ثلاثي أضواء الإرهاب
في لقائه مؤخراً برؤساء تحرير الصحف وضع الرئيس عبد الفتاح السيسي النقاط على الحروف مؤكداً أننا أمة تعيش في أزمة وأن الجيش المصري انقذ الوطن من السقوط كما حدث في سوريا والعراق وليبيا، والأهم من هذا كله أنه حذر من مؤامرات قطر وتركيا اللتين تدعمان ارهاب جماعة الاخوان المسلمين،
وذكر أن صحفاً ومواقع الكترونية ومحطات فضائية جديدة انشأها قطب الاخوان ابراهيم منير لزعزعة الاستقرار في مصر احتجاجاً على عزل مرسي وخلع الاخوان عن الحكم في ثورة 30 يونية، وهو ما يعيد إلى الاذهان فرقة ثلاثي أضواء المسرح في الستينيات «الضيف أحمد - سمير غانم - جورج سيدهم» مع الفارق أن فرقة ثلاثي أضواء المسرح زرعت البسمة في الوجوه وغسلت النفوس مما علق بها من أحزان ومرارة بعد نكسة 1967، في حين أن فرقة ثلاثي أضواء الارهاب الآن «قطر - تركيا - الاخوان» زرعت الرعب في الشارع المصري خوفاً من عملية ارهابية هنا أو هناك بعد أن طال الارهاب كل شىء سواء كانوا جنوداً أو ضباطاً أو مؤسسات أمنية وحكومية وأخيراً أبراج محطات الكهرباء.
ما تقوم به كل من قطر وتركيا هو دعم صريح للارهاب في مصر لاسقاط نظام الحكم الحالي المنتخب وافشال ثورة 30 يونية التي خرج فيها قرابة 33 مليون مصري قالوا: لا للاخوان، وطالما أن المسألة وصلت إلى الحرب الصريحة ضد مصر، فهذا يتطلب اعلان مصر الحرب على كل من قطر وتركيا بنفس الاساليب التي تلجآن إليها، بمعنى ضرورة استخدام كل الاسلحة الممكنة لاسقاط نظامي الحكم في الدوحة وأنقرة، وفي تقديري أن هناك محاور عديدة يمكن للقاهرة أن تلجأ إليها في اطار حرصها على ثلاثي أضواء الارهاب تتضمن الآتي:
- بالنسبة للاخوان: يجب استمرار السياسة الحالية باستمرار الحرب على الارهاب لأنها مسألة حياة أو موت، حتي تنفض الجماعة يدها عن زعزعة الاستقرار وتعود الى الشرعية الشعبية التي اسقطت مرسي والجماعة الارهابية وتساهم في بناء التنمية وتقوم بعمل مراجعة فكرية شاملة لتجربتها في المعارضة والحكم زهاء أكثر من 80 عاماً ولماذا خسرت كل شىء في لحظة مرة واحدة، وأن تقارن بين تجربتها في مصر وتجربة حزب العدالة والتنمية في تركيا، وبدون تلك المراجعة التي تتطلب أولاً التوقف عن العنف والارهاب لن تتعلم جماعة الاخوان المسلمين شيئاً وستبقى خارج التاريخ زمناً قد يطول إلى عشرات السنين.
- قطر: لو كنت مكان الحكومة المصرية لرفضت سداد مبلغ الـ 3 مليارات دولار التي أقرضتها الدوحة الى القاهرة إبان حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، لأن خسائر الارهاب الذي تموله حكومة قطر في مصر منذ خلع الاخوان وإقصائهم عن الحكم تفوق هذا المبلغ بكثير، وأرجو ألا يتحجج أحد بأن المبلغ دين علينا، لأن العلاقة بين القاهرة والدوحة تحولت الى حرب مفتوحة تبدو ساحتها الرئيسية قناة «الجزيرة مباشر» التي تبث كل مسيرات الاخوان
- تركيا: هناك أوراق لعب عديدة تملكها القاهرة للضغط على أنقرة بسبب دعمها لارهاب الاخوان في مصر أبرزها فتح ملف مذابح الأرمن التي ارتكبتها تركيا القرن الماضي وراح ضحيتها مئات الألوف من الأرمن في مذابح جماعية يندى لها جبين الانسانية خجلاً ولدى القاهرة أرمن كثيرون استوطنوا مصر منذ عشرات السنين ولديهم الوثائق والمستندات التي تدعم تلك القضية التي يمكن أن تحرم تركيا من عضوية الاتحاد الأوروبي للأبد؟ أيضاً هناك ملف التعويضات عن سنوات الاحتلال التركي لمصر من 1517 - 1805 واستمرت القاهرة تدفع الجزية لانقرة بعد ذلك التاريخ حتى أسقطها عبد الناصر بعد ثورة يوليو 1952 ولا ننسى أن ليبيا القذافي حصلت على تعويضات كبيرة من ايطاليا جراء سنوات الاحتلال الايطالي، كذلك هناك ملف الضغط على الدول الخليجية لتقليل تعاونها الاقتصادي والتجاري مع تركيا بسبب دعمها لارهاب الاخوان في مصر.