رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عادل لبيب .. رجل الأقدار!

تعيين اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية السابق محافظاً لقنا بعد ثورة يناير 2011، هو تصحيح لقرار خاطئ بتعيين اللواء عماد ميخائيل محافظاً لها، وهو القرار الذي أخرج قنا عن بكرة أبيها رافضة له، في أول خروج علي الدولة المدنية الحديثة التي أرسي قواعدها محمد علي باشا في العام 1905

، لذا لم يكن غريباً خروج أهالي وقبائل قنا بالخيول والطبل والمزمار البلدي احتفاء باللواء لبيب في ولايته لقنا، والتي تختلف جملة وتفصيلا عن ولايته الأولي لها، مما يجعل اللواء عادل لبيب هو رجل الأقدار لمحافظة قنا، وكما جعلها مدينة عالمية في الفترة السابقة، فالمطلوب منه الآن استعادة تلك المكانة علي الأقل أو تجاوزها، بما يتناسب مع مصر الثورة.. والحرية.. والمستقبل.

لقد رفض أنصار التيار السلفي في قنا تعيين اللواء لبيب محافظا لقنا لاعتبارات عديدة، أهمها انه ضابط شرطة سابق، ومحسوب علي النظام السابق، وكان يتولي نائب رئيس جهاز أمن الدولة المنحل والذي استبدل بالمجلس الوطني، وفي اعتقادي ان كل فصيل أو تيار سياسي من حقه إبداء رأيه بالأسلوب الحضاري وبطريقة سلمية، لكن تكرار ما حدث مع اللواء عماد ميخائيل لا يمكن قبوله بالمرة، مثل تعطيل الإنتاج وإيقاف القطارات وقطع طريق القاهرة - أسوان، وقنا - البحر الأحمر، وقد دفع رصيد اللواء عادل لبيب السابق في قنا، الأغلبية الساحقة من ابنائها الي الترحيب به والاحتفاء بتوليه منصب المحافظ مرة أخري، خصوصا بعد تجربة اللواء مجدي أيوب غير الناجحة في المحافظة - ولو نجح أيوب في قنا لرحب ابناؤها باللواء ميخائيل - لذا لم يكن غريبا ان يهتف ابناء قنا باسم اللواء لبيب عند زيارة الدكتور عصام شرف لها خلال أزمة اللواء ميخائيل.

في اعتقادي ان منطق التيار السلفي مردود عليه، ومبدئيا.. كان اللواء عادل لبيب في تجربته السابقة بمثابة الفانوس السحري لمحافظة قنا، حيث نجح في نقلها من دائرة الصمت والسكون والنسيان الي بؤرة الأضواء والشهرة والعالمية، كل هذا بالجهود الذاتية، وتحولت قنا في عهده من مدينة منسية إلي مدينة عالمية حازت أعلي شهادات الجودة من أشهر منظمات البيئة الأوروبية والعالمية، وأصبحت قنا مثالا يحتذي به في الجمال والتخطيط والبناء، متفوقة بذلك علي أشهر محافظات الجمهورية التي سبقتها مثل الإسماعيلية والإسكندرية.. ولم يفرق الرجل بين أبناء المحافظة في الخدمات، الكل أمامه سواسية.

وبالنسبة لكون لبيب ضابط شرطة سابقاً كان يعمل بجهاز أمن الدولة في السابق وكان ولاؤه لمبارك، فهذا لا يشين الرجل في شىء، المهم انه خلع رداء الحزب الوطني الآن ولم يثبت تورطه في قضايا تعذيب أو قتل متظاهرين مثل غيره من ضباط شرطة آخرين، وولاء اللواء لبيب الآن لمصر الثورة وليس لنظام مبارك.

لقد أكد اللواء لبيب في لقائه بحركة «إرادة قنا» فور توليه منصب المحافظ أنه جاء محافظا لقنا دون رغبته، وإنما استجابة لتكليفات المجلس العسكري ورئاسة الوزراء بعد حيرة طويلة نظرا لطبيعة المحافظة القبلية، وقال لبيب انه ملتزم بمبادئ ثورة 25 من يناير، ولكن سياسته وطريقة إدارته لن تتغير، وأوضح انه ليس من فلول الحزب الوطني وأنه لا يتبع أي شخص أو حزب وإنما هو شخصية سياسية وتنفيذية يعمل علي احترام القانون وتطبيقه علي الجميع دون محاباة لأحد، مؤكداً أنه يفتخر بأنه كان ضابطا سابقاً في جهاز أمن الدولة «المنحل»، لافتا إلي أنه كان يضم الكثير من الشرفاء.

لقد عرفت اللواء عادل لبيب عن قرب، خلال ولايته الأولي لقنا التي استمرت 6 سنوت، جلست معه ساعات طويلة، خرجت بصحبته في جولات ميدانية عديدة بدون سابق ترتيب أحيانا،

كما استمعت الي آرائه وأفكاره، وخططه في تنفيذ بعض المشروعات، وأشهد ان الرجل كان محافظا كفؤاً وإداريا بامتياز، ولم يكن يعرف الروتين الحكومي المعتاد، وكان يستمع الي المشكلة ويأتي بمن يملك مفاتيح حلها فورا، ولم يكن الرجل يفرق بين أبناء القبائل أو العائلات، المهم عنده الالتزام بالقانون والمشاركة في ملحمة البناء.

المطلوب من اللواء عادل لبيب الآن: ان ينسي تجربته السابقة كمحافظ في قنا والإسكندرية. وان يرتدي عباءة مصر الثورة، وان يعيد الحلم والخيال والأمل الي محافظة قنا حتي تسترد مكانتها، وأن يعرف ان مهمته الحالية أصعب من الأولي، لاختلاف المناخ السياسي والمزاج العام عما كان سائداً في السابق، في الماضي كان أسهل شىء اللجوء الي الشرطة لمعاقبة المخالفين للقانون، اليوم أصبحت الشرطة آخر سلاح يلجأ إليه المسئول الناجح، ان ينقل تجربة النهضة التنموية في قنا إلي بقية مدن المحافظة، لان قنا المحافظة ليست المدينة فقط، بل هناك مدن ومراكز أخري من أبوتشت شمالاً إلي قوص جنوبا، كذلك يجب علي اللواء لبيب ان يستدعي الطيور المهاجرة من أبناء المحافظة والمقيمين بالخارج، لكي يشاركوا في ملحمة التنمية وان يتم التركيز علي حل مشكلة البطالة أولا، وان يضع المحافظ نصب عينيه ان أهم مشكلات قنا الآن هي تعطل المناطق الصناعية ومعوقات الاستثمار فيها، والبنية التحتية وقصور المرافق والخدمات، والتكاليف الباهظة للرسومات الهندسية بمجالس المدن، والباعة الجائلون، والأراضي التي خصصت لشركة «أوراسكوم» ولجهاز أمن الدولة لبناء برج سكني.

ويجب أن تتصدر أجندة اللواء لبيب أيضا تنفيذ خطة شراكة اقتصادية بين قنا والبحر الأحمر، لان كلتيهما مكملة للأخري في شتي المشروعات، وطريق قنا - سفاجا هو باكورة تلك الشراكة، لذا يجب إحياء هذا الطريق الذي يمكن ان يقدم الخير الكثير لابناء قنا والبحر الأحمر معا، كذلك يجب ان يفتح المحافظ قلبه ومكتبه مرتين في الأسبوع لحل مشكلات أبناء قنا بدلا من مرة واحدة، ومن المهم هنا أيضا ان يسجل اللواء لبيب تجربته الناجحة - في كتاب أو أوراق - في محافظة قنا في السابق ويبني عليها، بحيث تكون مرجعا لأي محافظ يأتي بعده، بحيث إذا لم يطور تلك التجربة فعلي الأقل ينفذها، حتي لا تتكرر مأساة قنا مع اللواء مجدي أيوب مرة أخري.

مبروك لقنا تعيين اللواء عادل لبيب محافظا لها.. ومبروك للواء لبيب عودته إلي بيته الأول محافظة قنا.

Elmaghraby[email protected]hotmail.com