رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

العرب وقراراتهم .. والنظام المتحصن بالفيتو!

لم يجف حبر قرارات الوزاري العربي مساء الأحد 12 الجاري حتى رفضتها سوريا "جملة وتفصيلاً"!.

لم يناور النظام، وينتظر بعض الوقت كما في المرات السابقة، لدراسة القرارات، ثم إعلان الموقف منها، ولو من باب إثبات حسن النية للحل السياسي.

رد بسرعة رافضًا لكل القرارات، وهو فعل ذلك بتأثير الفيتو الروسي الصيني لصالحه بمجلس الأمن الذي أعطاه حصانة لمواصلة القتل، وتحدي العرب، والعالم.

لم يعد الأسد يأبه بأي موقف عربي، أو دولي، إلا بمواقف ثلاث دول فقط هي: روسيا، والصين، وإيران، فهي من تحميه، وتدعمه، سياسيًا واقتصاديًا، وعسكريًا.

أهينت المبادرة العربية عندما أسقطها الفيتو، وأهين معها العرب، ورعاة القرار، والداعمون له من الأوروبيين، والأمريكان ، واليوم صار العرب بلا أي تأثير على ذلك النظام، إلا إذا أحكموا مقاطعته، ومحاصرته، دبلوماسيًا، واقتصاديًا، وتجاريًا، وفرضوا بكل السبل الحماية للشعب السوري، وتوصيل المساعدات للمناطق المنكوبة، من خلال إنشاء المناطق الآمنة، رغم أن بعض الدول العربية مازالت متواطئة مع النظام القاتل، وتخلخل الموقف الجماعي العربي.

يحتاج العرب إلى التحرك على جبهتين، الأولى: هي الغرب، لدعم كل خيارات حماية السوريين، ومنها تشكيل وتفعيل مجموعة أصدقاء سوريا التي أعلن أن تونس ستستضيف اجتماعها الأول 24 الجاري، وهو موعد بعيد ،فهناك أرواح تزهق يوميًا، والجبهة الثانية: هي روسيا والصين في محاولة لفتح نافذة في جدار التصلب الحامي لعنف النظام الذي فاق كل حد، وهذا لا يتناقض مع ما قلناه بضرورة أن يفكر العرب في معاقبة البلدين على تعنتهما، وانحيازها إلى نظام قاتل صار مرفوضًا من شعبه، ومن محيطه العربي والإسلامي، وخصوصا إذا لم ينفتح البلدان على المبادرة العربية الجديدة دون تفريغها من مضمونها، كما حصل مع المبادرة التي ذهبت لمجلس الأمن، وصوتا ضدها.

بعيدًا عن الرفض السوري لقرارات الوزاري العربي، فإن أهم قرار فيها، هو طلب العرب من الأمم المتحدة تشكيل قوة حفظ سلام أممية. لكن هل هذا القرار قابل للتنفيذ، ويمكن تهيئة الأجواء له ليكون فعالاً، وهل ستتقبله روسيا التي تدعي أنها تبحث عن الحل السياسي، وهو خطوة في هذا الحل، فقد باتت راعية النظام السوري في مجلس الأمن، وصاحبة القرار في كل شؤونه الآن قبل بشار نفسه، وإذا تم قبول القرار فكم من الوقت يستغرق تشكيل تلك القوة، في ظل نهر من الدم لا يتوقف، ومن يضمن ألا يمارس النظام ألعابه في استهلاك المزيد من الوقت بإدخال خطة عمل تلك القوة في دهاليز التفاصيل، والمناقشات، والتعديلات لتمر أسابيع إضافية حتى يتم اعتمادها ليكون ألوف آخرون قد لقوا حتفهم، ثم من يضمن عندما تذهب تلك القوات لحفظ السلام أن تنجح في ممارسة عملها مع نظام مراوغ، إلا إذا حصنها مجلس الأمن، وكانت قوة كبيرة ، ولديها صلاحيات واسعة لحماية المدنيين، والتدخل السريع .

الجامعة العربية لا يجب أن تهدر مزيدا من الوقت، بل عليها التحرك سريعًا على جبهة روسيا والصين لإقناعهما بالفكرة لتمريرها بمجلس الأمن، وعدم إفشالها

كما أفشلتا المبادرة السابقة.

من أبرز ما حصل على هامش الاجتماع الوزاري هو قبول استقالة الدابي من رئاسة بعثة المراقبين ،أو إقالته، فهذا الجنرال السوداني تسبب في زيادة آلام السوريين بدل أن يساعد على تخفيفها، حيث تحول من مراقب نزيه على مدى التزام النظام ببنود الخطة العربية، ومنها وقف القتل، وسحب المعدات العسكرية، والإفراج عن المعتقلين، إلى ورقة في أيدي النظام، فهو تحدث في تقريره عن سوريا أخرى غير التي نتابع أخبارها الآن، والمدهش أن يزداد عدد القتلى في ظل هذه البعثة التي جاءت وبالاً على السوريين، وتقرير الدابي اعتمد عليه النظام في تبييض صورته الدموية بمجلس الأمن، وفي تحميل المعارضة المسؤولية عن العنف، واتكأت عليه روسيا في استخدام الفيتو.

من اختار الدابي؟، هل هو أمين الجامعة نبيل العربي، أم دمشق؟ ، فهو غلطة كلفت الشعب السوري والعرب استهلاك وقت طويل دون فائدة، بينما سفك الدماء متواصل، وقد ظهر أن فكرة المراقبين كانت حالمة كثيرًا مع نظام شرس لا يؤمن إلا بالعنف، وهو الذي استفاد من المراقبين، وليس الشعب. ولذلك كان ضروريًا حلُ البعثة ، لأنها صارت بلا فاعلية، فالمجازر مستمرة بوجودها، وبغيابها.

من الجيد أن يقرر العرب دعم المعارضة السورية سياسيا وماديا، لكن آن الوقت لهذه المعارضة الخارجية والداخلية أن تتوحد في كيان واحد، وأن تنبذ خلافاتها، فهي أحوج ما تكون الآن للتوحد خلف قيادة وأهداف واحدة ، كما حصل من المعارضة في ليبيا مما سهل لها انتزاع اعترافات عربية ودولية .ووقف الاتصالات الدبلوماسية خطوة مهمة للضغط على النظام، لكن كنّا نودّ أن يكون القرار أكثر صراحةّ بأن يتم قطع العلاقات الدبلوماسية فورا ، وطرد سفراء ذلك النظام من العواصم العربية، وتشديد العقوبات عليه، مع التزام كل الحكومات بالقرارات، وليس تهرب البعض ، أو التعامل سرًا، أو طلب استثناءات.

أكرر ما قلته بمقال سابق من أن العرب أمام ساعة الحقيقة لإنقاذ الشعب السوري، فهل يفعلون ؟.

[email protected]