رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جنرال .. بارع في حرق نفسه..!

عمر سليمان .. رجل الوقت الضائع.

رجل يُجيد حرق نفسه لأنه يضع نفسه في خانة الاحتياطي للسلطة القائمة ليقوم بأدوار وظيفية لها.

ينتقل من سيئ إلى أسوأ فيزداد انكشافًا.

خرج من صندوق العمل الأمني المغلق إلى رحابة العمل السياسي المنفتح فظهرت إمكاناته المتواضعة وضيق عقله السياسي وانتهاء صلاحيته للعمل العام.

خلال الثورة عيّنه مبارك نائبًا له، ليقوم بوظيفة المنقذ لنظام يتهاوى فسقط مبارك وأخذ معه ظله عمر سليمان.

أدار الــ 13 يومًا نائبًا للرئيس بأخطاء سياسية قاتلة كشفت عن أنه لم يكن مؤهّلاً للمنصب وكان الأفضل له أن يبقى جنرال المخابرات الغامض الذي تسبقه شهرة أمنية لم نكن ندري حقيقتها ولا كيف كانت مواهبه خلال إدارته لهذه الجهة الأمنية .

خرج من الثورة خاسرًا منصبه السياسي بعد الأمني وانزوى في بيته مع فضيلة الصمت يُلاطف أحفاده مجنّبًا نفسه باب جهنم السياسة.

لكنه عاد بعد عام وشهرين إمّا اشتياقًا للمنصب الرفيع، فقد كان يومًا هو الخيار المفضّل للمصريين ليكون رئيسًا، لكن الظروف آنذاك كانت مختلفة حيث كان سليمان حلاًّ للهرب من جمال ووالده المريض وليس حبًّا في جنرال جديد يحلّ محلّ جنرال قديم.

وإمّا أنه عاد بطلب من جهة ما ليقوم بدور وظيفي جديد على ما تتصوّر الجهة التي استدعته لكنه أخطأ أيضًا هذه المرّة لأن الزمن لم يعد زمنه حتى لو نام أمام بيته عدّة آلاف يُلحّون عليه في الترشّح، وأخطأ لأنه بدأ حملته من باب المواجهة مع خصم ليس سهلاً ويصعب اصطياده، أسلوب الهجوم خير وسيلة للدفاع كان قفزة في الهواء مع الإخوان الذين هم الآن غير الإخوان في زمن القمع والسجن والحظر.

الإخوان تعوّدوا على المواجهات والمعارك والاتهامات وأصبحوا خبراء في امتصاص الصدمات ثم توجيه اللدغات القاتلة. الإخوان سحرة سياسة ولا سحرة فرعون.

وكما حاول سليمان إيلامهم فإنهم آلموه وكما هدّد بفتح صناديقه السوداء فإنهم هدّدوا بفتح ملفاته الخطيرة المغلقة وبالفعل تطايرت أوراق من هذا الملف عن الدور القمعي الذي مُورس ضدّ الإسلاميين خلال فترة العنف والمواجهات الدموية بينهم وبين أجهزة الأمن ثم الدور الخفي في استجواب الإسلاميين المحوّلين من الأمريكان بدعوى أنهم إرهابيون للخبرة المصرية في انتزاع الاعترافات خارج القانون ويُقال الآن الكثير عن الجنرال ودوره وخدماته في هذا الملف للمخابرات الأمريكية، كما تطايرت ورقة أخرى عن علاقاته الوطيدة الحميمة مع الموساد وقادة إسرائيل ودوره في تطبيق سياسة الخنق والحصار على غزة لإسقاط حماس عدو إسرائيل ، لكنها ليست عدوًّا لمصر ولن تكون.

من يُريد أن يقرأ التاريخ الأمني للجنرال في قمع الإسلاميين عليه أن يُطالع ما

يكتبه الأستاذ فهمي هويدي من معلومات مُذهلة يشيب لها شعر الولدان لدرجة أن بدني اقشعّر عندما قرأت أن الأمريكان طلبوا منه عيّنة " دي إن إيه " لشقيق أيمن الظواهري الموجود بقبضة سليمان فعرض عليهم قطع يده وإرسالها إليهم لكنهم كانوا أكثر رأفة منه وطلبوا عيّنة دم أو لعابًا فقط.

عمر سليمان تسرّع عندما بدأ حملته الانتخابية قبل أن يستقرّ وضعه القانوني كمرشّح بشنّ حملة على الإخوان ظنًّا منه أن ذلك هو الطريق السالك لحصد الأصوات باختلاق " الفزاعة " مجدّدًا والوصول للقصر على جثثهم كما كانت هي لعبة مبارك للبقاء الأبدي في السلطة.

صوّر له عقله الأمني أن يستفيد من بعض قرارات ومسارات الإخوان مما اعتبرها خصومهم أخطاء أو ارتباكات ليظهر كمنقذ للبلد من الغول الإسلامي الذي يُريد أن يبتلع مصر الثورة في بطنه ويحرم قوى الثورة من نصيبها من السلطة، لكنه خرج من السباق مبكّرًا لسبب لم يخطر على بال أحد سواء كانت حملته لم تضبط عدد التوكيلات فعلاً أو تمّ تصميم هذا الخطأ لسحبه من السباق بعد أن تيقن من دفع به أن مصر على شفا الانفجار والاحتراق أو كان قد تمّ الدفع به مقابل الشاطر ولمّا أُريد التضحية به كان ذلك مقابل الشاطر وأبوإسماعيل أيضًا.

على كلٍّ فهو خرج بعد 9 أيام فقط من اعتباره مرشّحًا رئاسيًّا ولم يهنأ بأن يكون مرشّحًا رسميًّا كاملاً مثلما لم يهنأ بمنصب نائب الرئيس أكثر من 13 يومًا فقط. أليس هو رجل الوقت الضائع فعلاً؟. وأليس هو الذي يحرق نفسه بنفسه ؟. وهو في المرّتين خرج خاسرًا، فقد أتاح الفرصة لفتح ملفاته بعد أن كانت هي وهو في الظل والأمان.