عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية محمد الشرقاوي

تبدو المصالحة السياسية مع الاخوان الآن فكرة مستحيلة القبول من الشعب بعد اشتعال حوادث الارهاب على نحو غير مسبوق كما جري مؤخراً في حادث كرم القواديس بالشيخ زويد الذي حصد 60 جندياً بين قتيل وجريح، المصالحة ليست قرار الاخوان أو قيادات التنظيم الدولي في الخارج أو القيادات الوسطية في الداخل بعد حبس قيادات الصف الأول على ذمة قضايا العنف والارهاب وقطع الطريق فالشعب هو صاحب القرار وبعد اكتوائه بنار الارهاب وتعطيل مصالحه بسبب تظاهرات الاخوان وانصار المعزول مرسي بين الحين والآخر لا يمكن طرح الفكرة حالياً، كل ما نريده هو تحقيق مصالحه مع القوى السياسية غير المحسوبة على الاخوان أو التيارات الاسلامية الاخرى، والتي تم القبض عليها في بعض التظاهرات أو على سبيل الخطأ ولا علاقة لها بالاخوان بالمرة بل انها من انصار ثورة 30 يونية وخرجت للمطالبة باسقاط الرئيس محمد مرسي وهو ما تم فعلاً في 3 يوليو 2013.

محمد الشرقاوي شاب من محافظة البحيرة، عمره 37 عاما تقريبا، يعمل ترزي سيدات في دمنهور، ولا علاقة له بالاخوان من قريب أو بعيد، بل انه ضدهم على طول الخط وكانت سعادته لا توصف فور اسقاطهم من الحكم وعزل مرسي، وقد انتخب الشرقاوي عبدالفتاح السيسي رئيساً للجمهورية في الانتخابات الرئاسية الاخيرة ولديه إيمان أكيد بأن مصر ستواجه مخططات اسقاطها على يديه، وستنطلق الى آفاق رحبة في المستقبل بعد تدشين المشروعات القومية العملاقة الاخيرة، ولكن حظ الشرقاوي العاثر جعله يخرج يوماً الى الشارع على صوت مشاجرة وكان في يده اللاب توب الخاص به والذي يتضمن أغاني وفيديو كليب لعدد من الفنانين والفنانات، وعندما اقترب من المشاجرة لاستطلاع الامر فوجئ بالقبض عليه ونقله الى مركز شرطة دمنهور بتهمة الاشتراك في مظاهرة للاخوان ضد نظام الحكم، وسرعان ما تطورت الامور سريعاً من الحبس 4 أيام الى 15 يوماً تم تجديدها، ليتم ايداعه في عنبر كبير به أكثر من 85 سجيناً وقد طلب من أهله أخيراً أن يوفروا له بطانية أو ملاءة لكي يستطيع النوم عليها بعد قدوم الشتاء.
حتى اللحظة، الشرقاوي يضرب أخماساً في اسداس وتخرج منه اسئلة بلا اجابة: كيف تم القبض عليه في مظاهرة اخوانية وهى لم تكن مظاهرة أصلاً؟ وهل يتم القبض على متهم واحد في مظاهرة ويترك الباقون؟ أين هم اذا كانت هى مظاهرة أصلاً؟ ولماذا لم يتم تحريز جهاز اللاب توب ضمن المحضر كدليل ادانته اذا كانت هناك ادلة فعلاً؟ ان الجهاز يحوي اغاني ورقصات ولا علاقة له بمظاهرات الاخوان، فلماذا لا يعتد به كدليل براءته؟
أسرة الشرقاوي ذاقت الأمرين منذ القبض عليه، وواثقة تماماً من براءته لأنه ضد الاخوان؟ فكيف يحاسب بمشاركة في مظاهرة اخوانية؟ لقد بقيت أسرته حتى عرفت مقر احتجازه وبدأت تشكو من استغلال بعض المحامين للقضية حتى يحصلوا على الاتعاب الكبيرة التي تثقل كاهلهم، وفي نفس الوقت فإن مسألة تجديد الحبس 15 يوماً كل

مرة ترعبهم خوفاً أن ينال عقوبة عن تهمة هو برىء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب؟ ويتساءلون: هل تم تجديد الحبس استناداً الى محضر الوقعة والضبط؟ أم الى تحريات الأمن الوطني «أمن الدولة»؟
اسرة الشرقاوي تطالب باعادة التحقيق في حبس محمد استناداً الى المحضر واحراز القضية «اللاب توب» وعدم الاطمئنان كثيراً الى تحريات أمن الدولة استناداً الى سجلها غير الناصع البياض بدليل تحطيم الجهاز بعد ثورة 25 يناير 2011، ولا يعني هذا التقليل من الدور الوطني للجهاز، بل العكس هو الصحيح، ولكن بعض المنتسبين للجهاز اساءوا اليه في الماضي وتخشى اسرة الشرقاوي ان تكون بقايا هؤلاء لاتزال تعمل بالجهاز بنفس العقلية القديمة وبنفس الاساليب وهو ما لا يمكن قبوله في مصر الجديدة بعد ثورة 30 يونية اذا كنا نسعى الى تحقيق الأهداف الحقيقية لثورة 25 يناير السابقة عليها في العيش والحرية والكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية.
< عودة="">
في خضم معركة الدولة ضد الارهاب التي تبدو اقرب الى حرب الاستنزاف منها الى الحرب المباشرة لأننا نواجه عدوا خفياً يضرب ويهرب ويختفي، هناك عدو آخر لا يقل شراسة عن الارهابيين وهو البلطجية الذين استغلوا انشغال الشرطة بمطاردة الارهابيين والمتطرفين ليتفرغوا لبسط السيطرة والنفوذ والاعتداء على ارواح وممتلكات الناس، وآخر تلك الحوادث السطو على محلات الذهب في اكثر من محافظة بعد ارتداء الاقنعة والاعتداء على من فيها بالسنج والرصاص وسرقة محتوياتها جهاراً نهاراً كما تكرر الأمر في قطار منوف حيث شكا لي بعض الأهالي ان شرطة النقل والمواصلات غائبة تماما والبلطجية ينشرون الرعب في القطار ليل نهار ويسلبون الركاب ممتلكاتهم ومن يعترض يدفع حياته ثمنا لذلك ناهيك عن حوادث البلطجة في احياء واقسام القاهرة الكبرى والتي تسجلها بعض محاضر الشرطة أو يرويها بعض الضحايا في صمت بعد فشلهم في استعادة حقوقهم ومحاسبة المجرمين.
اننا نناشد الداخلية اعادة الامن والانضباط الى الشارع المصري وعدم التفرقة بين البلطجية والارهابي فكلاهما يدمر الوطن.