رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حزب "الأصوات الباطلة"..!

من المؤشرات المزعجة في نتائج الجولة الأولى من المرحلة الأولى لانتخابات مجلس الشعب هو عدد الأصوات الباطلة والتي بلغت 517 ألفا و967 صوتا بما نسبته 6% من إجمالي عدد المصوتين.

وإذا كانت نسبة التصويت قد بلغت 62% ممن لهم حق التصويت، أي إن 8 ملايين و449 ألف ناخب ذهبوا للـّجان وأدلوا بأصواتهم وهي أعلى نسبة تصويت في أي انتخابات بمصر منذ عهد الفراعنة إلى الآن كما قال المستشار عبد المعز إبراهيم رئيس اللجنة العليا للانتخابات، فإن نسبة الأصوات الباطلة مرتفعة جدا وتثير القلق على مستويين:
الأول: إذا كانت بسبب أخطاء غير متعمدة، لعدم قدرة الناخب على التصويت الصحيح، فإن ذلك يعني أن النظام الانتخابي معقد، وليس سلسلا، وأن الناخب المصري لم يتعود على هذا النظام الجديد. ذلك أن الجمع بين القائمة والفردي، نظام جديد، وإن كانت له سابقة في عام 1987، لكن في تلك السابقة لم يكن هناك إقبال من المصريين على ممارسة حقهم الانتخابي، أما اليوم فإن الإقبال فاق كل التوقعات، وبالتالي من المتوقع أيضا أن تزيد الأخطاء - لكن ليس بهذه النسبة الكبيرة - لأن الناخب وجد نفسه أمام اختيار لواحدة فقط من بين قوائم عديدة، وقد لا يدرك ويختار قائمتين على غرار الاختيار في الفردي فيبطل صوته. كذلك فإن كثرة عدد المرشحين الفرديين قد يجعله يختار واحدا فقط، أو ثلاثة، فيبطل صوته، ولا ننسى ارتفاع نسبة الأمية في مصر، علاوة على أن خبرة التصويت في هذا النظام الانتخابي الجديد لم تكن متوفرة، ففي السابق اعتاد الناخب أن يذهب ويختار اثنين من بين عدد محدود من المرشحين بسبب صغر حجم الدوائر، وليس ذلك العدد الضخم من المرشحين في الانتخابات الحالية لاتساع حجم الدوائر بشكل كبير.
أما المستوى الثاني: إذا كانت الأخطاء متعمدة لإبطال الصوت، فهناك من لهم موقف سياسي مختلف، وهم شاركوا في العرس الديمقراطي لكن على طريقتهم، وإذا كان يحمد لهم المشاركة، فلا يحمد لهم إبطال الصوت، وهؤلاء في تقديري هم:
1 – الثوار الذين يرفضون إجراء الانتخابات قبل تنفيذ مطالبهم في تشكيل مجلس رئاسي مدني يتسلم السلطة من المجلس العسكري، وتشكيل حكومة إنقاذ برئاسة محمد البرادعي، فهم لا يكتفون باستقالة حكومة شرف، والتبكير بالانتخابات الرئاسية، وتأسيس مجلس استشاري مدني.
2 – الرافضون للثورة على غرار من يسمون بـ

"أبناء مبارك"، وجماعة "آسفين ياريس"، وممن كانوا مستفيدين من النظام السابق، ومن ذهب منهم للتصويت فقد يكون بعضهم أبطل صوته كنوع من تخفيف الألم النفسي عنه، أو الثأر من الثورة.
وإذا كان هذا التحليل دقيق فسيكون الثوار والفلول قد التقوا رغما عنهم مع بعضهم البعض في هذه النقطة، وهذا من الأمور المدهشة في عالم السياسة.
3 – الذين لا يجدون أن المرشحين في القوائم، أو في الفردي مقنعون لهم، وهذا فريق سوداوي لا يرى شيئا جميلا من حوله.
لكن بالطبع ليست الأصوات الباطلة ناتجة كلها عن أخطاء غير متعمدة، أو متعمدة، فهي خليط من الاثنين، وبشكل عام ففي أي انتخابات في العالم هناك أصوات باطلة تقل أو تكثر حسب مستوى التعليم، والوعي السياسي، والخبرة الانتخابية، وطريقة التصويت، ودرجة الإقبال، وعدم وجود أزمات أو مشاكل أو انقسامات بالمجتمع.
مازال هناك جولة إعادة للمرحلة الأولى، وهي ستكون على مقاعد الفردي، وستجرى في 25 دائرة لاختيار مرشحين من بين أربعة مرشحين، واختيار مرشح واحد فقط من بين مرشحين في دائرتين، وهذا التصويت سيكون غاية في السهولة على الناخب غير المتعلم، وسننتظر لنرى عدد الأصوات الباطلة إن كان كبيرا أم محدودا، حيث سيكون لذلك دلالته.
والتحليل الأعمق والأشمل للتصويت الباطل سيرتبط بالانتهاء من المرحلتين الثانية والثالثة مع جولة الإعادة فيهما، فهل سيكون ضخما مثل المرحلة الأولى؟ أم سيتراجع؟.
أخشى أن يتأسس لدينا حزب جديد اسمه حزب "الأصوات الباطلة"، فنسبة الـ 6% تعادل نفس النسبة التي حصل عليها حزب "الوسط"، ونصف النسبة التي حصل عليها "الوفد".