رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فتنة «أسوان» وتخاريف «بدران»

فتنة أسوان التي حدثت مؤخراً بين العرب «الهلالية» والنوبة «الداودية» وراح ضحيتها ما يقرب من 27 قتيلاً و32 مصاباً هى جرس إنذار لنموذج الحروب الأهلية والقبلية التي يمكن أن تندلع هنا أو هناك لأي سبب كان، سواء الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية أو بسبب فتاة أو نتيجة لأسباب قبلية أو عائلية أو قومية! وهو ما يتمناه ويخطط له أعداء مصر ليل نهار لتفتيت الوطن.

ترتبط النوبة في الذاكرة التاريخية بمملكة النوبة المسيحية التي قامت على الحدود المصرية - السودانية أيام المماليك وعندما علم بأمرها الظاهر بيبرس البندقداري - أمير الجيوش - أيام السلطان سيف الدين قطز أمهل التعامل معهم حتى ينتهي من المغول والتتار، وعندما انتصر عليهم في موقعة عين جالوت الشهيرة توجه بيبرس بنفسه على رأس جيش الى النوبة فقام بهزيمتهم شر هزيمة حتى أنه أباد مملكتهم المسيحية تماما وأزالها من الوجود، ورويداً رويداً دخل أبناء النوبة الإسلام، ثم صاروا جزءا من النسيج المصري، وفي حرب أكتوبر المجيدة 1973 أبلوا بلاء حسنا عندما استعان بهم الجيش المصري لإرسال التعليمات العسكرية الى بقية الوحدات، والتقطت أجهزة الرادار الاسرائيلية تلك الرسائل ولكنها لم تستطع فك شفرتها بسبب لغتها الغريبة النوبية - لغة منطوقة وليست مكتوبة - مما كان سبباً من أسباب الانتصار في الحرب، ولكن أبناء النوبة بقيت داخلهم مرارة التهجير من قراهم عند بناء السد العالي والإحساس بالدونية بسبب لونهم الأسمر الأقرب الى السواد، حتى إن السينما المصرية لم تفكر في الاستعانة بشخصية النوبي إلا كطباخ أو سفرجي أو بواب، رغم أن فيهم المتعلمين الذين وصلوا الى أعلى المراتب والدرجات العلمية والوظيفية ورغم تلك المرارات بقيت أسوان نموذجاً في الاستقرار والهدوء عكس بقية محافظات الصعيد الملتهبة خصوصاً قنا وأسيوط والمنيا، وذلك بسبب هدوء العائلات النوبية بالنسبة لبقية السكان العرب، حتى جاء الحادث الأخير الذي أشعل الفتنة في أقصى الجنوب، وأيا كان السبب في ذلك، سواء تأييد السيسي كما ذكر أحد الاعلاميين مؤخراً أو بسبب معاكسة فتاة كما نشرت بعض المواقع أو بسبب فتنة مدرس إخواني سعى للوقيعة بين أبناء أسوان، فإننا نرجو الانتباه جيداً لم يدبر له أعداء الوطن، وأرجو ألا تقتصر عمليات الصلح على وفود من هنا أو هناك ثم وعود وصور تذكارية بل يجب أن نبحث في جذور الأحداث حتى لا تتكرر مرة أخرى.
قل على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ما تشاء.. قل إنه كان ديكتاتوراً.. قل إنه لم يحتفظ بأصدقائه.. قل إنه لم يعط وزناً لمؤامرات الغرب عليه حتى حدثت نكسة 1967، ولكن لا يمكن أن

تقول إنه كان منحرفاً جنسياً يقضي وقته في مشاهدة الشرائط الجنسية التي قام جهاز المخابرات وقتها بتسجيلها خصوصاً شرائط الفنانة الراحلة سعاد حسني، وما يروج لتلك الشائعة السخيفة آخر شخص يحق له الكلام عن الزعيم عبد الناصر، ونقصد هنا شمس بدران وزير الحربية في زمن النكسة 1967 والمسئول الأول والأخير عن أسوأ هزيمة عرفها جيش في العالم منذ قيام الدولة الفرعونية القديمة وحتى الآن، وهى تلك الحرب التي استطاع عبد الناصر ومن بعده السادات القضاء على آثارها وتحويلها الى نصر في أكتوبر 1973، ولم يكن يتم هذا إلا بعد التخلص من رموز الهزيمة أو رحيلهم أو هروبهم الى الخارج مثل عبد الحكيم عامر وشمس بدران، ومن مفارقات القدر أو من عبثه أن بدران كاد يكون رئيساً لمصر بعد الهزيمة والصراع بين ناصر وعامر حول المسئولية عن الكارثة التي وقعت ولم يتوقعها ناصر بأي حال من الأحوال، بعد أن ذكر له عامر أن الجيش المصري قادر على امتصاص الضربة الأولى والرد في الثانية وكان مصدر معلومات عامر للأسف هو شمس بدران وزير الحربية آنذاك الذي تفرغ لحفلات التعذيب ضد الاخوان والشيوعيين في السجون واختار لمهمة الإشراف على تلك الحفلات أسوأ تلامذته وهما اللواء حمزة البسيوني وصفوت الروبي وكان بدران وصلاح نصر مدير المخابرات وعامر يدبرون المقالب لعبد الناصر بايهامه أنه مستهدف دائما من الأعداء للاغتيال، فكانوا يطلبون منه تغيير مكان نومه باستمرار وكان ناصر يصدقهم للأسف حتى جرى ما جرى في يونية 1967 وانكشف المستور، لقد شاد الأعداء قبل الأصدقاء بأخلاق عبد الناصر وذمته المالية، ومن هنا فإن ادعاءات شمس بدران عليه الآن مجرد تخاريف قائد مهزوم بل أسوأ قائد عسكري في التاريخ.