عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

غزوة الوفد

علي غرار حريق القاهرة في 26 يناير 1952، حدثت غزوة الوفد، حريق القاهرة كان الشرارة الأولي لاندلاع ثورة 23 يوليو 1952 وربما تصبح غزوة الوفد الشرارة الاولي لثورة الشعب المصري كله ضد المتأسلمين الذين انتهجوا العنف أسلوب حياة لمحاورة الخصوم واقصائهم لكي يصبحوا وحدهم في الساحة ولا أحد غيرهم.

غزوة الوفد التي قامت بها جماعة تنتسب الي «حازم أبو اسماعيل» كما ذكر مصدر أمني كبير بمحافظة الجيزة أو إلي ميليشيات خيرت الشاطر كما يؤكد آخرون كانت متوقعة بعد اندلاع سلسلة حرائق في مقر حزب الحرية والعدالة في مختلف محافظات الجمهورية، وبعد استمرار التردي الأمني الكبير الذي ظهر جلياً عند حصار الإخوان لمقر المحكمة الدستورية، وحصار أنصار أبو اسماعيل لمقر مدينة الإنتاج الإعلامي وإخلاء قوات الداخلية الساحة لهم.
يوم غزوة الوفد تحرك «حازمون» إلي مقر حزب وجريدة الوفد بالدقي بعد الساعة السادسة مساء، ورغم وجود قوات أمن الجيزة أمام الوفد فإن ذلك لم يثنهم عن الغزوة فهجموا علي قوات الأمن وأصابوا ضباطاً وجنوداً بطلقات الخرطوش ثم أطلقوا القنابل المسيلة للدموع، وبعدها بدأ اقتحام الوفد من البوابة الخلفية بعد ازالة السلاسل الحديدية، ثم غزا المهاجمون مقر الجريدة احتجاجاً علي موقفها من الإعلان الدستوري ومسودة الدستور وتزوير الانتخابات وكان الهدف الثابت هو ترويع الصحفيين والإداريين وتدمير السيارات والحاق أكبر خسائر بمبني الجريدة باطلاق الشماريخ وطلقات الرصاص الحي والخرطوش واشعال النيران وتكسير الزجاج.
وقت الأحداث لم أكن موجوداً بالجريدة وفجأة انهالت عليَّ عشرات المكالمات تطمئن وتستنكر وتشجب الحادث الاجرامي الذي يخصم من رصيد دعاة العنف والارهاب. أجريت اتصالات بزملائي بالجريدة للاطمئنان عليهم وعلمت منهم ان الجناة أحرقوا الاخضر واليابس ودمروا كل شيء في طريقهم وهو مؤشر خطير للخلاف في الرأي يضرب الديمقراطية في مقتل ويغلق باب الحوار للابد ويفتح الباب للاغتيالات السياسية وانتشار الفوضي في المجتمع بما يؤدي في النهاية الي حدوث

انقلاب عسكري وعودة العسكر الي الحكم مرة أخري.. ما أحزنني حقاً هو شماتة بعض صحفيي التيار الاسلامي في «غزوة الوفد» رغم انني- كما هو منشور في مقال سابق لي- أدنت حوادث الاعتداء علي مقرات حزب الحرية والعدالة.
لقد نشرت بعض الصحف المحسوبة علي الاخوان ان حادث الوفد مدبر من الوفديين أنفسهم لإفشال العرس الديمقراطي والتغطية علي خسارة التيار المدني في الاستفتاء وذكرت قيادة اخوانية ان هناك مؤامرة علي الرئيس مرسي بين جبهة الانقاذ وأحمد شفيق وضاحي خلفان ومحمد بن زايد في الامارات لإسقاط الرئيس مرسي والعمل علي اختطافه من قصر الاتحادية وإشاعة هروبه الي دولة قطر.
حسناً فعل مجلس نقابة الصحفيين بعقده مؤتمراً عاجلاً بالوفد لاستنكار الحادث وتقديم بلاغ الي النائب العام يتهم الرئيس مرسي بالتقاعس عن حماية الوفد رغم وجود معلومات لدي الاجهزة الامنية، وأتصور ان الوقفة الصامتة علي سلالم نقابة الصحفيين الأسبوع المقبل بالاقلام والعدسات احتجاجاً علي الهجمة المدبرة ضد الصحافة الحرة هي خير تعبير عن المأزق الحالي لان قتل الصحافة هو قتل للحرية فهل نتحرك وقبل فوات الاوان قبل أن تنتشر شريعة الغاب وتندلع الحرب الأهلية التي لن تبقي ولن تذر وسيكون الجميع خاسراً فيها كما حدث في لبنان.
استفيقوا يا قوم يرحمكم الله.