رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شهادة المـشير


 


رغم دفاع الرئيس الأسبق حسني مبارك عن نفسه وعن فترة حكمه خلال إدلائه بأقواله في قضية قتل المتظاهرين التي تم ارجاء النطق في الحكم فيها الى أواخر نوفمبر المقبل، ورغم ادلاء اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات الأسبق نائب رئيس الجمهورية الأسبق بأحاديث ومعلومات حول أحداث ثورة 25 يناير 2011 لم يتم الكشف عنها بالكامل وأودعها في

صندوقه الأسود قبل وفاته المريبة، الا أن الشهادة الأخطر لما جرى في مصر في سنوات مبارك الأخيرة وقبل وبعد ثورتي 25 يناير و30 يونية، هى شهادة المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع الأسبق رئيس المجلس الانتقالي قبل تولي مرسي الحكم وبعد الاطاحة بمبارك، وبحكم منصبه فقد كان طنطاوي شريكاً أصلياً في تلك الأحداث، ومن المؤكد أن لديه الكثير ليقوله عن تجربته أو ذكرياته أو مذكراته أو شهادته لما جرى في مصر خلال تلك الفترة، ولكن الرجل لسبب أو لاخر آثر الصمت فزادت الأحداث غموضاً، إن كنا نطمح أن يتحدث المشير طنطاوي يوما ما ليروي تجربته للوطن والتاريخ حقيقة ما حدث في مصر خلال أخطر مراحل مصر في تاريخها الحديث.
المعروف عن المشير طنطاوي أنه الرجل الصامت ورجل افعال وليس أقوال وأنه زاهد في السلطة، ولا يحلم بالرئاسة وقد كانت في متناول يده مباشرة لكنه آثر الابتعاد عنها محتفظاً بتاريخه العسكري، رغم الدعوات العديدة بإطالة فترة الحكم العسكري الى أربع سنوات يتم بعدها اجراء الانتخابات الرئاسية لكنه آثر الالتزام بالاعلان الدستوري الذي جاء بمرسي رئيساً للجمهورية قبل أن يتم خلعه في ثورة 30 يونية 2013.
يروي عن المشير طنطاوي أن الصمت طبع أصيل في شخصيته وليس ادعاء أو تكلفاً أو بحثا عن وجاهة أو هيبة، ونذكر هنا في هذا المضمار أنه عقب اندلاع ازمة بين مصر واسرائيل على خلفية انفاق غزة ودعوة تسيبي ليفني وزيرة خارجية اسرائيل الى الاشراف والرقابة الدولية عليها وغضب مبارك من ذلك الى حد اعلانه أن «سيناء خط أحمر»، أن جاء الى القاهرة لترطيب الأجواء الملتهبة ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي فالتقى الرئيس مبارك والمشير طنطاوي واللواء عمر سليمان وبعد أربع ساعات تم احتواء الخلاف المصري - الاسرائيلي ولما سأل المراسلون الاجانب باراك عما قال طنطاوي في الاجتماع رد قائلا: هذا الرجل لم يتحدث بكلمة واحدة!!
وبخلاف أزمة انفاق غزة، يروي عن المشير طنطاوي أن مبارك كان يرجع اليه في كل صغيرة وكبيرة في الجيش ولما طلب الامريكان انشاء مكتب للتحقيقات الفيدرالية الامريكية في بورسعيد للتفتيش على السفن المارة في القناة بعد انتشار الارهاب، وعرضه مبارك على طنطاوي رفض بشدة مهما كان حجم الضغوط أو الاغراءات ولما وجده الامريكان متشدداً صرفوا النظر عن الأمر الذي اعتبره طنطاوي تدخلاً في السيادة الوطنية، كما رفض طنطاوي ايضاً الرقابة الدولية على أنفاق غزة وتركيب كاميرات لحماية الحدود الاسرائيلية، وهو الأمر الذي قبله الرئيس الاخواني محمد مرسي فيما بعد.
شهادة أو مذكرات المشير طنطاوي مهمة جداً الآن للحقيقة والتاريخ أولاً ولكشف حقيقة ما جري في مصر خلال 30 عاماً الماضية، صحيح أن طنطاوي برأ مبارك من قضية قتل المتظاهرين وفقاً لشهادته في المحاكمة، ولكن الصحيح أيضاً أن هذا الرجل كان ضد التوريث - توريث جمال مبارك للحكم - وكان هذا الموقف لا يقتصر على طنطاوي فقط بل يمتد الى المؤسسة العسكرية كلها التي رفضت أن يحكمها مدني وشخص بلا خبرات

أو قدرات حقيقية، وكل ما يمتلكه أنه ابن الرئيس فقط، وشهادة المشير طنطاوي يجب أن تمتد الى تقييم حقبة مبارك كاملة، منذ توليه مقعد الرئاسة عقب اغتيال السادات في حادث المنصة 1981 حتى خلعه عن الحكم وتفويضه الجيش أو المجلس العسكري ادارة شئون البلاد، ويجب أن تمتد شهادة طنطاوي الى حقيقة ما جرى لأبوغزالة؟ ولماذا تم عزله؟ وهل تم ذلك فعلاً لضغوط أمريكية بسبب سعيه لتطوير برنامج الصواريخ المصري والسعي الى امتلاك مصر سلاحاً نووياً؟ وهل تم العزل لشعبية أبو غزالة خصوصاً بعد بطولاته العسكرية في حرب الفاو التي قلبت الموازين في الحرب العراقية - الايرانية، وجعلت العراق يخرج منتصراً بعد أن كان مهزوماً، فكرمه صدام حسين وأشاد به مما جعل مبارك يخشى من شعبية أبو غزالة في الجيش فقام بعزله قبل أن يقوم بانقلاب عسكري عليه؟
أيضاً يجب أن يروي المشير طنطاوي شهادته كاملة حول جمال مبارك وحلمه في كرسي الرئاسة وخطط الجيش البديلة لاحباط هذا المخطط إن تم فعلاً، وحقيقة ما يروى عن فساد علاء وجمال مبارك وهل كان الرئيس الأسبق مبارك يعلم ذلك ولم يفعل شيئاً؟ كما يجب أن يتحدث المشير طنطاوي عن علاقته الملتبسة باللواء عمر سليمان، وهل صحيح أنه رفض وصوله الى كرسي الرئاسة؟ وهل سمح اللواء طنطاوي بترشيح سليمان لكي يخرج من السباق فيما بعد وفي يده خيرت الشاطر نائب المرشد العام للاخوان والمرشح الأبرز للرئاسة قبل خروجه من السباق بسبب قضية ميليشيات الأزهر لعدم جواز ترشحه للرئاسة الا بعد مرور خمس سنوات من الافراج عنه؟ وماذا عن محمد مرسي؟ هل كان يعلم طنطاوي أن الانتخابات الرئاسية 2012 زورت لصالح مرسي ارضاء للأمريكان بعد فوز أحمد شفيق فعلاً؟ وما ثمن ذلك؟ كما يجب أن يدلي المشير طنطاوي بشهادته حول أداء مرسي في الحكم؟ وهل كان يتوقع ثورة الشعب عليه في 30 يونية؟ ولماذا اختار عبد الفتاح السيسي خلفاً له في وزارة الدفاع رغم أنه كان أصغر أعضاء المجلس العسكري سناً؟ وماذا عن صفقة الإفراج عن النشطاء الامريكان في قضية التمويل الأجنبي؟ هل كان الثمن الافراج عن عبد القادر حليم عالم الصواريخ المصري الذي أبلغ عنه الرئيس مرسي الأمريكان في قضية الكربون الأسود؟