم يمارسون كل ما أمكنهم لأجل تحويل أنظار البسطاء الباحثين عن الاستقرار المزيف إلى الثورة ونقدها وتحميلها معاناتهم الاقتصادية والأمنية، وهو ما يحصل الآن مما نلاحظه من اتصالات من مواطنين بالفضائيات تطالب العسكري باستخدام القوة ضد المعتصمين، ومن يقول ذلك يقصد صراحة ليس أولئك الذين كانوا في العباسية بل من في التحرير وكل من يرفع شعار الثورة والتغيير. هؤلاء نجح العسكري في بث الرعب في قلوبهم بالانفلات الأمني المتعمد وهم ليسوا أقلية بل قطاعات تتسع وليسوا كلهم من العامة إذ يدهشني أن تجد منهم متعلمين ومسيسين بل ويندمون على زمان مبارك، فهل هو حنين للديكتاتور والانكفاء والانحناء والانسحاق؟. هذا الأمر لا يجب السكوت عليه من كل القوى والأحزاب السياسية ومن الكيانات الثورية حيث يجب مواجهته سلميا بعودة الوحدة التي كانت في التحرير خلال الثورة لأن البيئة تتهيأ للعسكري ليفعلها في أي لحظة وينقلب على الثورة معتمدا على تأييد شعبي أنضجه طوال أكثر من عام من التيئيس والإحباط للمصريين.
سيناريو العباسية يقول إن إسرائيل كانت تنتظر ساعة الصفر وهي هجوم المعتصمين على وزارة الدفاع لتندفع هي إلى سيناء لاحتلالها بحجة سقوط الدولة المصرية بحجة أن أمنها بات مهددا؟. هل رأيتم أخطر من هذه الحبكة لتجعل المصريين يخرجون للشوارع يطالبون العسكري بإعلان الأحكام العرفية وحكم البلاد لإنقاذها من الاحتلال الإسرائيلي المزعوم والعصف بكل من يتحدث عن ثورة وتغيير.
يا كاتب ويا مروج هذه السيناريوهات لم أعد أقتنع بقصصك ورواياتك التي يغلب عليها الخيال والتخويف.