رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تجريدة سيناء

منذ عام، وتحديداً فى رمضان الماضى، أجريت حواراً مع سفير مصر السابق والراحل فى إسرائيل محمد بسيونى، وقد نشر الحوار على صفحة كاملة بـ«الوفد» وترك صدى كبيراً وواسعاً لخطورة وأهمية الأفكار التى طرحها بسيونى فى الحوار والتى أوجزها فى الأمن بمناسبة تجريدة سيناء الحالية عقب استشهاد 17 جندياً مصرياً وإصابة 20 فى مجزرة رفح على يد مجهولين ينتمون إلى أحد الفصائل الإسلامية.

النقطة الأولى هى ضرورة تعديل الترتيبات الأمنية فى اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، وقد أكدت كثرة الحوادث فى سيناء بعد الثورة ضرورة مراجعة عدد القوات المصرية فى سيناء فى المناطق أ، ب، ج والعدد الحالى لوجود القوات المصرية فى المنطقة ج «750 جندياً» لم يعد يكفى أبداً لتأمين مساحة 256 كلم من طابا إلى العريش حتى بإضافة قوات حرس الحدود إليهم، وأعتقد أن الحاجة باتت ملحة الآن لزيادة القوات المصرية فى سيناء عدداً وعدة، وإذا كانت إسرائيل تخشى ذلك منذ 30 عاماً، فأيضاً اليوم تطالب بتعديل الاتفاقية، وتبدو الأجواء مهيأة الآن أكثر بإعلان واشنطن تقديم أية مساعدات فنية لمصر بعد أحداث سيناء، وأرجو ألا يكون هدفنا من زيادة القوات المصرية فى سيناء هو توفير الحماية لإسرائيل، بل تطهير أرض الفيروز من كل التنظيمات الإسلامية مثل «جلجلة» و«التوحيد والجهاد» و«جيش الإسلام».
النقطة الثانية التى أكدها السفير الراحل بسيونى هى ضرورة توطين 3 ــ 5 ملايين مصرى فى سيناء وأذكر أنه قال حرفياً: إسرائيل تخشى وصول الإسلاميين إلى الحكم وتوطين 3 ملايين مصرى فى سيناء، وحسب

تصور السفير بسيونى فإن وجود كثافة بشرية فى سيناء هو أكبر رادع لإسرائيل لمنعها من إعادة احتلال سيناء مجدداً أو مجرد التفكير فى ذلك.
توطين سيناء إذن هو الحل العاجل لتأمين أرض الفيروز ضد أى غزو خارجى وفى الوقت نفسه يوفر ملايين فرص العمل لأهالى سيناء أنفسهم ولأبناء الصعيد الذين ستكون البطالة خصوصاً بعد الثورة بالنسبة لعمال اليومية فى المبانى والأراضى الزراعية.
النقطة الثالثة التى شدد عليها السفير الراحل هى ضرورة تقسيم سيناء إلى ثلاث محافظات وسط وجنوب وشمال وأن تكون محافظة الوسط هى كبرى المحافظات باعتبارها حلقة الاتصال بين الشمال والجنوب، وأن يتم انتقال القيادات الأمنية والإدارية بين محافظات سيناء بواسطة الهليكوبتر.
لقد حانت الفرصة الآن لإعادة تنمية سيناء وتقسيمها إلى ثلاث محافظات وتوطين 5 ملايين مصرى فيها وزيادة القوات المسلحة المصرية فيها، خصوصاً بعد أحداث مجزرة رفح الأخيرة، وتجريدة سيناء الأخيرة يمكن أن تكون الأخيرة، إذا نالت سيناء الأهمية التى تستحقها حتى لا تصبح شوكة فى ظهر الوطن ووجعاً فى قلب مصر.