عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الكاتب.. والأديب.. والزعيم

في مثل هذه الأيام تمر ذكرى رحيل الكاتب جمال بدوي «31 ديسمبر 2007» ورحيل الأديب احسان عبد القدوس «11 يناير 1990» ومولد الزعيم جمال عبد الناصر قائد ثورة يوليو 1952 «15 يناير 1918».

الثلاثة من علامات السياسة والأدب والفكر في مصر منذ النصف الثاني من القرن العشرين وحتى رحيلهم، وقد أثروا الحياة السياسية والثقافية والفكرية في مصر والوطن العربي، وتركوا بصماتهم الواضحة ومدارسهم التي انتمي اليها الكثيرون حيث ترك عبد الناصر وخلف المدرسة الناصرية التي تحولت الى حزب سياسي معارض في عهد مبارك ومرسي ومازال الكثيرون يستلهمون التجربة الناصرية الرائدة في الكرامة والوطنية رغم السلبيات العديدة التي شابت التجربة بسبب تجاهلها الديمقراطية وحقوق الانسان، فيما ترك الأديب الراحل احسان عبد القدوس مدرسة في الرواية والقصة العربية والحرية باعتبار أن احسان نفسه انتهج اسلوباً مختلفاً يخالف السرد في القصة والرواية ويركز على الانسان وأحاسيسه ومشاعره باعتباره محور الرواية والعمل الأدبي ينشد الحق والخير والجمال، وتفرد احسان بين نظراء جيله في العمل الادبي بتركيزه على المرأة في رواياته خصوصا قصته الرائعة «لا أنام» التي تحولت الى فيلم ومسلسل اذاعي وتليفزيوني فيما بعد، ناهيك عن ابداع احسان في الرواية الوطنية «في بيتنا رجل» والحوار السياسي «على مقهى في الشارع السياسي».
اما جمال بدوي رئيس تحرير الوفد الراحل فقد احدث ثورة في الصحافة المصرية والعربية عبر تجربتين خاضهما مع رفيقي دربه الاستاذ الراحل مصطفى شردي والاستاذ عباس الطرابيلي عبر صحيفتي الاتحاد الاماراتية والوفد المصرية وإن

كان انضم اليهم في تجربة الوفد رابعهم الراحل الأستاذ سعيد عبد الخالق صاحب باب العصفورة وأفضل محرر اخباري وديسك بين أبناء جيله.
لقد ترك الثلاثة «جمال» و«احسان» و«عبد الناصر» بصماتهم علىَّ بشكل أو بآخر، ومازلت أذكر يوم رحيل عبد الناصر وكأنه حدث بالأمس، أذكر أني كنت  وقتها في السنة الرابعة من المرحلة الابتدائية في مدرسة معتوق الابتدائية - ناصر المشتركة فيما بعد - وخرجنا طوابير نحمل صور الزعيم عبد الناصر ونردد «الوداع يا جمال.. يا حبيب الملايين»، كما ترك الراحل احسان عبد القدوس بصماته علىَّ حتى أنني من فرط حبي لأسلوبه في الرواية والقصة اشتريت جميع أعماله تقريباً، وكنت انتظر بفارغ الصبر نشر رواياته مسلسلة في «الأهرام» قبل جمعها في كتاب خصوصا روايتي «ياعزيزي كلنا لصوص» و«لن أعيش في جلباب أبي» أما جمال بدوي فهو صاحب الفضل الأول في عملي بالوفد بعد الله وكان مفكراً وأديبا ومؤرخاً يندر أن يجود الزمان بمثله.. رحم الله الثلاثة واسكنهم فسيح جناته.